برعاية نقيب المحامين في طرابلس محمد المراد وبالتعاون مع المحكمة المارونية في لبنان، إحتفلت نقابة المحامين في طرابلس بتوزيع شهادات على الأساتذة المحامين الذين شاركوا في الدورة التدريبية حول "الحق الكنسي واصول المدافعة والمرافعة امام المحاكم الروحية الكاتوليكيّة"، بحضور اعضاء مجلس النقابة الأساتذة: يوسف الدويهي، ريمون خطّار، محمد نشأة فتال، باسكال ايوب، الرئيس المشرف على المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية سيادة المطران حنا علون، راعي أبرشيّة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، مطران الروم الكاثوليك ادوارد ضاهر ممثلاً بالمونسينيور الياس البستاني، عميد كلية الحق الكنسي في جامعة الحكمة – بيروت القاضي في المحكمة الابتدائية المارونية المونسنيور نبيه معوض، الأباتي القاضي في محكمة الإستئناف انطوان راجح، رئيس المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية الخوري القاضي جوزف نخله، وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى في دار النقابة.
عوكر
البداية بكلمةٍ ترحيبيةٍ للدكتورة مروشكا عوكر جاء فيها: "ما جمعه الله لا يفرقه انسان "، هذا ما قاله السيد المسيح في الانجيل، ولكن احياناً يكون الزواج باطلاً لعيبٍ عند نشوئه، فيلجأ الازواج الى الكنيسة لاعلان هذا البطلان وتنظيم مفاعيل الزواج المدنيّة في المحاكم المارونية، ولان اصول المحاكمات الكنسية مختلفة عن اصول المحاكمات المدنية، كانت ضرورة قيام دورة للمحامين لتعريفهم على بعض القوانين الكنسية واصولها، وابرز التعديلات الناتجة عن الارادة الرسولية، بالإضافة الى تمكينهم من الحصول على إذنٍ بالمرافعة أمام المحاكم المارونية، فكانت هذه الدورة الغنية بالمعلومات والتي أصرّ النقيب المراد على اقامتها في عهده، ايماناً منه باحترام ثقافة ووجود الاخر، وكدليلٍ ساطع بأن طرابلس هي دائماً وابدا مدينة العلم والعلماء.
المراد
ثم كان للنقيب المراد كلمةً جاء فيها:" الكلمة اليوم لها مقصدٌ ومعنى ومبنى، حيث تبدأ برسالة تحية مقرونة بالتقدير والإحترام لغبطة البطريرك بشارة بطرس الراعي الذي تعتبره نقابة المحامين في طرابلس، مثالاً للرجل المتمايز الذي يحمل في عمق مايحمل من حرصٍ وطنيٍ وإندفاعٍ قائمٍ على حب الوطن والحفاظ عليه، ومن خلال غبطته أتوجه الى الأساتذة الكبار الذين أعطوا خلال هذه الدورة من خبراتهم وعلمهم وحكمتهم في علمٍ تكتنفه الأسرار والأصول الخاصة، والتحية موصولةٌ الى زميلاتي وزملائي المحامين الذين شاركوا في هذه الدورة لإضافة علمٍ جديدٍ الى علومهم، يُسهم في تحقيق العدالة ".
وأردف: "لقد تكرّمت المحكمة المارونية بالإستجابة لرغبة نقابة المحامين في إقامة هذه الدورة والسؤال هنا لماذا هذه الرغبة والقناعة، فهدفنا لم يكن فقط من باب إكتساب الخبرة والمهارات العلمية والتجارب في عالم القانون الكنسي والقضايا الدقيقة وهذا أمرٌ مطلوب جداً، لكن هناك جانبٌ آخرٌ نعوّل عليه، لأننا مؤمنون بتلك الصورة المستدامة لهوية نقابتنا ولإنتماءها الوطني، وهذا ليس مجرد كلامٍ ، فنحن في هذا العام سنحتفل بالمئوية الأولى للنقابة، ونرغب من خلال هذه الصورة الوطنية، ان نسُّن سنّةً مؤكدةً في مسار تلك التحفة الوطنية التي آمنت بها نقابة المحامين، ونحن أمناء على هذه الامانة التي ماتخلّت عنها نقابتنا الاّ بترجمةٍ حقيقةٍ واقعيةٍ على مدى عشرة عقود، فهذا هو النموذج الذي نريد كنقابةٍ أن نرسله الى اللبنانيين في ظلّ ظروفٍ صعبةٍ ومخيفةٍ، مؤكدين بأننا لن نقبل بهذا الواقع ولن نستسلم له، إنما نريد من خلالكم ومن خلال هذا التراث العميق أن نعطي ونسهم في هذا النموذج الوطني ببعد العدالة والإنسان والحقيقة."
أضاف متوجهاً للمحامين بالقول: "انتم محامون بحكم الواقع والقانون وقرارات نقابة المحامين، لكنني أهنئكم اليوم كنقيبٍ وأخً على هذا الإنفتاح وهذه الجرأة التي فرضت عليكم ان تأتوا لتسمعوا، فسمعكم يختلف عن سماع الطالب الجامعي، فقد أتيتم من مختبر العلم والقضايا والدعاوى، لتأخذوا من هذا العلم قسطاً وافراً تحققون وتسهمون من خلاله بميزان عدلٍ..
