كتب حسن درغام (*):
الوجع الذي عبر عنه قائد الجيش اليوم فيما تعيش المؤسسة العسكرية من ظروف واوضاع صعبة ،في ظل ما يترتب عليها من عظيم
التحديات والمسؤوليات على كل المستويات ..
والذي نعتبره استكمالا للصرخة التي اطلقها غبطة البطريرك الراعي في ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ومحاورها ..
وتغليب مصلحة لبنان على كل ما عداها من حسابات
والعمل على اخراجه من النفق الذي ادخل فيه لسنوات نتيجة لعبه لادوار وتدخلات لا طاقة له الاستمرار فيها بعد الان ..
في ظل خلط لاوراق النفوذ ووضع اليد والصراع على المصالح التي ستنتهي قريبا على طاولة مفاوضات تحضر هنا او تبدأ هناك ..
كل هذه الرهانات على اختلافها و
التي اتعبتنا جميعا لا يمكن الاستمرار بها
وهي اكثر الاسباب وضوحا
لما وصلنا إليه الآن..
بعد ان خابرنا في السنوات الخمس عشر الاخيرة عظيم الخسائر في المال والابناء وقادة الرأي جراء الاقامة
على خطوط الموت والحروب والاحقاد والانقسامات وعودة كاتم الصوت والاغتيال ..
دون ان ننسى ما
اجتاحنا من عميق الجرح جراء اللغز الكبير في انفجار
المرفأ الذي خلف ورائه مأساة ودماء ما زالت ماثلة امام اعيننا الآن
والذي دمر
قسما كبيرا من عاصمتنا وروحنا ووعينا وذاكرتنا فيها وافقدها جزءا من وموقعها ودورها وريادتها في محيطها وفي العالم ..
كل هذا يحدث في ظل ما
تشهده البلاد من ازمة مفتوحة لم نشهد لها
مثيلا منذ ان كان الكيان
والتي تزداد سؤا نتيجة التعنت و اقفال الابواب جميعا امام الحلول والمبادرات السياسة خصوصا منها التي اطلقها الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر والتي سعى الرئيس الحريري جاهدا للسير بها لانقاذ ما يمكن انقاذه من واقع مخيف في الوهن و التردي الذي
اعاد اللبنانيين واحلامهم
سنوات إلى الوراء
وبات هذا الواقع الغريب عن قدرات اللبنانيين وتميزهم وطموحاتهم..
يهددهم جميعا
بمعيشتهم وامنهم ومستقبلهم..
من هنا ضرورة
وقف هذا المسار المتمادي
من التعطيل المتعمد
من الذين توقعنا ان يكونوا في الصفوف الامامية لانقاذ البلد من
ازمته والرافعة الاساس لانقاذ
العهد من موته السريري وذلك بوقف
الخطاب الشعبوي والطائفي
البائس لرئيس الظل
والذي ما برح يتلطى خلف شعارات جوفاء لم تعد تنطلي على احد من وهم
حماية الحقوق وصلاحيات
واصلاح وتغيير ..
لقد آن الاوان لرفع اليد عن موقع الرئاسة الذي يقبع الآن تحت وصاية سياسية
لا تشبه دوره الجامع بشيء..
ولان يبادر جميع الاطراف للتنازل لهموم الناس وقلقها وهواجسها ..
امام المخاطر الجسام التي يتعرض لها وطننا في ظل انتشار غير مسبوق لاصعب انواع الوباء ..
من هنا لم تعد المزايدة مسموحة او لها معنى سوى لمن يساهم في اخراج اللبنانيين من محنتهم وكسر حلقات التعطيل واضاعة الفرص التي كانت ولا زالت هي اعلى درجات الفساد والافساد ..اننا مطالبون جميعا
بوضع الانانيات الحزبية والفئوية جانبا ،
والتي تبقى احد عناوينها الاساس فك اسر التشكيلة الحكومية والسير بالمبادرة الفرنسية دون ابطاء
ووضع حد لما نشهده من عبث ومظاهر فوضى وتخريب وتعدي على الاملاك العامة والخاصة
والتي يتخفى وراء
مطالب الناس
المحقة
من خلال تسلل مجموعات منظمة تعمل على ضرب الثقة بالبلد من خلال استهداف
مؤسساته ومرافقه الحيوية اضافة الى جهات اعلامية معلومة المصادر تعمل على
ضرب هيبة ومعنويات جيشه وقائده وظباطه وافراده الذي يبقى منفردا الحافظ لامن لبنان واستقراره
والضامن الوحيد لوحدته وسيادته على ارضه.
(*) عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.