24 حزيران 2021 | 11:36

أمن وقضاء

المراد: مؤمنون بالصورة المستدامة لهوية نقابتنا ولإنتماءها الوطني

برعاية نقيب المحامين في طرابلس محمد المراد وبالتعاون مع المحكمة المارونية في ‏لبنان، إحتفلت نقابة المحامين في طرابلس بتوزيع شهادات على الأساتذة المحامين ‏الذين شاركوا في الدورة التدريبية حول "الحق الكنسي واصول المدافعة والمرافعة ‏امام المحاكم الروحية الكاتوليكيّة"، بحضور اعضاء مجلس النقابة الأساتذة: يوسف ‏الدويهي، ريمون خطّار، محمد نشأة فتال، باسكال ايوب، الرئيس المشرف على ‏المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية سيادة المطران حنا علون، راعي أبرشيّة ‏طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، مطران الروم الكاثوليك ادوارد ضاهر ‏ممثلاً بالمونسينيور الياس البستاني، عميد كلية الحق الكنسي في جامعة الحكمة – ‏بيروت القاضي في المحكمة الابتدائية المارونية المونسنيور نبيه معوض، الأباتي ‏القاضي في محكمة الإستئناف انطوان راجح، رئيس المحكمة الابتدائية الموحدة ‏المارونية الخوري القاضي جوزف نخله، وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى في دار ‏النقابة.‏

عوكر

البداية بكلمةٍ ترحيبيةٍ للدكتورة مروشكا عوكر جاء فيها: "ما جمعه الله لا يفرقه ‏انسان "، هذا ما قاله السيد المسيح في الانجيل، ولكن احياناً يكون الزواج باطلاً ‏لعيبٍ عند نشوئه، فيلجأ الازواج الى الكنيسة لاعلان هذا البطلان وتنظيم مفاعيل ‏الزواج المدنيّة في المحاكم المارونية، ولان اصول المحاكمات الكنسية مختلفة عن ‏اصول المحاكمات المدنية، كانت ضرورة قيام دورة للمحامين لتعريفهم على بعض ‏القوانين الكنسية واصولها، وابرز التعديلات الناتجة عن الارادة الرسولية، ‏بالإضافة الى تمكينهم من الحصول على إذنٍ بالمرافعة أمام المحاكم المارونية، ‏فكانت هذه الدورة الغنية بالمعلومات والتي أصرّ النقيب المراد على اقامتها في ‏عهده، ايماناً منه باحترام ثقافة ووجود الاخر، وكدليلٍ ساطع بأن طرابلس هي دائماً ‏وابدا مدينة العلم والعلماء.‏

المراد

ثم كان للنقيب المراد كلمةً جاء فيها:" الكلمة اليوم لها مقصدٌ ومعنى ومبنى، حيث ‏تبدأ برسالة تحية مقرونة بالتقدير والإحترام لغبطة البطريرك بشارة بطرس ‏الراعي الذي تعتبره نقابة المحامين في طرابلس، مثالاً للرجل المتمايز الذي يحمل ‏في عمق مايحمل من حرصٍ وطنيٍ وإندفاعٍ قائمٍ على حب الوطن والحفاظ عليه، ‏ومن خلال غبطته أتوجه الى الأساتذة الكبار الذين أعطوا خلال هذه الدورة من ‏خبراتهم وعلمهم وحكمتهم في علمٍ تكتنفه الأسرار والأصول الخاصة، والتحية ‏موصولةٌ الى زميلاتي وزملائي المحامين الذين شاركوا في هذه الدورة لإضافة علمٍ ‏جديدٍ الى علومهم، يُسهم في تحقيق العدالة ".‏

