31 أيار 2021 | 09:35

أخبار لبنان

بعد أسبوعين.. المستشفيات بلا أدوية "بنج‎"‎؟

بعد أسبوعين.. المستشفيات بلا أدوية

تأتي أزمة الدواء والانقطاع المستمر في أنواعٍ أساسية من الأدوية، في أقسى ‏الأزمات اليوم، منها ما يستهلكه المرضى بشكلٍ يومي، ومنها ما لا يستطيع الأطباء ‏الاستغناء عنه. ‏

ومن بين تلك الأدوية التي تعدّ أساسية في «المكانين»، أدوية البنج التي يضربها ‏التقشف حيناً والانقطاع أحياناً أخرى بحسب صحيفة الأخبار. وفي هذا السياق، ‏تشكو رئيسة لجنة صيادلة المستشفيات في نقابة الصيادلة، رنا العلي، من أن «البنج ‏مفقود كلياً في المستشفيات الصغيرة في المناطق، فيما لا تزال المستشفيات الكبيرة ‏تملك بعض الكميات منه». ‏

وأمام هذا الواقع، تعمل صيادلة المستشفيات وفق آليةٍ جديدة عنوانها «الشراكة»، ‏حيث إن «هناك تضامناً مهنياً بين الصيادلة، إذ تجرى عمليات تبادل للأدوية في ما ‏بين الصيدليات للمساعدة في إجراء العمليات الطارئة»، على ما تقول العلي‎.‎

ما يجعل تلك الأزمة صعبة هو انحسار أعداد المستوردين لأدوية البنج. ففيما كانت ‏أربع شركات تستوردها، يقتصر العدد اليوم على شركتين فقط. وما يزيد الطين بلة ‏أن هاتين الأخيرتين تتأخران في بعض الأوقات بالاستيراد والتسليم، بسبب الفترة ‏الطويلة التي تستغرقها موافقة مصرف لبنان على طلبات دعم الاستيراد. ولأجل ‏ذلك، لم تعد تتوفر لدى هاتين الشركتين «سوى كميات قليلة من أدوية البنج التي ‏توزّعها بالقطّارة على الصيدليات». وإذ لفتت العلي الى أن هناك «عصابات تقوم ‏بعمليات التهريب وتبيع الأدوية بالدولار لجني الأرباح»، نبّهت إلى «حصول ‏عمليات تهريب لأدوية السرطان أيضاً من خلال تقديم وصفات طبية مزوّرة»، ‏كاشفة أن «هناك اتجاهاً لحصر بيع أدوية السرطان بعدد محدّد من الصيدليات‎».‎

متى بدأت الأزمة تتفاعل؟ يشير مصدر في أحد مستشفيات جبيل إلى أن «أزمة ‏فقدان أدوية البنج بدأت قبل مطلع العام الجاري، ومع الوقت بدأت تصبح أكبر». ‏ولذلك، وتجنباً للانقطاع النهائي وحدوث الأسوأ، تعمد بعض المستشفيات في الوقت ‏الراهن إلى «إجراء 50% من العمليات، والتي تصنّف ضرورية». والسبب في ‏ذلك أن «المستشفى يحتاج إلى 3500 إبرة بنج (700 علبة) شهرياً، بينما الكمية ‏التي تتسلّمها من الشركتين اللتين تواصلان التسليم، انخفضت لتصل حالياً الى ‏‏1000 إبرة بنج (200 علبة) شهرياً‎».‎

من الجهة المقابلة، يوضح مصدر في إحدى الشركات المستوردة للأدوية أن شركته ‏تواصل توزيع أدوية البنج على صيدليات المستشفيات، مشيراً الى أنها «تستورد ‏صنفين من أدوية البنج، أحدهما مفقود منذ بداية العام بسبب انقطاعه لدى الشركة ‏الأساسية المصنعة له، أما الصنف الآخر (ويستخدم في إجراء العمليات)، فلا تزال ‏الشركة قادرة على تلبية حاجة المستشفيات منه، وهي تزوّدها به بشكل اعتيادي، ‏من دون أي تقنين حتى الساعة». وكشف المصدر أن أدوية البنج التي توزّعها ‏الشركة هي من المخزون المتوفر في مستودعاتها، لافتاً الى أن «الكمية الموجودة ‏حالياً يمكن أن تكفي لشهرين أو ثلاثة أشهر كحد أقصى». ‏

أما بالنسبة إلى مصدر آخر في شركة أخرى لاستيراد الأدوية، فلم تعد الشركة ‏تستورد «سوى صنف واحد من أدوية البنج، والمخزون الموجود في الوقت الراهن ‏لا يكفي سوى لأسبوعين»، مؤكداً أن تراجع مخزون أدوية البنج لدى الشركة ‏والشحّ الحاصل هو «بسبب التأخر في وصول الشحنات المطلوبة من الخارج نظراً ‏الى الحاجة الى أذونات مسبقة من مصرف لبنان ووزارة الصحة». ومن جهة ‏أخرى، لفت إلى أن «الكميات التي سبق أن كانت الشركة توزعها على صيدليات ‏المستشفيات التي تتعامل معها لم تتبدّل، والتوزيع يتم بطريقة عادلة ومتوازنة، إلا ‏أنّ عدد المستشفيات التي تطلب أدوية البنج من الشركة ارتفع، نتيجة عدم توفر هذه ‏الأدوية لدى بعض الشركات المستوردة الأخرى‎».‎

إلى ذلك، يصادق رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، على ما يقوله ‏المصدر السابق لناحية الوقت المتبقي لانقطاع أدوية البنج، فيؤكد أن «الكمية ‏المتوفرة حالياً لا تكفي سوى أسبوعين». مع ذلك، يرجّح عراجي إيجاد حلّ قبل ‏نفادها كلياً‎.»‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 أيار 2021 09:35