وختم: "نحن مؤمنون جميعاً بأن المحاماة هي بحرٌ كما العلم، وكلّما أبحرنا به يتسّع، وللمناسبة أتمنى عليكم ان تسلكوا ما أخذناه وإكتشفناه من خلال هذه الدورة في التطبيق العملي من خلال الإجازة التي ستحصلون عليها اليوم والتي ستمكنكم من الحضور والمرافعة أمام المحاكم المارونية، وان نتذكر دائماً المادة العاشرة من قانون تنظيم المحاماة " أقسم بالله العظيم وبشرفي أن أحافظ على سرّ مهنتي، وأن أقوم بجميع أعمالي بأمانة، وأن أتقيد بقوانينها وأنظمتها، وأن احترم القضاء وأن أتصرف تصرفاً يوحي بالثقة والأمانة والإحترام" عشتم جميعاً وعاشت عدالة القضاء وعاشت نقابة المحامين وعاش لبنان..
علوان
ثم ألقى علوان كلمةً جاء فيها: " يسرنا في نهاية هذه الدورة أن نلتقي مجدداً في هذا الصرح العريق المعروف برسالته الوطنية في الدفاع عن الحق والعدالة، ويسعدنا ان نهنئ النقابة بمناسبة يوبيلها الذهبي، متمنين لها دوام الإزدهار والتقدم، مثمنين جميع أنشطة النقيب المراد الهادفة إلى توحيد الجهود والتعاون مع سائر النقابات للدفاع عن الحقوق والخروج بالبلد من الظلمة التي يتخبط بها، إلى جانب اهتمامه في السعي إلى إجراء دورات تثقيفية لرفع المستوى المهني والتقني لأعضاء النقابة، فكلمة حقٍّ تقال بأن هذه الدورة التي نختتم أعمالها اليوم جرت بمبادرةٍ وبطلبٍ من سعادته لقناعته من أن مهنية المحامي وثقافته لا تتوقفان عند حصوله على شهادةٍ جامعية وحسب ، بل وعلى تمرّسه الدائم في الاجتهاد والمرافعة والتعمّق في الدراسات المتخصصة ، وفي الكتابة وإصدار المؤلفات القانونية وخاصةً في متابعة دورات تثقيفية في شتى حقول المهنة التي تتزايد في عالمنا الحاضر اليوم...
وتابع: " في الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان وجهه البايا القديس يوحنا بولس الثاني إلى اللبنانيين في نهاية سينودس الأساقفة من أجل لبنان، وجاءت بعد ذلك نصوص المجمع الماروني وسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط ، لتؤكد كلها من جديد على أهمية تنظيم الدوائر البطريركية ، بما فيها أيضا السهر على القضاء الكنسي و على حسن سير العدالة في المحاكم الروحية، انطلاقا من هذه المبادئ ومن نصوص قانون أصول المحاكمات الكنسية، باشرنا منذ حوالي عشر السنوات بالسعي إلى تحسين أداء محاكمنا الكنسية على كافة المستويات الإدارية والتنظيمية والقضائية والاجتماعية، يقيناً منا بأن عملنا هذا رسالة إنسانية اجتماعية ومسيحية ، فالهدف هو حماية العائلة كونها الخلية الأساسية المكونة للنسيج الاجتماعي وكل خلل في العائلة يودي حتماً إلى خلل في المجتمع بأسره، وفي اطار هذا السعي لتحسين الأداء رأينا من واجبنا أيضا المساهمة في إجراء دورات تثقيفية في الحق القانوني الكنسي للمحاميات والمحامين الراغبين في العمل معنا لخصوصية قوانين محاكمنا ولاعتمادها قوانين خاصة و اجتهادات قانونية لا يدركها إلا من سعى عمداً للاطلاع عليها أو الذين يمارسون المهنة في محاكمنا بشكلٍ دائم . من هنا بدأنا بإعطاء الدورة الأولى في نقابة طرابلس عام 2015، وهذه هي الدورة الثانية التي يسرنا في ختامها أن نهنئ جميع الذين تابعوها، معلنين عن کامل استعدادنا لعرض مواقف ومواضيع مهمة تطرح اليوم على الرأي العام عندنا في لبنان ، وتختص بالوقت عينه بالأحوال الشخصية ، كالعلمنة والزواج المدني وحقوق الأسرة وما إليها...
وختم قائلاً: "يسرنا أيها المحاميات والمحامين أن نرحب بكم اليوم في عائلتنا القضائية في كافة محاكمنا الروحية الكاثوليكية في لبنان ، لأننا في المحكمة نعمل كعائلة واحدة قضاة ومحامين في سبيل خدمة العدالة، فالمحامي في القوانين الكنسية يعتير المعاون الأول القاضي في السعي للوصول إلى الحقيقة بهدف تحقيق العدالة وإعطاء الحق لأصحابه، فنحن لا نخاف على لبنان ولا على استمرارية كيانه ما دام هناك شباب وشابات يطمحن إلى المزيد من العلم لتطوير الذات والاستزادة من الثقافة، التي تميز بها بلدنا والتي عليها أرثى أساساته ومنها ستشرق شمسه الجديدة عشتم و عاش لبنان .
ثم ألقى عطا كوسا قصيدةً شعريةً من وحي المناسبة، ليُختتم الإحتفال بتوزيع شهادات على الأساتذة المحامين الـ 83 المشاركين في الدورة .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.