18 حزيران 2021 | 08:04

أخبار لبنان

الحريري لـ"النهار": الأولوية للتأليف قبل الاعتذار

الحريري لـ

كتبت صحيفة "النهار" تقول: انحسرت أمس حرب الرئاسات وتحديداً بين بعبدا ‏وعين التينة، اقله في هدنة غير معلنة تولى "استكمال" بعض وجوهها نواب من ‏‏"التيار الوطني الحر" و"امل" بما لا يبدل شيئا في الواقع المسدود والآخذ في التأزم ‏وسط انطباعات تستبعد تماماً أي امل متجدد في احياء الجهود الداخلية لتأليف ‏الحكومة. ومع ذلك لا يبدو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري في وارد اعتبار ‏مبادرته قد سقطت كما ان الرئيس المكلف سعد الحريري ليس في وارد الاعتذار ‏بما يعني ان الستاتيكو الحكومي ليس مرشحاً لاي تبديل وشيك الا اذا ادت تحركات ‏فرنسية وأوروبية تنتظرها بيروت في نهاية الأسبوع الى إعادة رسم المشهد ‏المأزوم مجدداً‎.‎

وفي هذا السياق بدا الرئيس المكلف سعد الحريري جازماً في الثبات على خيار ‏التأليف حين قال لـ"النهار" امس ان الاولوية هي للتأليف قبل الاعتذار الذي يبقى ‏خياراً مطروحاً وهو ليس هروباً من المسؤولية بقدر ما هو عمل وطني اذا كان ‏يسهل عملية تأليف حكومة جديدة يمكن ان تساهم في انقاذ البلد. ولا يمكن اعتبار ‏الخطوة فيما لوحصلت انتصاراً لفريق على ركام بلد‎.‎

واذ يشير قريبون منه الى انه يملك الخطة الانقاذية، والنهوض ليس مستحيلا لكنه ‏يحتاج الى جهد والى بعض الوقت، يأسف هؤلاء لخوض معارك على حكومة لا ‏يتجاوز عمرها العشرة اشهر، مع اجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وينقلون عنه ‏رفضه بشكل قطعي احتمال التمديد لمجلس النواب وقوله "اذا طرح الموضوع ‏سنستقيل حتماً‎".‎

ورداً على سؤال عن تحالفه مع الرئيس نبيه بري و"حزب الله"، تقول مصادره انه ‏التقى والرئيس بري في منتصف الطريق الذي يمكن ان يقود الى انقاذ الوضع، في ‏حين انه يعتمد سياسة ربط النزاع مع "حزب الله" درءاً للفتنة، لكنه يعتب عليه لان ‏الحياد في الازمات لا يعدّ موقفاً ايجابياً "لا يمكن له ان يقعد على جنب، هذا موقف ‏غير مسؤول"‏‎.‎

ويؤكد هؤلاء ان خلاف الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران ‏باسيل ليس شخصياً على الاطلاق، انما يقوم على تباعد في النظرة الى مجمل ‏الملفات، والى تجاوز الصلاحيات، واحترام الدستور من دون خلق اعراف جديدة‎.‎

في غضون ذلك كشفت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" ان الموفد الفرنسي باتريك ‏دوريل يصل اليوم الى بيروت على ان يبدأ اجتماعاته مع المسؤولين وان زيارته ‏تحمل فرصة اخيرة امام المسؤولين اللبنانيين في الملف الحكومي على قاعدة ‏الجزرة والعصا التي تسير بها فرنسا راهناً جنباً الى جنب مع الاتحاد الاوروبي. ‏ولفتت إلى ان موضوع الشراكة بين لبنان وفرنسا على قاعدة الاعداد لمشاريع تنفذ ‏وفق الية بدأ العمل بها مطلع السنة الجارية وتستمر لسبع سنوات يشكل جزءاً مهماً ‏من زيارة دوريل ولكن فرنسا لا تزال تترك الباب مفتوحا في محاولة اخيرة للدفع ‏نحو تشكيل الحكومة في موازاة الاعداد للعقوبات التي ستعرض امام الاتحاد ‏الاوروبي قريباً. ومحاولة دوريل الجديدة ستكون الاخيرة على الارجح في هذا ‏السياق لان فرنسا في صدد الاعداد للوائح عقوبات تتوافق مع اهداف الاتحاد ‏الاوروبي التي نصت عليها معاهدة ماستريتشت والمتصلة باهداف السياسة ‏الخارجية وابعادها بالتعاطي مع الدول على قاعدة نشر الاستقرار والتنمية وحقوق ‏الانسان. فهناك اجراءات بدأتها فرنسا وابلغتها كما بات معروفاً لاصحاب العلاقة ‏الذين طاولتهم هذه الاجراءات ولكن خطورة العقوبات متى اتخذت من دول الاتحاد ‏الاوروبي انه في حال تطبيقها سيكون صعبا العودة عنها‎.‎

