كتب عوني الكعكي:
منذ اليوم الأوّل وأثناء المفاوضات في الطائف التي دامت حوالى الشهر، حاول جميع السياسيين اللبنانيين وبعض الزعماء العرب وعلى رأسهم بعض المسؤولين السعوديين، تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين وبين الجنرال ميشال عون المتمرّد في قصر بعبدا. لكن لا حياة لمن تنادي... فقد كان عنوانه الرفض الدائم حتى حامت الطائرات فوق قصر بعبدا عنوان الصمود والتصدّي للقائد البطل يومذاك الذي أعلن قبل المعركة أنه سيكون آخر قائد يترك موقعه لكنه هرب بعد 47 دقيقة فقط أي ان الصمود دام 47 دقيقة فقط فهرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية... هذه المقدمة تثبت أنّ الجنرال ميشال عون يحاول منذ اللحظة الأولى لتوقيع اتفاق الطائف إسقاطه... لكن سقوط الجنرال في بعبدا كان أسرع...
أمّا «التحفة» الثانية بعد سيادة الجنرال فكانت صهره العزيز الذي أتحفنا خلال مؤتمر صحافي، نتناول الآن أهم ما جاء فيه:
أولاً: يقول الصهر إنّ أزمة تشكيل الحكومة كشفت أزمات أخطر وهي أزمة نظام وأزمة دستور وممارسة ونوايا..
نتوقف عند كلمة «نوايا» لنذكّر الصهر بأنّ هناك اتفاقاً جرى بين «القوات» و»التيار» حسب اتفاق معراب فأخذ التيار الرئاسة ونسيَ النواب والوزراء أو تناساهم...
ثانياً: يقول الصهر دورنا يجب أن يكون وطنياً لا طائفياً... الجواب ماذا عن مطالبته بتسمية الوزيرين المسيحيين.. فيا فخامة الرئيس.. أين الوطنية التي يتحدث عنها صهرك؟
ثالثاً: يقول باسيل إنّه لن يستسلم إلاّ إذا أراد الناس الذين يمثلهم ذلك.
الجواب: سقطت مرتين في الانتخابات، فأين الناس الذين تمثلهم وأنت ساقط عند هؤلاء؟
رابعاً: يقول الصهر ارتضينا «الطائف» ونطالب بتنفيذه وتطويره..
الجواب: المشكلة أنت يا صهر تقول إنك مع الطائف ولو كان هناك حد أدنى من الصدقية عندك، لما أرسل فخامته رسالة الى المجلس النيابي، وهو يعلم ان هذه الرسالة ضد اتفاق الطائف ومخالفة لبنوده.
خامساً: يقول الصهر إنّ هَمّ الكثيرين نسف معادلة الرئيس القوي..
الجواب: هل سمعت ما قاله الجنرال روكز صهر الجنرال عون بأنّ هذا العهد فاشل؟
سادساً: يقول الصهر إنّه ضد الرئيس الحريري ولكن يريد أن يعيّـن له وزراء ويريد أيضاً أن لا يصوّت بإعطاء الثقة للحكومة.
الجواب: فهل هذا معقول؟
سابعاً: يقول الصهر نريد الإصلاحات وحكومة إصلاحات ونحن نملك الأكثرية.
جواب: بعد 4 سنوات و6 أشهر وحضرة الصهر وزير دائم منذ 11 تموز 2008، والمصيبة أنه كان وزيراً فاشلاً على الدوام في كل الوزارات التي تسلمها بدءاً من وزارة الاتصالات الى وزارة الطاقة الى وزارة الخارجية موصوفة بالفشل حيث كانت المصيبة الكبرى متمثلة بالهدر والتوظيف واستغلال الأسفار من أجل جلب مؤيدين.
ثامناً: يقول الصهر لا يحق لكم بالثلث زائد واحداً، ولا أن يسمّي رئيس الجمهورية أي وزير.
الجواب: نقول للصهر ونذكّر بأنّ سبب رفض الثلث زائد واحداً هذا يعني التعطيل كما حصل مع الرئيس الحريري عندما كان في صالون الإنتظار ليدخل لمقابلة الرئيس الاميركي باراك أوباما عام 2011، يومذاك استقال الصهر العزيز ومعه الثلث المعطل، فدخل الرئيس الحريري رئيساً للحكومة وخرج رئيس حكومة مستقيلة.
كذلك مطالبتك بأنّ هناك حقّاً للرئيس بتعيين وزراء، فإنّ هذا غير منصوص عليه في «الطائف»... كذلك نذكّره ان التعيين يكون من قِبَل رئيس الحكومة وبالاتفاق مع رئيس الجمهورية.
فلو كانت هناك نوايا طيّبة وهناك نيّة للتعاون لانتهى الأمر، ففخامته يعرف أنّ الرئيس الحريري أكثر رئيس متعاون.
تاسعاً: يقول «الصهر»: من لا يريد تشكيل حكومة فإننا لا نقدر أن نغصبه على تشكيلها.
جواب: نقول للصهر ما هو محلّه في الإعراب، كي يقبل أو يرفض.. هذا أولاً، ثانياً بالرغم من مقاطعته الاستشارات استطاع الرئيس الحريري الحصول على الأكثرية التي تمكّنه من تشكيل حكومة، وعلى هذا الأساس تمّ تكليف الرئيس الحريري بالتشكيل.
عاشراً: يقول الصهر إنه يريد حكومة إصلاحات... نقول للصهر: «يللي بيجرب المجرّب بيكون عقلو مخرّب» جرّبوك في 3 وزارات وكنت أفشل وزير في تاريخ لبنان، ويكفي أنك تسبّبت بخسائر بـ56 مليار دولار على الكهرباء ورغم الوعود لا توجد كهرباء، وكان جوابك الشهير (ما خلّونا).
الحادي عشر: يقول الصهر نريد استعادة الأموال المحوّلة للخارج.
جواب: نقول للصهر إنّ كل اللبنانيين يريدون استعادة الأموال المهرّبة وهنا نحب أن نذكر ان الرئيس الحريري استقال في 17 ت 2019 بناء لرغبة الثورة والثوار الذين وصلت أعدادهم الى أكثر من مليونين يطالبون باستقالة الكل «كلهم يعني كلهم».
الوحيد الذي استقال هو الرئيس الحريري، فشكّلت بالاتفاق مع فخامته حكومة كلها على ذوقك وطبعاً كما كان عنوانك دائماً الفشل الدائم... فشلت حكومة دياب وسقط القطاع المصرفي.. هذا القطاع الذي كان أهم قطاع يعطي الدولة والمواطن أموالاً بسبب قرار حكومتك بالإمتناع عن تسديد سنوات اليورو بوند، حيث أصبح القطاع المصرفي مكشوفاً خارجياً وأدّى الى سقوطه... بدل أن تلبّوا مقررات «مؤتمر سيدر» الذي عُقد في باريس منذ ثلاث سنوات وتقرّر فيه أن يقيموا مشاريع بقيمة 12 مليار دولار مشروطة بإصلاحات فالسؤال أين الاصلاحات؟ وماذا فعلتم منذ 3 سنوات الى اليوم غير جوابك الشهير [ما خلّونا].
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.