30 نيسان 2021 | 08:44

أخبار لبنان

باسيل "يستنجد" بمارين لوبن... وموسكو "تحجّمه"‏‎!‎

بانفصام كبير عن الواقع، يواصل العهد وتياره سياسة الإنكار والقفز فوق الحقائق، ‏حيث لا يزال رئيس الجمهورية ميشال عون يسطّر مواقف وتصريحات يومية لا ‏يكاد يتجاوز صداها جدران قصر بعبدا، فتراه بالأمس يتحدث بصيغة "نحن ‏والشعب اللبناني" بينما هذا الشعب بأغلبيته الساحقة والمسحوقة تحت حكمه، أصبح ‏يطالب جهاراً نهاراً باستقالته وتنحيته، ومنهم من بات يطالب بمحاكمته وإدانته، أما ‏رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل فمستمر في ادعائه الهزلي تمثيل ‏‏"مسيحيي المشرق"، وهو في لبنان بالكاد يستطيع إحكام قبضته على تياره ‏المتداعي، وينازع بشق الأنفس للحفاظ على تمثيله الوزاري ووجوده السياسي ‏والنيابي‎.‎

بشكل جليّ، باتت تفليسة المنظومة الحاكمة تجد انعكاساتها الواضحة على حالة ‏التخبط وانعدام التوازن التي يمرّ بها باسيل، إلى درجة لم يعد يتوانى معها عن ‏محاباة العدو الإسرائيلي لإعادة تعويمه في بحور الترسيم والتطبيع، وصولاً إلى ‏‏"استنجاده باليمين المتطرف في أوروبا"، لا سيما في فرنسا حيث كشفت معلومات ‏موثوق بها أنّ "زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن كانت قد اتصلت ‏برئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان، وتمنت عليه إرسال وزير خارجيته بيتر ‏سيارتو إلى لبنان في زيارة دعم لجبران باسيل، باعتباره يتشارك معها في الأفكار ‏المعادية للمهاجرين وضرورة دعم بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا‎"‎‏.‏

وبهذا المعنى، جاء تأكيد باسيل من موسكو أمس على أهمية "تثبيت الرئيس الأسد" ‏في الانتخابات الرئاسية السورية، محاولاً بذلك دغدغة مشاعر القيادة الروسية من ‏خاصرتها السورية، آملاً استدراجها إلى التخندق معه في مقاربتها الملف الحكومي ‏اللبناني، غير أنّ موسكو بدت في المقابل غير مهتمة بالاستثمار في "حصان ‏خاسر" على المضمار السياسي اللبناني، بل على العكس من ذلك حرصت على ‏‏"تحجيم باسيل سواء في شكل استقباله أو في مضمون المحادثات التي أجرتها ‏معه‎"‎‏.‏

ففي الشكل، وتأكيداً على ما كانت "نداء الوطن" قد كشفت النقاب عنه أمس من ‏رفض القيادة الروسية طلب باسيل عقد مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية ‏الروسي سيرغي لافروف، تعاملت معه موسكو بطريقة "مهينة" كما وصفتها ‏مصادر ديبلوماسية، لا سيما وأنها سمحت له بعقد مؤتمر صحافي مشترك مع ‏‏"موظف درجة عاشرة" في وزارة الخارجية. أما في المضمون، فكان الرد الروسي ‏الأبرز على محاولة باسيل التصويب من موسكو على رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري، عبر بيان صادر عن الخارجية الروسية مساءً إثر استقبال نائب وزير ‏الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وافريقيا ميخائيل ‏بوغدانوف أمس، السفير اللبناني لدى روسيا شوقي بو نصار بناءً على طلب ‏الأخير، بحيث شددت موسكو في البيان على أنّ "الجانب الروسي أكد أهمية تشكيل ‏حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري في أقرب فرصة ممكنة، تكون ‏قادرة على إيجاد حلول فعالة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في المجتمع ‏اللبناني"‏‎.‎

وتزامناً، تسمّرت القوى السياسية مساء أمس أمام خبر "فرض قيود" على دخول ‏شخصيات لبنانية مسؤولة عن عرقلة عملية تشكيل حكومة المهمة الإنقاذية وأخرى ‏ضالعة في الفساد، إلى الأراضي الفرنسية، وهو ما رأت فيه مصادر مواكبة ‏لمستجدات الأجواء الفرنسية "بداية ترجمة عملية لتلويح باريس المتكرر بمعاقبة ‏المعرقلين اللبنانيين لتطبيقات المبادرة الفرنسية، بمندرجاتها الحكومية ‏والإصلاحية"، مشيرةً إلى أنّ "الإدارة الفرنسية قررت على ما يبدو تجاوز تعقيدات ‏فرض عقوبات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي على المسؤولين اللبنانيين المتهمين ‏بعرقلة ومنع تنفيذ أجندة الإصلاح ومكافحة الفساد، عبر خطوات فرنسية أحادية ‏بانتظار استكمال النقاشات الدائرة في بروكسل حيال مسألة فرض عقوبات أوروبية ‏على المعرقلين، نظراً لكون هذه النقاشات ستستغرق وقتاً طويلاً للاستحصال على ‏إجماع أعضاء دول الاتحاد الأوروبي إزاء هذه الخطوة‎"‎‏.‏

وبينما انهمكت الأوساط السياسية اللبنانية ليلاً في محاولة التنقيب عن الأسماء ‏المستهدفة في الإجراءات الفرنسية الجديدة، أكدت المصادر أنّ المعطيات المتوافرة ‏حتى الساعة تؤكد بأنّ "باريس لم تنتهِ بعد من إعداد قائمة الأسماء المعنية بهذه ‏الإجراءات، إنما أقرت مبدأ فرض القيود على شخصيات لبنانية متهمة بالعرقلة ‏والفساد". في حين نقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس عن مصادر فرنسية ‏رفيعة تأكيدها لـ«نداء الوطن» أن الإدارة الفرنسية لن تقوم بإعلان أسماء ‏الشخصيات اللبنانية المستهدفة بالقيود الجديدة‎.‎

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد أعلن أمس أنّ بلاده فرضت ‏قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن عرقلة الحياة السياسية ‏اللبنانية أو ضالعة في الفساد، وقال: "نحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية في ‏حق كل من يمنعون الخروج من الأزمة، وسنفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا ‏الدوليين"، من دون أن يتطرق إلى تحديد أسماء الشخصيات التي يستهدفها الإجراء ‏الفرنسي‎.‎




نداء الوطن

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 نيسان 2021 08:44