"نازلة دافع عن حقي بإنسانيتي .. حقي بالحياة الكريمة .. "
بهذه الكلمات اختصرت الشابة سارة القوام سبب نزولها الى الشارع في صيدا مع مجموعة من زملائها ومعظمهم من طلاب الجامعات احتجاجاً على انهيار العملة الوطنية امام الدولار وانعكاسها مزيدا من التردي بالأوضاع المعيشية وحرمان الشريحة الأكبر من الناس من حقهم في تأمين الطعام والشراب والطبابة والتعليم لأبنائهم .
تقول سارة " انا طالبة جامعية ، ربما يكون آخر سيمستر لي هذا العام لأن اهلي ربما لن يعودوا قادرين على تأمين تكاليف تعليمي انا واخوتي الثلاثة ، قررت ان انزل الى الشارع لأدافع عن حقي ، واقله في الطعام والشراب والطبابة وفي انسانيتنا التي سرقوها منا .. دفعونا لأن نختصر كل شيء في حياتنا لكي نستطيع ان نصمد ، اصبحنا نختصر حتى الطعام ، فماذا نختصر به .. وجدت ان اقل واجب هو ان انزل الى الطريق واعبر عن غضبي واحتجاجي ورفضي لهذا الواقع . واوعي نفسي وغيري و"الناس اللي بعدها النايمة "!.
سارة كما مجموعة من الشباب اللبناني الذين يرفضون الإستسلام لواقع يفرض عليهم من قبل من اوصل البلد الى هذه الحال من التدهور المالي والاقتصادي والمعيشي ،خرجوا مساء الخميس الى شوارع صيدا واغلقوا مسارب الأوتوستراد الشرقي بالاطارات المشتعلة بالتزامن مع تحركات تشهدها مناطق لبنانية أخرى للغاية نفسها .
على مقربة من نقطة التحرك حيث النيران كانت تستعر في الاطارات التي اشعلت تعبيرا عن نار اشد واكثر لهباً ، غضب الشعب وسخطه على الطبقة الحاكمة ، صودف وجود مشتل للورود التي بكر ربيعها في منحها الوانه الزاهية من قلب شتاء ملبد قاتم الأجواء ، فأسقط المشهد نفسه على الواقع والتحرك نفسه ، حيث بدا الشباب الثائرون على الفساد والظلمة والفقر والجوع ، اشبه بتلك الورود المتفتحة التي تكسر رتابة الشتاء وتوذن بقرب حلول الربيع على امل ان يكون ربيع خلاص وحرية وانفراج ازمات للبنان يطل من عيون شبابه وثواره !
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.