15 شباط 2021 | 21:28

مقالات

عندما نطق الحريري بالحق

فادي مالك الخير



يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:


عندما صمت أهل الحق عن أهل الباطل، ظن أهل الباطل أنهم على حق ...


هذا ما حدث مع الرئيس المكلف سعد الحريري طوال الفترة الماضية ...


فتركهم يسرحون و يمرحون في تصاريحهم الفارغة حتى ظنوا أنهم على حق،

في حين أن المقصود بصمته هو إصراره لعدم الانجرار إلى حيث يريدون...

صمتُ الرجل كصمت المتنبي عند سيف الدولة عندما تكالب من حوله الحسودين من أصحاب النوايا السيئة محاولين استجراره للرد عليهم فما كان رده عليهم إلا ببيته الشعري الشهير:

" كل يوم تحت ضُبْني شُوَيْعِرّ ، ضعيفّ يقاويني ، قصيرّ يُطاوِلُ ... "


هذا ما حدث مع سعد الحريري، كيف و إن كان خصومه قِصارٌ فٍعلاً ، إذ أن كل قصيرٍ في الأرض فتنةٌ كما أجمع شعراء العرب ... !


تكلم الحريري أخيراً واضِعاً الأمور في نِصابها الصحيح ، فأبى القِصارُ إلا إن يهاجموه فيما ليس فيه ...


قال الرجل صراحةً ، " أننا أوقفنا العد " ، فأعدوا له ردوداً لا ترقى لمستوى المستمعين من أصحاب العقول و الرأي ...


لم يعجبهم اعتداله ، فصبوا عليه لِجام جريصاتهم ، في محاولة بائسة لقلب الحقائق علّهم يستعيدون بعضاً من شرعيتهم المفقودة على أيدي ثوار ١٧ تشرين من كل الطوائف في كل لبنان ...


اللبنانيون باتوا يعلمون ، و الشمس ساطعة ، و من له عيون و أذنان قد سمع و رأى الحق في خطاب ١٤ شباط ...


قالها الرجل بصراحة، " مما تخافون " ، فمن كان على حقٍ فهو لا يخاف في الله لومة لائم ...


إلا إن كان تحت الأكمة ما تخفون و ما تخططون...


كفى مهاترة، وأوقفوا هذا السجال السخيف وارحموا الوطن و المواطنين، واتركوا الرجل يمضي في طريق الجلجلة، فإنكم في قرارة أنفسكم تعلمون، أن الرجل صادق فيما يقول و أنكم أعجز من تحقيق الإصلاح و التغيير الذي كنتم به الناس توعدون ، فكيف إذا كان على أيدي من تحسدون و من أنتم له كارهون.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 شباط 2021 21:28