14 شباط 2021 | 13:02

أخبار لبنان

سمير البساط يتذكر "رفيق الطفولة "وثورجي" التظاهرات!


خاص-"مستقبل ويب"

يحتفظ كثيرون من ابناء جيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مدينته صيدا بذكريات مشتركة لهم معه .. من مراتع الطفولة والصبا الى مقاعد الدراسة الى بساتين المدينة، الى ثورات وتحركات طلابها دعماً للقضايا العربية .

من هؤلاء ، المهندس سمير بساط ، صديق طفولة وشباب رفيق الحريري الذي تحدث لـ"مستقبل ويب" عن رفيق الحريري " الثورجي" الذي كان يتقدم تظاهرات طلابية مناصرة للثورات العربية .

يقول البساط " كثيرة هي الذكريات التي جمعتني بالرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عايشته صديقاً وجاراً حيث كان يجمعنا الجوار بين منزلينا في حي الست نفيسة وزميل دراسة في مدرسة فيصل الأول المقاصدية المجانية التي أتممنا فيها المرحلة الابتدائية وذلك قبل انتقالنا الى كلية المقاصد كما كان اسمها ايام زمان ، الى ايام التحاقنا بجامعة بيروت العربية حيث تابعنا معا المرحلة الجامعية".

ويضيف " من المعروف عن صيدا أنها كانت ولا تزال الصوت المدوي المناصر للقضايا القومية العربية ، وكان طلابها ولا سيما المقاصديون منهم أول من ينزل الى الشارع في تظاهرات مساندة لقضايا الأمة العربية وثوراتها بدءاً بالقضية الفلسطينية الى ثورة المليون شهيد في الجزائر الى تظاهرات التأييد للوحدة ما بين مصر جمال عبد الناصر وسوريا شكري القوتلي والتنديد بما كانت تتعرض له البلدان العربية من اعتداءات اسرائيلية لا سيما العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 " .





ويتابع البساط " كانت ساحة ضهر المير الملاصقة لمبنى كلية المقاصد حينها – ثانوية المقاصد اليوم – مكاناً شبه دائم لتجمع وانطلاق هذه التظاهرات. والدعوات الطالبية الى التظاهر كان مصدرها آنذاك فريقان من الطلاب : طلاب حركة القوميين العرب وطلاب حزب البعث ... وكنا رفيق وأنا نتقدم هذه التظاهرات ، كنت حينها من الطلاب المناصرين لحزب البعث في حين كان رفيق الحريري من أركان حركة القوميين العرب الى جانب المرحوم عدنان مارديني والسيد عدنان الزيباوي ..".

ويقول " رغم ما كان يجمع المتظاهرين حينها من حيث الهدف من تحركهم في كثير من الأحيان الا انه لم تخل هذه التظاهرات في كثير من الأحيان من مواجهة كلامية بالشعارات التي يرفعها الطلاب البعثيون والقوميون كل على حدة ، وكان الأمر يصل احيانا الى حد التدافع في ما بينهم . والمفارقة ان الطلاب الحركيين من انصار القوميين العرب كانوا يحملون رفيق الحريري على أكتافهم ليهتف بإسمهم ، ويرددون من بعده هتافات كانت تنتهي دائما بشعار الحركة " وحدة ، تحرر ، ثأر". في حين كان الطلاب البعثيون يرفعونني على اكتافهم لأهتف باسمهم ولأختم هتافاتي بثلاثية " وحدة ، حرية ، اشتراكية " وهي شعار البعث".



ويضيف " كثيرا ما كنا رفيق وأنا نتقابل خلال التظاهرات وجهاً لوجه كل يهتف بأعلى صوته بشعار حزبه حتى كان يخيل لمن يرانا اننا لا شك سنتواجه على الأرض او نتضارب ! .. لكن فور انتهاء التظاهرة كان يحدث العكس تماما ، وسرعان ما كانت الأجواء الحماسية والتنافس بالشعارات تهدأ بفعل المحبة والصداقة التي كانت تربطنا" .

ويتابع " فور انتهائنا مما كنا نعتبره واجبنا الوطني والقومي بالمشاركة في التظاهرات كنا نتوجه الى بيت رفيق في بستان ابو ظهر في حي الست نفيسة حيث تكون المرحومة الحاجة أم رفيق قد اعدت لنا ما طاب من الطعام لتقدمه لنا وهي تقول لنا " صرختو كتير يا أوادم! " بعدما تكتشف من بحة اصواتنا أننا كنا نهتف في التظاهرة"! .



وعن ذكرياته مع الرئيس الشهيد في بيت الحاج ابو رفيق والبستان المحيط به في مرحلة الطفولة يقول البساط" كنا في كثير من الأحيان نتناول وجبة الطعام في احد جوانب البستان قرب بيت ابو رفيق . هذا البيت المتواضع الذي لا زلت اذكر أحجار جدرانه دون ان انسى " التتخيتة " التي كانت تعلو غرفة النوم وفيها كنا انا ورفيق وشفيق وبهية نحضر واجباتنا المدرسية .. هذا البيت الذي تكسوه الطهارة والمحبة، والمعجون بالتواضع والعطاء اثمر رجلاً ليس كمثل الرجال ، رجلاً قدم حياته فداء لوطنه" .

ويختم البساط بالقول " في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري اقول " كم نحن بأمس الحاجة اليك يا شهيد لبنان لتنقذنا من الحفرة التي اوقعنا فيها حكامنا من بعدك " . فألف رحمة عليك يا دولة الرئيس الشهيد" .

رأفت نعيم


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 شباط 2021 13:02