15 حزيران 2021 | 08:11

أخبار لبنان

بري "يجزم": لم يفاتحني أحد في الداخل ولا في الخارج بغير اسم ‏سعد ‏الحريري ‏

كتبت صحيفة " النهار " تقول‎ : ‎إذا صحّ ان هذا الأسبوع قد يشهد ‏اتجاهات حاسمة للأزمة الحكومية إما عبر تحريك محاولات جديدة ‏للتأليف على ‏الصعوبة الكبيرة الماثلة امام هذا الاحتمال، وإما عبر ‏التريث لمرة أخيرة في خيار اعتذار الرئيس المكلف سعد ‏الحريري، فان ‏الهامش المتبقي للمفاجآت يبقى محدوداً للغاية. ولكن العامل البارز الذي ‏بات يتعيّن التركيز عليه ‏يتمثل في تسارع المؤشرات الدولية التي تواكب ‏تصاعد الازمات السياسية والمالية والخدماتية والاجتماعية في ‏لبنان بما ‏يكتسب دلالات بالغة الأهمية انطلاقاً من المعطيات التي أوردتها "النهار" ‏امس عن بدء الاعداد جدياً ‏لاحتمال انشاء إدارة تمويل طارئ للخدمات ‏الأساسية والإنسانية في لبنان في حال تدهور الأوضاع دراماتيكيا ‏نحو ‏انهيارات خطيرة‎.‎‎

من آخر هذه المعطيات ان الأمم المتحدة إعلنت أنّ نصف اللبنانيين ‏يعيشون اليوم في حالة من الفقر ومستوى الفقر ‏الحاد ارتفع من 8% عام ‏‏2019 إلى 23% عام 2020. وجاء في تقرير للأمم المتحدة يكشف ‏الحالة المأسوية التي ‏وصل إليها اللبنانيون بسبب الأزمة الاقتصادية، أنّ ‏مؤشر الاستهلاك ارتفع بين العامين 2019 و2021 بنسبة ‏‏280% ‏وأسعار المواد الغذائية ارتفعت 670%. وذكر التقرير أنّ "مليون و88 ‏ألف لبناني بحاجة لدعم مستمر ‏لتأمين حاجاتهم الأساسية بما فيها الغذاء‎".‎

‎في سياق متصل، أشارت معلومات الى ان البنك الدولي ابلغ امس لجنة ‏المال والموازنة النيابية في اجتماعها في ‏حضور ممثلين عن البنك ‏استعداده لاعادة تخصيص 959 مليون دولار من القروض غير المنفذة ‏لشبكة الامان ‏الاجتماعي بمسار تنفيذي مدته من 3 الى 6 اشهر إستنادا ‏الى تجاوب الحكومة اللبنانية. كما أبلغ البنك الدولي لجنة ‏المال ‏والموازنة في المقابل شكوى من التأخير الحاصل في تنفيذ المشاريع ‏المقرّة قروضها وقد تقررّت دعوة ‏الانماء والاعمار ووزارة الاشغال الى ‏اجتماعٍ لهذه الغاية الاسبوع المقبل‎.‎

‎ ‎الملف الحكومي

اما على الصعيد الحكومي فان ابرز ما سجل خارجياً تمثل في ما نقلته ‏مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين ‏عن مسوؤل فرنسي رفيع من ‏أن "ما تردّد في شأن تأييد فرنسا تسلّم فيصل كرامي رئاسة الحكومة عار ‏من ‏الصحّة، وأن فرنسا ما زالت مستمرّة في تأييد الرئيس المكلّف سعد ‏الحريري لتشكيل حكومة تخرج لبنان من ‏الأزمة، وتطابق خريطة طريق ‏الرئيس الفرنسي ماكرون‎".‎

وكشف المسوؤل الفرنسي لـ"النهار" إن "العقوبات الفرنسية على بعض ‏المسؤولين تمّ وضعها، ولكنه لن ‏يكشف عن الأسماء؛ لافتا الى انه جرى ‏ابلاغ الذين منعوا من الدخول إلى الأراض الفرنسية والحصول ‏على ‏تأشيرة شنغن. واكد ان باريس لن تعلن الأسماء، ولكنّها نفّذت ‏العقوبات التي في الإمكان إلغاؤها، إذا انتهى تعطيل ‏تشكيل حكومة‎.‎‎

اما على الصعيد الداخلي، فاشارت مصادر مطّلعة الى ان الرئيس سعد ‏الحريري سيزور رئيس مجلس النواب ‏‏نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين ‏التينة لعقد اجتماع وصف بانه يكتسب أهمية. فيما لفتت معلومات الى ‏ان ‏الحريري لن يعتذر مفسحاً في المجال امام إيجاد حل أو مخرج، ‏ترددت معلومات انه من الممكن أن يقدّم الحريري ‏تشكيلة حكومية جديدة ‏على قاعدة الـ 24 وزيراً ، وفي ضوء موقف الرئيس ميشال عون منها، ‏سيحدد ما اذا كان ‏سيعتذر ام سيستمر في التكليف. ورجحت المعلومات ‏انه في حال قرر الرئيس الحريري تقديم تشكيلة جديدة، فان ‏ذلك سيكون ‏محور لقاء عين التينة اليوم بين بري والحريري، علماً ان بري يمضي ‏في التشاور مع خلية الازمة ‏في قصر الاليزيه وسيستقبل اليوم أيضا ‏السفيرة الفرنسية ان غريو‎.‎

