11 آذار 2021 | 10:30

هايد بارك

عتبة الـ ١٠٤٥٢... تابع - وسيم وليد دلي


كتب وسيم وليد دلي (*): 

لم يعُد خفيّاً على الشعب اللبناني أن هناك طرفاً أساسياً في اللعبة السياسية يناور ويكابر ويغامر في مصلحة البلد العليا متجاوزاً كل أصول الديمقراطية في التذاكي السياسي ومتعالياً على شجون وهموم الناس مكرِّساً كرسي بعبدا كسلاح في يده لتنفيذ أجندات خارجية شرقية وداخلية فئوية طائفية عائلية .

وصل الدولار الى عتبة ال ١٠٤٥٢ وتجاوزها لأول مرة في تاريخ لبنان ضارباً بعرض الحائط الناتج القومي للفرد وكل مرتكزات الدولة الاقتصادية متجهين أكثر فأكثر نحو الانهيار التام والنموذج الفينيزويلي ولا يزال الفريق الجمهوري يتلاعب بصيغة العيش المشترك من خلال التعدي على صلاحيات مجلس الوزراء لعلّ آخرها تكريس اجتماع غير قانوني بمعاييره التنفيذية من خلال المقررات التي صدرت من بعبدا بإسم أحد مستشارين فخامته الجُدد والقدامى لدى السهر الذي لا يترك فرصة الا ويستغلها لتأجيج الخلاف الدستوري السياسي معتقداً بذلك أنه يضغط هنا وهناك على الرئيس المكلف في ملف تشكيل الحكومة في حين أن الكرة تماماً في ملعب فخامته من خلال التشكيلة المقدمة من دولة الرئيس منذ مدة منتظراً رد فخامته عليها إن كان يريد بعض التعديلات او فليمضي عليها وننقذ ما تبقى من البلد ونذهب نحو الحل السريع اللهمّ إن نزل الوحي على السهر وفكّر ملياً بعد كل ما جرى بتغليب بعض الوعي والوطنية إن بقي منها على الفكر السوداوي الإلغائي.

اذاً يا سادة البلد والناس لم يعد يحتملون الصبر أكثر على كل هذا الإفراط في التعدي على حقوقهم الدنيا من جفاف كامل في كل هياكل الدولة التي أوصلت الى تدافع الناس على الخبز والحليب في ظل عهد لا يسمع ولا يرى ولا يلاحق الا حججه الطائفية في الدفاع المستميت عن مصالحه الضيقة وتبقى العبرة في استذكار التاريخ المؤلم الذي مررنا به ونجونا بأعجوبة كل مرة لكن هذه المرة لا ندري كيف يريد النجاة من بلّغنا بالذهاب نحو جهنم وهو لا يسعى لفعل الخير علّه يستبدلها بالجنة فيما بقي من ولاية العهد وإلا السلام على ال ١٠٤٥٢ جغرافياً كما اقتصادياً .

(*) منسق قطاع الشباب في البقاع الأوسط في "تيار المستقبل" 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 آذار 2021 10:30