حذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر من خطر المواجهة المفتوحة بين الولايات المتحدة والصين، منبهاً إلى أن العالم بأسره قد ينزلق الى مواجهة على نطاق أكبر من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
ورأى كيسنجر (97 عاما) في مداخلة له خلال منتدى نظمه "معهد ماكين للقيادة الدولية" بواشنطن أن خطر الحرب النووية تفاقم بسبب القوة الاقتصادية للصين وقدراتها التكنولوجية.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الصين بأنها التحدي الأكبر الذي يواجه الولايات المتحدة واعتبر أن التنافس بينهما هو بين نظام استبدادي والديموقراطيات في العالم، وسط علامات على تعاون أكبر بين بكين وموسكو.
وقال كيسنجر للمنتدى إن التوترات مع الصين كانت "أكبر مشكلة لأميركا، وأكبر مشكلة للعالم...لأنه إذا لم نتمكن من حل ذلك، يمكن أن يسود خطر نشوء نوع من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين في كل أنحاء العالم".
أضاف: "لأول مرة في التاريخ، تمتلك البشرية القدرة على إفناء نفسها في فترة زمنية وجيزة، لقد طوّرنا قوة تفوق ما كان يتخيله أي شخص قبل 70 عاماً.. والآن يضاف عنصر التكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي للمعطى النووي. ويكتسب هذا الأمر قيمة هائلة في أي صراع بين القوى الرائدة تكنولوجيًّا".
ونوّه إلى أن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ركزت على المنافسة في مضمار الأسلحة النووية، لكن لم تكن لدى الاتحاد السوفياتي قدرة تكنولوجية متنامية مثل التي تمتلكها الصين حاليا حيث أصبحت في الوقت نفسه "قوة اقتصادية ضخمة وقوة عسكرية كبيرة".
من ناحية أخرى، جدد كيسنجر الذي أدت دبلوماسيته المكوكية في السبعينيات إلى لقاء بين الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون والزعيم الصيني ماو تسي تونغ وتحسن في العلاقات الأميركية الصينية- اعتقداه بأن خيار الدبلوماسية هو الأنسب لمعالجة المشاكل العالقة بين الطرفين رغم صعوبته.
وتابع: "أنا لا أقول إن الدبلوماسية ستؤدي دائما إلى نتائج مفيدة.. هذه هي المهمة المعقدة الملقاة على عاتقنا... لم ينجح أحد قط في الدبلوماسية نجاحا كاملا".
وكان كيسنجر صرح في وقت سابق لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، بأن على كل من الولايات المتحدة والصين السعي لإرساء نوع من التعايش بينهما في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدل سعي كل طرف للتغلب على الآخر، قائلا: "اعملوا من أجل الوصول إلى هذا الهدف، لأن سيناريو الصراع الشامل البديل من الصعب جدا تخيل تداعياته".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.