كتب غسان حجار في "النهار"
بالامس اطل علينا باسيل مقدما نفسه حامي المسيحيين في مواجهة "اهل السنّة" الذين يمثلهم الرئيس المكلف سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقون، وفي مواجهة "الوسيط" النبيه غير النزيه الرئيس الشيعي نبيه بري الذي تقوم معه خصومة سياسية تمتد من العمّ الى الصهر. والعلاقة مع الزعيم الدرزي ليست افضل حالا. ما يعني خصومة مع كل مكونات البلد الاسلامية. يمكن لباسيل وغيره ادعاء حماية المسيحيين، وتمثيل المسيحيين، وكل ما يتعلق بتلك الجماعة العالقة بين طموحات الموارنة وصراعاتهم على الرئاسة. لكن ما حصل مع باسيل انه، وإن كان يقلّد العماد عون سابقا، إلا أنه لم يحدد وجهة معاركه، بل مضى في الاتجاه غير الصحيح، اذ بدل ان يقدم نفسه حامي الحمى، وجّه سهامه الى الفئات الوازنة والاكثر تمثيلا لدى المسيحيين، فصوّب على بكركي، وعلى رجال الدين غامزا من قناة البطريرك بشارة بطرس الراعي والمطران الياس عوده، ثم اطلق مدفعيته على حزب "القوات اللبنانية" مستثيرا جمهور الاخير الذي حرك حملة الكترونية، كان تجنّبها افضل بكثير، لانه بذلك اضعف ادعاءه حماية المسيحيين والعمل على استرجاع حقوقهم، اذ لا يمكن لمن يهاجم بكركي ورجال الدين المسيحيين، ويختلف مع "القوات اللبنانية"، وحزب الكتائب، و"تيار المردة"، وحزب الوطنيين الاحرار، و"لقاء سيدة الجبل"، والنواب المسيحيين المستقلين، ان يمثل المسيحيين او ان يدعي ذلك، لان الخلاف مع مجموع هؤلاء يسقط تلك الحجة، بل يجعلها واهية، ويضرب صدقيته.
قد يكون باسيل نجح، بقانون الانتخاب المعتمد حاليا، في تحسين التمثيل المسيحي لناحية تفعيل دور الناخبين المسيحيين في اختيار ممثليهم، لكن هذا الانجاز لم يصمد كثيرا، اذ وجب تحصينه بمصالحات وتحالفات، او على الاقل بالمحافظة على النواب الذين شكلوا جزءا من تكتله "القوي"، قبل ان يبدأ هؤلاء الانسحاب تباعا، ليصّب قانون الانتخاب في غير المنحى الذي أريد له.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.