رأت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية" انّ "الموقف الروسي ارسل سهماً مثلث الرؤوس الى الداخل اللبناني، الاول عندما تقصّد ان يخاطب الرئيس سعد الحريري برئيس حكومة لبنان وليس بالمكلف، حتى عندما تم لَفته لهذا الأمر أصرّ على هذه التسمية. والثاني دعوته الاسراع بتشكيل حكومة مهمة لا حزبيين فيها، إذ للمرة الاولى يذكر الروس تسمية تكنوقراط بعدما كانت مواقفهم السابقة تؤكد دعم حكومة سياسية، فهم اقتنعوا من الحريري ان حكومة غير حزبية وحدها قادرة ان تحصل على مساعدات وتخاطب المجتمع الدولي. والرسالة الثالثة ان الحكومة العتيدة يكفي ان تنال دعم غالبية القوى البرلمانية وليس كلها". واكدت هذه المصادر الديبلوماسية "انّ الطرف الروسي لا يخطو خطوة كهذه من دون تكوين مظلة دولية وعربية واتصالات قام بها ايضاً مع بعض الاطراف السياسية في الداخل".
وكشفت مصادر مواكبة للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أبوظبي، في حضور الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان بأن موسكو تدعم بلا شروط تشكيل حكومة مهمة من التكنوقراط من 18 وزيراً من دون حصول أي طرف على الثلث الضامن، وقالت إن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف كان أكد لنظيره الروسي رفض «حزب الله» إعطاء هذا الثلث لأي طرف سياسي.
ولفتت إلى أن موسكو تتبنى المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان، وقالت إنها تتواصل عبر قنواتها الدبلوماسية مع الأطراف اللبنانيين وتنصحهم بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وإنه لا مصلحة لأحد في الداخل بتأخير تشكيلها لما يترتّب عليها من ارتدادات سلبية ستُلحق الضرر بالجميع وستؤثر سلباً على الوجود المسيحي.
وقالت المصادر نفسها إن موسكو أبلغت موقفها لمستشار عون للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد لقطع الطريق على من يراهن على دخول روسيا على خط الأزمة اللبنانية بطرحها مبادرة تتعارض مع المبادرة الفرنسية، وأكدت أن بوغدانوف أحاط سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصّار بتفاصيل الموقف الروسي الذي نقله إلى الخارجية اللبنانية ليكون في مقدورها أن تبني على الشيء مقتضاه بدلاً من جنوح البعض للترويج لموقف روسي لا أساس له ويراد منه الهروب إلى الأمام.
ورأت أن الحريري أبدى ارتياحه للموقف الروسي وإن كان سأل لافروف عن الأسباب التي تمنع إيران من ترجمة موقفها بالطلب من حليفها «حزب الله» بالضغط على عون - باسيل لإخراج التشكيلة الوزارية من التأزُّم السياسي، وقالت إن الأعباء المالية والاقتصادية التي يتحمّلها لبنان باستضافته الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين حضرت بامتياز في اجتماع الحريري - لافروف الذي أبدى تفهُّماً لموقفه كاشفاً بأن موسكو تحضّر حالياً لاستضافة اجتماع أممي موسع لهذا الغرض يُعقد في أيار المقبل تشارك فيه دول الجوار السوري التي تستضيف النازحين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.