30 نيسان 2021 | 08:31

أخبار لبنان

جوزف عون: لست مرشحاً وإذا انهار الجيش لن تبقى رئاسة

جوزف عون: لست مرشحاً وإذا انهار الجيش لن تبقى رئاسة

إذا كان كل قائد للجيش يكاد يصبح بحكم "الفطرة" مرشحاً الى رئاسة الجمهورية، الّا انّ عون ‏يصرّ على نفي "تورطه" بهذا الطموح. ومن هذه النافذة يطلّ على التفسيرات والتأويلات التي ‏تلاحق كثيراً من اجتماعاته ومواقفه، موحياً بأنّ أغلبها يصلح ان يكون مادة لأفلام سينمائية، ‏ولكنه لا يعكس بالتأكيد الحقيقة. ويجزم المتواصلون مع عون، بأنّه لا يفكر في رئاسة ‏الجمهورية، معتبراً انّ كل ما يُشاع في هذا المجال هو من نسج الخيال، ويندرج في إطار ‏محاكمة النيات‎.‎

وتنقل مصادر مطلعة على موقف عون تأكيده، انّ همّه الوحيد محصور في حماية الأمن ‏والاستقرار وتحصين المؤسسة العسكرية وتأمين متطلباتها، خصوصاً وسط هذه الظروف ‏الصعبة. وان ليس لديه لا الوقت ولا الحماسة من أجل التخطيط للوصول إلى الرئاسة. وفي رأيه، ‏اذا انهارت المؤسسة العسكرية لن تبقى رئاسة جمهورية حتى يتنافسوا عليها. فالجيش هو صمام ‏الأمان للوطن والمؤسسات، ولا اولوية حالياً غير المحافظة عليه وتعزيز مناعته‎.‎

ويلفت المحيطون باليرزة، الى انّهم سمعوا من عون بأنّه لم يبحث في مسألة الرئاسة، لا مواربة ‏ولا مباشرة، مع أي شخصية داخلية او ديبلوماسية، وانّه خلال استقبالاته للسفراء لم يحصل ان ‏ناقش هذا الامر معهم او ناقشوه معه‎.‎

وينقل هؤلاء عن عون تساؤله: "هل الطامح الى رئاسة الجمهورية يمنع منعاً باتاً تدخّل السياسيين ‏في شؤون المؤسسة العسكرية كما فعلت، الامر الذي أزعج بعضهم؟ وهل يصدر عنه الخطاب ‏الذي ألقيته قبل فترة ما أدّى إلى تململ كثيرين في الطبقة السياسية؟‎".‎

ويشير القريبون من عون، الى انّه استطاع قطع الأصابع التي كانت تتغلغل في الجيش من ‏خارجه للتدخّل او التأثير في التشكيلات والتعيينات، منطلقاً من قاعدة انّ ولاء العسكري والضابط ‏هو حصراً لمؤسسته وقيادته وليس للطائفة او الزعيم‎.‎

وبهذا المعنى، يرفض عون، تبعاً للعارفين، ان يكون مطراناً على مكة، ويتمسّك بأن يعود القرار ‏الى قيادة الجيش فقط في كل ما يتعلق بشؤون المؤسسة العسكرية‎.‎

وتبعاً للقريبين من اليرزة، فإنّ عون لا يزور احداً من السياسيين في منزله او مكتبه، على الرغم ‏من الدعوات التي تُوجّه إليه، وإنما يزور فقط رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيسين نبيه بري ‏وحسان دياب، ربطاً بالمواقع الدستورية التي يشغلونها‎.‎

وبالنسبة الى العلاقة مع رئيس الجمهورية، فهي ممتازة ومميزة، وفق ما ينقل المطلعون عن قائد ‏الجيش، الذي يلتقيه مرة او مرتين في الأسبوع، إلى جانب التواصل الهاتفي المستمر. ويروي ‏العارفون، انّه عندما قيل بأنّ العلاقة بين الرجلين ساءت وتدهورت بعد الخطاب الشهير لقائد ‏الجيش أمام كبار الضباط، كان الرئيس عون يلتقيه في قصر بعبدا في جلسة ودية، لم تخل من ‏المزاح‎.‎

