يوماً تلو آخر، تلاحق الأزمات الحياتية والمعيشية المواطن مستنزفة وقته واعصابه وما تبقى من قدرة له على الصمود، فيما لا تلح بالأفق بارقة انفراج في اي من الملفات التي تطال حياة ومعيشة الناس ..ويزداد قلق اللبناني على مصيره ومستقبل ابنائه.
بين تحليق صاروخي للدولار ملامساً عتبة الـ15 الف ليرة وما يسبقه من ارتفاع غير مسبوق بأسعار السلع الأساسية ، وبين اذلال للمواطنين في طوابير انتظار قطرة " بنزين " على ابواب المحطات ، وبين انقطاع التيار الكهربائي في معظم ساعات اليوم والذي يلاقيه اصحاب المولدات بتلويح بتقنين بالتغذية تحت وطأة ازمة نفاد المازوت ، وبين ازمة تأمين المستلزمات الطبية للمستشفيات ولا سيما اقسام غسيل الكلى واضراب الأطباء ، وبين ازمة الدواء واضراب الصيدليات ، وازمة الادارة العامة واضراب الموظفين ، وازمة طحين تلوح بالأفق وغيرها.. دوامة أزمات لا تنتهي تختصر يوميات المواطن، الذي انتقل من مرحلة إبقاء باب التفاؤل مواربا الى مرحلة اليأس من الأوضاع..
ولا يكاد يمر يوم في عاصمة الجنوب صيدا من دون أن يسجل مشاهدات يومية من هذه الأزمات والتي تشكل نموذجاً لما يكابده المواطن اللبناني في جميع المناطق وفي مقدمها أزمة الوقود التي لا تزال تتقدم الى الواجهة حتى الآن مع ما يرافقها من اشكالات بين المواطنين واصحاب المحطات بين الحين والآخر . ويبقى وضع البلد عالقا في "خرطوم" ازمة البنزين، بانتظار ان تتقدم أزمة حياتية أخرى لتزاحمها او بانتظار انفراج من هنا أو من هناك!
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.