وأردف: "لقد تكرّمت المحكمة المارونية بالإستجابة لرغبة نقابة المحامين في إقامة ‏هذه الدورة والسؤال هنا لماذا هذه الرغبة والقناعة، فهدفنا لم يكن فقط من باب ‏إكتساب الخبرة والمهارات العلمية والتجارب في عالم القانون الكنسي والقضايا ‏الدقيقة وهذا أمرٌ مطلوب جداً، لكن هناك جانبٌ آخرٌ نعوّل عليه، لأننا مؤمنون بتلك ‏الصورة المستدامة لهوية نقابتنا ولإنتماءها الوطني، وهذا ليس مجرد كلامٍ ، فنحن ‏في هذا العام سنحتفل بالمئوية الأولى للنقابة، ونرغب من خلال هذه الصورة ‏الوطنية، ان نسُّن سنّةً مؤكدةً في مسار تلك التحفة الوطنية التي آمنت بها نقابة ‏المحامين، ونحن أمناء على هذه الامانة التي ماتخلّت عنها نقابتنا الاّ بترجمةٍ حقيقةٍ ‏واقعيةٍ على مدى عشرة عقود، فهذا هو النموذج الذي نريد كنقابةٍ أن نرسله الى ‏اللبنانيين في ظلّ ظروفٍ صعبةٍ ومخيفةٍ، مؤكدين بأننا لن نقبل بهذا الواقع ولن ‏نستسلم له، إنما نريد من خلالكم ومن خلال هذا التراث العميق أن نعطي ونسهم في ‏هذا النموذج الوطني ببعد العدالة والإنسان والحقيقة."‏

أضاف متوجهاً للمحامين بالقول: "انتم محامون بحكم الواقع والقانون وقرارات ‏نقابة المحامين، لكنني أهنئكم اليوم كنقيبٍ وأخً على هذا الإنفتاح وهذه الجرأة التي ‏فرضت عليكم ان تأتوا لتسمعوا، فسمعكم يختلف عن سماع الطالب الجامعي، فقد ‏أتيتم من مختبر العلم والقضايا والدعاوى، لتأخذوا من هذا العلم قسطاً وافراً تحققون ‏وتسهمون من خلاله بميزان عدلٍ..‏

وختم: "نحن مؤمنون جميعاً بأن المحاماة هي بحرٌ كما العلم، وكلّما أبحرنا به ‏يتسّع، وللمناسبة أتمنى عليكم ان تسلكوا ما أخذناه وإكتشفناه من خلال هذه الدورة ‏في التطبيق العملي من خلال الإجازة التي ستحصلون عليها اليوم والتي ستمكنكم ‏من الحضور والمرافعة أمام المحاكم المارونية، وان نتذكر دائماً المادة العاشرة من ‏قانون تنظيم المحاماة " أقسم بالله العظيم وبشرفي أن أحافظ على سرّ مهنتي، وأن ‏أقوم بجميع أعمالي بأمانة، وأن أتقيد بقوانينها وأنظمتها، وأن احترم القضاء وأن ‏أتصرف تصرفاً يوحي بالثقة والأمانة والإحترام" عشتم جميعاً وعاشت عدالة ‏القضاء وعاشت نقابة المحامين وعاش لبنان..‏

علوان

ثم ألقى علوان كلمةً جاء فيها: " يسرنا في نهاية هذه الدورة أن نلتقي مجدداً في هذا ‏الصرح العريق المعروف برسالته الوطنية في الدفاع عن الحق والعدالة، ويسعدنا ‏ان نهنئ النقابة بمناسبة يوبيلها الذهبي، متمنين لها دوام الإزدهار والتقدم، مثمنين ‏جميع أنشطة النقيب المراد الهادفة إلى توحيد الجهود والتعاون مع سائر النقابات ‏للدفاع عن الحقوق والخروج بالبلد من الظلمة التي يتخبط بها، إلى جانب اهتمامه ‏في السعي إلى إجراء دورات تثقيفية لرفع المستوى المهني والتقني لأعضاء النقابة، ‏فكلمة حقٍّ تقال بأن هذه الدورة التي نختتم أعمالها اليوم جرت بمبادرةٍ وبطلبٍ من ‏سعادته لقناعته من أن مهنية المحامي وثقافته لا تتوقفان عند حصوله على شهادةٍ ‏جامعية وحسب ، بل وعلى تمرّسه الدائم في الاجتهاد والمرافعة والتعمّق في ‏الدراسات المتخصصة ، وفي الكتابة وإصدار المؤلفات القانونية وخاصةً في متابعة ‏دورات تثقيفية في شتى حقول المهنة التي تتزايد في عالمنا الحاضر اليوم...‏