‎ ‎وبدا بري امس جازماً بقوله تكراراً ان الرئيس الحريري لن يقدم على ‏الاعتذار وهو يرفض التوجه الى هذا ‏الخيار. وردا على سؤال هل طوى ‏الرئيس المكلف صفحة الاعتذار؟ اجاب بري : "اسألوه". ولم ‏يشأ رئيس ‏المجلس الاستماع الى اي من الاسماء السنية المطروحة في الاعلام ‏لتولي رئاسة الحكومة سواء ‏كانت من داخل البرلمان او خارجه‎.‎

وردا على سؤال لـ"النهار" يقول بري " لم يفاتحني أحد في الداخل ولا ‏في الخارج بغير اسم سعد الحريري. ‏واذا كانت هناك من اسماء بديلة ‏فليخبروني وهل هي قادرة على حمل هذه المسؤولية. باختصار ان ‏دعوتي للجميع ‏هي تطبيق الدستور والمطلوب الاسراع في تشكيل ‏الحكومة . وانا مستمر بمبادرتي. وما اقوم به واعمل عليه ‏ليس من أجل ‏شخص الحريري بل من أجل مصلحة البلد وانقاذه ولا سيما وسط كل هذه ‏التحديات والعواصف التي ‏تواجهه‎".‎

هجوم جعجع

في المقابل شن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هجوما عنيفا ‏على الأكثرية النيابية ولم يوفر فيه ‏رئيس الجمهورية وذلك عقب ترؤسه ‏اجتماع كتلة "الجمهورية القوية"في معراب . وقال جعجع ان "من ‏يتحمل ‏مسؤولية الملف الحكومي هي الأكثرية النيابية، وجوهرها حزب ‏الله والتيار الوطني الحر، وكأنه لم يعد هناك أي ‏مركز للسلطة في هذا ‏البلد، في حين أن البرلمان هو مركز السلطة، إن كان ‏رئيس الجمهورية ‏ميشال عون أو ‏رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعرقل، فلنرى ما ‏يجب فعله تجاه هذا الأمر"، وقال: "ما يحصل في الملف ‏الحكومي ‏ملهاة‎".‎

وعن الطوابير امام محطات المحروقات، قال: "هذا الأمر غير مقبول، ‏ومن المسؤول؟ رئيس ‏الجمهورية مسؤول ‏كما رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال، إن لم تكن هذه الأمور من ضمن تصريف الاعمال، ‏فما الذي ‏يدخل ضمن ‏تصريف الاعمال؟". ولفت الى ان "الدولة لم تعد تمتلك ‏المال للاستمرار بسياسة الدعم، وكل من ينتظر ساعة أو ‏ساعتين أمام ‏المحطات ‏ذلك لأن رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لا ‏يريدان تحمل مسؤولية رفع ‏الدعم، هل مقبول أن يقلق المواطن بسبب ‏غياب المستلزمات الطبية وعدم تمكنه من إجراء عمليات جراحية ‏أو ‏غسيل كلى؟‎".‎‎

وقال" تبين أن هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا لكنه غير موجود ، ‏وهناك رئيس حكومة تصريف ‏أعمال في ‏السرايا وليس موجوداً ، كما ‏هي الحال بالنسبة للأكثرية النيابية، "لو بدها تشتي كانت غيمت‎" .‎‎

وعن ملف النازحين السوريين، لفت الى ان "الرئيس عون اتصل ‏بالرئيس السوري بشار الأسد مهنئا، إذا ما دامت ‏خطوط الاتصال ‏مفتوحة، أيمكنني ‏أن اسأل لماذا لم تبدأ حتى اللحظة عملية عودة ‏النازحين؟"، وقال: "عشرات ‏الآلاف من السوريين صوتوا للأسد في ‏السفارة السورية في لبنان، وبالإمكان الإتيان بلوائح ‏الذين اقترعوا، ‏ولنبدأ ‏بإعادة هؤلاء النازحين إلى بلدهم‎".‎

ملف الترسيم

على صعيد آخر، تحرّك فجأة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل ‏ابيب امس بالتزامن مع تسلم الحكومة ‏الإسرائيلية الجديدة مهماتها. ‏وتحرك الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم ‏الحدود البرية ‏الجنوبية السفير جون دوروشيه، في بيروت. وخلال ‏زيارته قصر بعبدا ، ابلغه رئيس الجمهورية ميشال عون ‏رغبة لبنان في ‏استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية ‏واستضافة دولية، وذلك بهدف ‏الوصول الى تفاهم حول ترسيم الحدود ‏البحرية، على نحو يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد الى ‏القوانين ‏الدولية. وطلب الرئيس عون من الوسيط الأميركي ان يمارس ‏دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة، ومن دون ‏شروط مسبقة لان ‏ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة الى الحق الذي يسعى لبنان الى ‏استرجاعه. كما التقى ‏السفير دوروشيه الوفد العسكري اللبناني المفاوض‎ ‎‎.‎




النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 حزيران 2021 08:11