ويبدي قائد الجيش انفتاحاً على الجميع، مع تمسّكه في الوقت نفسه بالوقوف على مسافة واحدة ‏من الجميع، مستنداً الى معادلة ان ليس له عدو او خصم في الداخل‎.‎

اما في خصوص علاقته بـ"حزب الله"، فينقل عنه القريبون منه تأكيده بأنّها جيدة ومبنية على ‏الثقة المتبادلة، انطلاقاً من اقتناع عون بأنّ الحزب لبناني ويمثل شريحة واسعة، وهذا واقع لا ‏يمكن تجاهله. وليس صحيحاً، وفق ما يُنسب اليه، انّ الحزب يغطي المخالفين والمرتكبين في ‏البقاع والضاحية وغيرهما، او يضع قيوداً على مهام الجيش هناك، بل يدعمه في مهامه الميدانية ‏وهو مرتاح الى ما يفعله الجيش لفرض القانون وضبط الأمن‎.‎

وتبعاً للمطلعين، نجح الجيش حتى الآن في ضبط نحو 85 في المئة من الممرات المعتمدة ‏للتهريب عبر الحدود البرية مع سوريا، على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهه. إذ يتولّى فقط ‏‏5 آلاف عسكري ضبط تلك الحدود المترامية الأطراف، بينما تحتاج هذه المهمة الى 12 الف ‏عسكري، علماً انّ هناك تذمراً لدى عون من استسهال الكثيرين التنظير من بعيد، في حين انّ اياً ‏منهم لم يعاين الحدود ميدانياً، وبالتالي لا يعرف طبيعة التضاريس والتعقيدات‎.‎

على صعيد آخر، يفيد المحيطون باليرزة، انّ عون يشعر بالأسف حيال التجاذب الداخلي في شأن ‏مسألة الحدود البحرية، خصوصاً انّ العدو الاسرائيلي سيحاول الاستفادة من هذا التجاذب لتحسين ‏موقعه التفاوضي، ما يستدعي تحصين الموقف اللبناني سياسياً وقانونياً في المفاوضات غير ‏المباشرة‎.‎

وتبعاً لتوضيحات عون، فإنّ الجيش استند في طرح الخط 29 الى حجج قانونية دامغة، تثبت حق ‏لبنان في إضافة 1430 كلم مربعاً الى المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة، اي انّ نحو ثلاثة ‏ارباع حقل كاريش يجب ان تعود إلى السيادة اللبنانية. وعُلم انّ عون يتصرف في هذا الملف ‏على قاعدة أنّ الجيش لا شأن له في السجال السياسي والدستوري حول توقيع المرسوم، وكل ما ‏يهمّه البت في هذا المرسوم وتسجيله في الأمم المتحدة لتعزيز الوفد المفاوض وتقوية اوراقه‎.‎

وما يخشاه عون، انّ التأخير في حسم وضع المرسوم قد يسمح للجيش الاسرائيلي لاحقاً بفرض ‏امر واقع في المنطقة المتنازع عليها، بحيث انّه يصبح بمقدوره ان يتصرف بها، اذا سبق الدولة ‏اللبنانية الى الحفر فيها، قبل أن تكون قد أنجزت ما يتوجب عليها قانوناً لإثبات ملكيتها لتلك ‏المساحة الإضافية‎.‎

واذا كانت بعض الاصوات قد ارتفعت أخيراً داعية المؤسسة العسكرية الى التحرك في مواجهة ‏الازمة، الّا انّ الجيش يرفض تنفيذ انقلاب او تعليق الدستور، بحسب ما تنسب المصادر العليمة ‏الى عون، لأنّ مثل هذه الخيارات لا تناسب تركيبة لبنان وتكوينه، ولا بدّ من الاحتكام الى ‏الآليات السياسية والدستورية في الحل‎.‎



عماد مرمل - "الجمهورية"‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 نيسان 2021 08:31