وتابع: " في الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان وجهه البايا القديس يوحنا بولس ‏الثاني إلى اللبنانيين في نهاية سينودس الأساقفة من أجل لبنان، وجاءت بعد ذلك ‏نصوص المجمع الماروني وسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط ، لتؤكد كلها ‏من جديد على أهمية تنظيم الدوائر البطريركية ، بما فيها أيضا السهر على القضاء ‏الكنسي و على حسن سير العدالة في المحاكم الروحية، انطلاقا من هذه المبادئ ‏ومن نصوص قانون أصول المحاكمات الكنسية، باشرنا منذ حوالي عشر السنوات ‏بالسعي إلى تحسين أداء محاكمنا الكنسية على كافة المستويات الإدارية والتنظيمية ‏والقضائية والاجتماعية، يقيناً منا بأن عملنا هذا رسالة إنسانية اجتماعية ومسيحية ، ‏فالهدف هو حماية العائلة كونها الخلية الأساسية المكونة للنسيج الاجتماعي وكل ‏خلل في العائلة يودي حتماً إلى خلل في المجتمع بأسره، وفي اطار هذا السعي ‏لتحسين الأداء رأينا من واجبنا أيضا المساهمة في إجراء دورات تثقيفية في الحق ‏القانوني الكنسي للمحاميات والمحامين الراغبين في العمل معنا لخصوصية قوانين ‏محاكمنا ولاعتمادها قوانين خاصة و اجتهادات قانونية لا يدركها إلا من سعى عمداً ‏للاطلاع عليها أو الذين يمارسون المهنة في محاكمنا بشكلٍ دائم . من هنا بدأنا ‏بإعطاء الدورة الأولى في نقابة طرابلس عام 2015، وهذه هي الدورة الثانية التي ‏يسرنا في ختامها أن نهنئ جميع الذين تابعوها، معلنين عن کامل استعدادنا لعرض ‏مواقف ومواضيع مهمة تطرح اليوم على الرأي العام عندنا في لبنان ، وتختص ‏بالوقت عينه بالأحوال الشخصية ، كالعلمنة والزواج المدني وحقوق الأسرة وما ‏إليها...‏

وختم قائلاً: "يسرنا أيها المحاميات والمحامين أن نرحب بكم اليوم في عائلتنا ‏القضائية في كافة محاكمنا الروحية الكاثوليكية في لبنان ، لأننا في المحكمة نعمل ‏كعائلة واحدة قضاة ومحامين في سبيل خدمة العدالة، فالمحامي في القوانين الكنسية ‏يعتير المعاون الأول القاضي في السعي للوصول إلى الحقيقة بهدف تحقيق العدالة ‏وإعطاء الحق لأصحابه، فنحن لا نخاف على لبنان ولا على استمرارية كيانه ما ‏دام هناك شباب وشابات يطمحن إلى المزيد من العلم لتطوير الذات والاستزادة من ‏الثقافة، التي تميز بها بلدنا والتي عليها أرثى أساساته ومنها ستشرق شمسه الجديدة ‏عشتم و عاش لبنان .‏

ثم ألقى عطا كوسا قصيدةً شعريةً من وحي المناسبة، ليُختتم الإحتفال بتوزيع ‏شهادات على الأساتذة المحامين الـ 83 المشاركين في الدورة .‏















يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 حزيران 2021 11:36