كتب جورج بكاسيني

29 آذار 2021 | 10:28

كتب جورج بكاسيني

من عجائب هذا العهد!

السلوك الذي يعتمده فخامة رئيس الجمهورية ، أو يعتمده مستشارو القصر بلسانه ، هو سلوك استفزازي هدفه دفع الرئيس المكلّف الى إخلاء الساحة الحكومية وتركها نهباً لمعايير جبران باسيل.

فمن عجائب هذا العهد، ان يأخذ كل ما فيه من تشوّهات سياسية ليرميها على الآخرين ، وآخرها اتهامه الرئيس المكلف بإحراج رئيس الجمهورية لإخراجه.


فمن أين أتى فخامة الرئيس ، أو أتوا له ، بهذه البدعة وهذا الشعار ، الذي قيل عن الرئيس المكلف بعد سيل السقطات السياسية الذي تدفّق من قصر بعبدا بحق الرئيس الحريري ، من الفيديو الفضيحة والكلام المهين الذي أدلى به رئيس البلاد أمام الرئيس حسان دياب ، الى الاستمارة الفضيحة التي رأى الرئيس عون أنه " من المستحسن تعبئتها " وفيها ما فيها من جولات لمعايير "الثلث المعطل" على كل الصيغ المقترحة ، واخيراً الى الكلام الذي نُقل عنه اليوم ، وهو في مجمله ينضح بقلب الحقائق والإصرار على إقفال كل الطرق امام تأليف الحكومة.


الشيء الثابت الوحيد في سلوك رئيس الجمهورية أنه يكرّس موقع الرئاسة لحماية " الرجل الفولاذي "للعهد ... خلاف ذلك لا أهمية لهموم الناس ولا للانهيار الاقتصادي ولا للتعويض على المنكوبين من انفجار بيروت ولا لصرخات الشباب والشابات في الساحات ولا للإصلاحات ولا للمبادرة الفرنسية ، ولا حتى لنجاح العهد وخروجه من النفق الذي يحاصر نفسه فيه وولادة حكومة يريدون موتها قبل أن تولد.

حفلة الإنكار والاستنزاف بعد الرسالة الصحافية التي وجّهها القصر الجمهوري للرئيس المكلف اليوم ، تدفعنا الشكوك الى أن هناك من يتكلم بلسان الرئيس لكننا لن نقول برغم ذلك فالج لا تعالج ، لأن المسؤولية الوطنية توجب في هذا الظرف الاستثنائي عدم اليأس والبحث المستمر عن نقطة ضؤ في العهد المظلم .

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

كتب جورج بكاسيني

29 آذار 2021 10:28