كتب عوني الكعكي:
كلمة نائب قائد «القوات اللبنانية» جورج عدوان لافتة للنظر ولا بد من التوقف عندها:
أولاً: يقول النائب عدوان إنّ للمجلس النيابي دوران: تشريعي ورقابي، وكأننا نعيش في عالم غير العالم الموجود خارجاً، نحن في مكان والناس في مكان آخر، فالمجلس النيابي هو الذي انتخب رئيس الجمهورية وهو صاحب القرار بذلك. رداً على النائب نقول إننا معه في كل كلمة قالها، ولكن عليه أن يتذكر أنّ رئيس المجلس، وعندما زاره الجنرال طالباً منه تأييده في الانتخابات الرئاسية كان جوابه واضحاً وصريحاً حين قال: أنا لن أنتخب رئيسين أنت وصهرك، بينما رئيسك (أعني هنا د. سمير جعجع) هو الذي أبرم معه اتفاق معراب، وهو الذي تبنّى تأييد الجنرال للترشح للرئاسة، وكتلتكم النيابية هي التي أيّدت الجنرال في الانتخابات الرئاسية حتى أنّ الرئيس سعد الحريري كان يجري اتفاقاً مع سليمان بك فرنجية وأعلن عن تأييده له، لكنه اضطر أن يتخلى عن الزعيم فرنجية كي لا يخلق شرخاً جديداً بين المسيحيين.
كذلك لا بد أن نضع الملامة على د. جعجع الذي كان له مع الجنرال عون تجربتان فاشلتان في حرب التحرير وحرب الإلغاء وكأنه لم يتعلم شيئاً من التجربتين.
ثانياً: يقول عدوان إنّ المجلس النيابي أعطى حكومة دياب الثقة، وهو كلف الحريري بمهمة تشكيل حكومة جديدة.
الجواب: نعم المجلس النيابي فعل ذلك ولكن تصحيحاً لمعلومات عدوان ليس كل المجلس أعطى الثقة لحكومة دياب، ومن ناحية ثانية حليفك السابق «التيار الوطني» رفض تكليف الرئيس الحريري وبالرغم عنه استحق التكليف من الشرفاء في المجلس... وها نحن نذكرك بأنّ الدكتور غطاس خوري زار معراب طالباً دعم الدكتور للرئيس الحريري، ووعده خيراً، ثم غيّر رأيه بعد ساعات حيث اتصلت السيدة ستريدا لتبلغ «بيت الوسط» ان د. جعجع تراجع عن وعده.. فهل هكذا تكون الأحلاف؟ وهل هكذا يعامل الرئيس الحريري الذي أدخل د. جعجع الى دار الفتوى، واستقبله سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية بالرغم من أنّ د. جعجع متهم باغتيال رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي.
ثالثاً: يقول عدوان: البلد يحترق والناس يُذَلّون، ولا يستطيع المجلس النيابي أن يتفرّج.
الجواب: ما تقوله صحيح يا استاذ عدوان، ولكن، لماذا لا تقول مَن الذي يعرقل تشكيل الحكومة؟ ولماذا لا تُشَهّر بالذين يعطلون التشكيل؟
رابعاً: تقول: لا يستطيع المجلس أن يتفرّج ونقول هناك معركة على مقعد وزاري أو على مقعدين.
الجواب: كلامك في مكانه، والرئيس المكلّف وبعد الاجتماع الذي عقد في قصر الصنوبر بوجود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعد الاتفاق بين جميع الزعماء اللبنانيين ومن ضمنهم د. جعجع وجماعة «الحزب العظيم»، على حكومة من 18 وزيراً غير حزبيين بل من الاختصاصيين برئاسة الرئيس سعد الحريري. هنا تحفظ «الحزب العظيم» على موضوع الانتخابات النيابية المبكرة فقط مع موافقته على البنود الأخرى.
السؤال يا حضر النائب: من عطّل تشكيل الحكومة التي قدّمها الرئيس سعد الحريري وصعد بها الى القصر الجمهوري؟ وقام بـ18 زيارة من أجل تشكيل الحكومة.. فكان فخامة الرئيس يرفض محتجاً بأنّ التشكيلة غير ميثاقية ولا دستورية ولكنه لم يوضح، أين الخروج على الميثاقية والدستورية... أنت تعلم علم اليقين أنّ السبب هو حليفك الجديد حسب اتفاق معراب.
بمعنى أدق التيار الوطني الحر وطبعاً على رأسه فخامة رئيس الجمهورية الذي يردّد دائماً «لعيون صهر الجنرال لا تتألف حكومة».
خامساً: تقول: نحن كمجلس نيابي علينا أن نصدر بياناً ونتخذ موقفاً إذ لم نَعُد نستطيع أن نكمل هكذا، والشارع يغلي إن لم نتحرّك كمجلس، لكي نحمل هذه المسؤولية فسنكون مسؤولين بسكوتنا.
الجواب: يا نائبنا الكريم: المجلس رد على رسالة رئيس الجمهورية وأعاد تكليف الرئيس الحريري، لكن فخامة الرئيس الذي «جلبتموه» باتفاقكم يرفض ولا يريد أن تتشكل حكومة لأنّ صهره غير موافق.
أما بالنسبة للشارع فنحب أن نذكرك أنّ جماعتك لم يتركوا «جل اديب» (العمارة) ولكم ذكريات خاصة بإقفال اوتوستراد جل الديب.
سادساً: في نهاية كلمته قال عدوان: لن نسكت أو نترك الأمور تسير على ما هي عليه، ولن نستقيل وسنحضر عندما يخدم حضورنا مصلحة البلد...
الجواب: الحمد لله انك طمأنتنا انك لن تستقيل، ولكن بالله عليك من هي الجهة السياسية التي تطالبك بالاستقالة؟ فهل من جواب..؟
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.