18 حزيران 2021 | 08:12

أخبار لبنان

نداء الوطن: الجيش يستعطي "لقمة العيش"!‏

نداء الوطن: الجيش يستعطي

كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى مشهدية تنادي ‏الدول الصديقة والشقيقة لإغاثة جيشهم الوطني، لكي يزدادوا ذلّاً فوق ذلّ، فهم ‏الأدرى بما وصل إليه البلد، جيشاً وشعباً ومؤسسات، من جوع وعوز وفقر حال، ‏وهم الأعلم بأنّ السلطة التي انتهكت حرمة حياتهم وأنهكت خزينتهم نهباً وسلباً ‏وهدراً، هي نفسها التي هتكت "الشرف" العسكري واغتصبت حقوق المواطنين، ‏مدنيين وعسكريين، على حد سواء.‏

ولأنه بدأ يستشعر تشققات الانهيار المادي والمعنوي آخذةً بالاتساع يوماً بعد آخر ‏تحت أقدام عسكرييه، أطلق قائد الجيش نداء استغاثة عاجلاً أمس طلباً لنجدة أفراده ‏واستعطاءً من الدول الصديقة والشقيقة للقمة عيشهم وطبابتهم... أقلّه لإبقاء المؤسسة ‏العسكرية واقفة على قدميها بالحد الأدنى، ومنع تفككها وانهيار "الكيان اللبناني" ‏بانهيارها، حسبما حذّر العماد جوزيف عون بالفم الملآن خلال مؤتمر دعم الجيش ‏الذي عُقد "عن بُعد" أمس بدعوة من فرنسا وبرعاية الأمم المتحدة، منبهاً ‏المشاركين في المؤتمر إلى أنّ "الجيش هو المؤسسة الأخيرة التي لا تزال متماسكة ‏وضمانة الأمن والاستقرار، وأيّ مس بها سيؤدي إلى انتشار الفوضى".‏

وتحت وطأة هذه الحالة المزرية التي بلغتها المؤسسة العسكرية في لبنان، خلص ‏المؤتمر الدولي إلى الإجماع على وجوب مساندتها وتلبية احتياجاتها الملحة، لتمكين ‏عديدها من مواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الطاحنة التي تعصف ‏بالبلد، لا سيما وأن الأزمة "أثّرت بشكل كبير وسلبي على الجيش وعلى مهماته ‏العملانية ومعنويات عسكرييه"، وفق تعبير قائده، غير أنّ المعطيات المتوافرة حول ‏مقررات المؤتمر الدولي تفيد بأنّ الدول المشاركة لم تتعهد بتقديم أي مساعدات مالية ‏للجيش اللبناني، إنما ستعمد إلى تقويم ملف الاحتياجات الضرورية للجيش، على أن ‏تحدد كل منها على حدة حجم مساهماتها العينية والغذائية والاستشفائية والطبية ‏واللوجستية له.‏

وإذ تقاطع المشاركون من نحو 20 دولة في المؤتمر، عند أهمية دعم الجيش ‏باعتباره "ركيزة الاستقرار اللبناني وعموده الفقري"، حرص المسؤولون ‏الفرنسيون على تجديد تأكيد انعدام ثقة المجتمع الدولي بالسلطة اللبنانية الحاكمة، ‏والتشديد في المقابل على أنّ المساهمات والمساعدات المرتقبة في ضوء نتائج ‏مؤتمر دعم الجيش، "ستخصص مباشرةً إلى القوات المسلحة اللبنانية" التي ستتولى ‏مهمة إنشاء "آلية المتابعة" لتسلم المساعدات بالتعاون مع منسقة الأمم المتحدة ‏الخاصة في لبنان، مع إشارة وزارة الجيوش الفرنسية إلى أنّ "الدعم الاستثنائي ‏للجيش اللبناني هو استجابة طارئة لا يمكن أن تحل مكان الإصلاحات الأساسية ‏التي يحتاجها لبنان اليوم بشكل عاجل من أجل استقراره".‏

وتزامناً، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت مساءً أن الممثل الأعلى للاتحاد ‏للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب ‏بوريل، سيقوم غداً بزيارة للبنان على مدى يومين "في الوقت الذي يتعين فيه ‏بإلحاح على القيادة السياسية اللبنانية تشكيل حكومة وتنفيذ إصلاحات رئيسية"، ‏كاشفةً أنّ بوريل "سيحمل رسائل أساسية للقيادة اللبنانية، وسيعقد اجتماعات مع ‏المسؤولين السياسيين والعسكريين، ومع ممثلين عن منظمات في المجتمع المدني"، ‏على أن يكون له تصريح إعلامي في ختام جولته بعد غد الأحد.‏

وبالانتظار، لا تنفك الطبقة السياسية تؤكد أمام الداخل والخارج أنها فاقدة لأدنى ‏حس مسؤولية تجاه شعبها، فسطت على كل مقدرات عيشه الكريم، وصولاً حتى ‏إلى السطو على حركته الاعتراضية كما حصل بالأمس تحت عباءة "الاتحاد ‏العمالي العام" الذي رفع الصوت المطلبي تحت راية الولاء لأحزاب السلطة، ‏وتحول مشهد الإضراب العام إلى مجرّد حفلة خاصة "لتسجيل النقاط السياسية" بين ‏القوى المتصارعة على حلبة تأليف الحكومة.‏

أما في جديد الملف الحكومي، وبينما عمل "حزب الله" خلال الساعات الأخيرة على ‏لملمة فضيحة التراشق الرئاسي بين حليفيه في بعبدا وعين التينة، بشكل انعكس ‏سلباً على صورة أكثريته الحاكمة، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يحضّر ‏الأرضية اللازمة لإطلاق "مبادرة جديدة" لحل الأزمة الحكومية، كما نقل العونيون ‏أمس، وهي خطوة رأتها مصادر سياسية "مزدوجة الأهداف، يرمي من خلالها ‏عون إلى "القوطبة" أولاً على مبادرة بري وطيّ صفحتها عبر إطلاق مبادرة ‏رئاسية مستحدثة، وثانياً إلى قطع الطريق أمام أي زيارة محتملة قد يقوم بها ‏الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا حاملاً معه تشكيلة محدّثة من 24 ‏وزيراً بالاستناد إلى مبادرة رئيس المجلس النيابي، على اعتبار أنّ التشكيلة التي ‏سيقبل رئيس الجمهورية مناقشتها مع الرئيس المكلف يجب أن تندرج تحت سقف ‏المبادرة العونية المستجدّة".‏




نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 حزيران 2021 08:12