وكان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل التقى امس في دارته، ‏سفيرة فرنسا آن غريو، وذكر انه عرض للملف الحكومي انطلاقا من أولوية ‏التأليف، وفي ضوء العراقيل التي لا تزال تعترض التشكيل‎.‎

الحزب والسجالات

في المقابل اعلن "حزب الله" عقب اجتماع "كتلة الوفاء للمقاومة" إن "التنازلات ‏المتبادلة ضرورة حاكمة على الجميع، وليست منقصةً لأحد، في حين أنّ التصلّب ‏سيؤدي إلى تعطيل الحلول وتعقيد المعالجات، وإضاعة الفرص الثمينة على الوطن ‏والمواطنين"، معتبرا "إن اختلاف المقاربات بين المسؤولين ينبغي أن يكون مدعاةً ‏لمراجعة الأفكار والمعطيات وإعادة النظر في تقدير الأوضاع والمواقف، وصولاً ‏إلى تحقيق التفاهم المشترك‎".‎

وعلى رغم استكانة السجالات المباشرة بين بعبدا وعين التينة تواصلت الردود بين ‏نواب من الفريقين فاعتبر عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي خريس ان ‏‏"من يحاول ان يرشق الرئيس بري بسهام الكذب والخداع وتعمية الحقائق والتلطي ‏وراء بيان من هنا وتصريح من هناك، للسير قدماً في عرقلة تشكيل الحكومة التي ‏ستعالج الازمات التي يعيشها البلد لتحقيق مصالح طائفية ومذهبية، لا يخدم ‏المسيحيين ولا المسلمين ولا سائر ابناء الوطن". واشار الى ان مواقف القيادات ‏السياسية في "التيار الوطني الحر" لن تثمر الا الخراب ولا تبني أوطانا ولا تحمي ‏طوائف او شعوبا"، مؤكدا ان "زعزعة السلم الداخلي خدمة مجانية للكيان ‏الصهيوني الغاصب‎".‎

في المقابل، غرد عضو "تكتل لبنان القوي" النائب جورج عطالله قائلا "يبدو أن ‏هناك من اكتشف أن كل من رباهم من أرانب وحمام زاجل فشلوا في المهمة ‏المكلفين بها، الأمر الذي إستدعى تدخله المباشر، فسقط إدعاء العيش المشترك، ‏وسقط إدعاء الحفاظ على الميثاقية، والنبيه من الإشارة يفهم‎".‎

الاضراب

وسط هذه الأجواء بدا الاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام بمثابة ضربة ‏سيف في المياه اذ جاء باهتاً ومفتقراً الى نبض شعبي حقيقي ناهيك عن البعد ‏‏"الساخر" الذي قلل وهجه الى حدود بعيدة بعدما ركبت موجة الاضراب معظم ‏القوى والأحزاب فضيعت هويته تماما. مع ذلك شل الاضراب معظم القطاعات، من ‏المصارف الى المطار مرورا بالسائقين وموظفي القطاع العام. ودعا رئيس الاتحاد ‏العمالي العام بشارة الاسمر، في التجمع المركزي من امام مقر الاتحاد "الساسة بأن ‏يتوقفوا عن التراشق والاتهامات والمحاصصة ويبادروا إلى تأليف حكومة إنقاذ". ‏وقال "ما يحصل يخرج عن نطاق العقل لذلك توقفوا عن سياسة القتل بحق الشعب ‏اللبناني وبادروا فورا إلى تنازلات". اضاف: "ما نراه اليوم من انهيار للمنظومات ‏التربوية، الصحية، البيئية والاقتصادية والحد الأدنى بات يساوي 30 دولارا، علينا ‏التصدي لهذا الوضع بالتكافل من أجل الحفاظ على عمال لبنان وكل فئات الشعب ‏اللبناني وهذا لا يتحقق الا بوجود حكومة انقاذ‎".‎




النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 حزيران 2021 08:04