7 تموز 2021 | 14:25

إقتصاد

رغم الارتفاع الإضافي بأسعار المحروقات.. "طوابير الذل" على حالها

أزمة المحروقات على حالها، والطوابير على حالها أيضا أمام المحطات‎.‎

وسط هذه المراوحة السلبية، عقد تجمع أصحاب محطات الوقود مؤتمرا صحافيا في ‏نادي الصحافة، عرض في خلاله "الواقع الصعب الذي يعيشونه والصعوبات التي ‏يواجهها القطاع". ‏

وتحدث رشاد مشرفيه باسم التجمع، مشيرا الى ان "القطاع النفطي في لبنان، كما ‏باقي القطاعات الحيوية، يعاني منذ بداية الأزمة، من صعوبات كثيرة، تتحمل ‏محطات البنزين قسما كبيرا منها لكونها الوسيط بين شركات الاستيراد والمواطن ‏المستهلك‎"‎‏.‏

وقال:"بدأت معاناتنا نحن أصحاب المحطات منذ ما يزيد عن السنة، مع بداية ‏فرض الشركات المستوردة على المحطات دفع فواتيرهم بالعملة الأجنبية (الدولار) ‏الذي لم يكن متوافرا إلا في السوق السوداء وبأسعار الصرف المتبدلة التي لا تخفى ‏على أحد، فما كان منا إلا التواصل في ما بيننا، والدعوة إلى لم الشمل والتكاتف، ‏لتوحيد كلمتنا وتوضيح موقفنا وقيامنا بتحركات أمام شركات التسليم وغيرها، ‏بهدف حماية محطاتنا من الإفلاس وحماية أنفسنا من التطفلات والإشاعات التي ‏تطاولنا في ظل غياب الحضور النقابي الفاعل"‏‎.‎

وتابع: "من هنا كان نشوء تجمعنا للتكلم باسمنا، فمنذ أقل من سنتين ولغاية يومنا ‏هذا، لا تزال المشاكل تكثر وتتفاقم والأزمة تشتد وتتضاعف، ونحن نعمل بشكل ‏متواصل للتوفيق بين مصلحة أصحابِ المحطات والمواطن الذي نشعر بوجعه ‏بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي نعاني منه ونمر فيه جميعنا. فالمحطات هي ‏لخدمة المواطن ووجودها من وجوده وأمنها من أمنِه‎"‎‏.‏

أضاف: "من هذا المنطلق، يود "تجمع أصحاب المحطات" أن يطلع الرأي العام ‏والمعنيين بهذا القطاع على أَهم مشاكلنا وما نعاني منه بعد وصولنا إلى حائط ‏مسدود وصعوبة في إيجاد مخرج من التحديات التي نواجهها ونتعرض لها من ‏الجهات كلها‎ :‎

‎- ‎‏ فالشركات غير قادرة على تأمين الكميات اللازمة لتلبية حاجات المواطنين، ‏والدولة غائبة عنا إلا عند مداهمة محطاتنا وذلك بكل أجهزتها للتفتيش عن ‏محروقات في الخزانات، من دون مراعاة ظروف المحطات ومساعدة أصحابها في ‏هذا الظرف الأمني المضطرب، اضافة الى ان المواطن غاضب ويعتبر أن أزمة ‏الشح والانتظار في الطوابير هي من نتاج أصحابِ المحطات‎"‎‏.‏

وقال: "وعليه، نحن تجمع أصحاب المحطات، نود أن نضع أمام الرأي العام ‏والدولة، الحال التي وصلنا إليها وتلك التي سيؤول إليها القطاع في حال استمرار ‏هذا الغياب وهذا الصراع الناتج عن الحملات الممنهجة علينا، عدا عن التعاطي ‏معنا بطريقة غير مسؤولة، إن من قبل الدولة أو المواطنين على حد سواء‎".‎

واشار الى أن "أصحاب المحطات قد خسروا رؤوس أموالهم بالعملة الأجنبية منذ ‏بداية الأزمة حين فرض عليهم تسديد ديونهم للشركات بالدولار. كما أن ارتفاع ‏سعر صرف الدولار أدى إلى خسارة قيمة رأس مالهم بالعملة الوطنية"، معتبرا أن ‏‏"حملة الأجهزة الأمنية والعسكرية ووزارة الاقتصاد مؤذية للمحطات"‏‎.‎

كما لفت الى أن "التضييقات التي نعاني منها، بدءا من القرار القضائي الصادر ‏بحجة منع الاحتكار، والمداهمات للمحطات وصولا الى إجبارها على بيع كامل ‏مخزونها قبل رفع الدعم جزئيا، لا يأخذ بعين الاعتبار أن حدا أدنى من المخزون ‏يجب أن يحفظ في المحطات كضمانة لقدرتها على الاستمرار. إن الطريقة التي تم ‏التعامل بها لا يمكن أن تؤدي إلا إلى إفلاس عدد من المحطات أو تدني قدرتها على ‏شراء كمية وافرة من المحروقات لتلبية حاجات زبائنها‎".‎

ومضى قائلا: "من الجدير بالذكر أن إغلاق عدد من المحطات يؤدي حتما إلى ‏ازدياد الازدحام على محطات أخرى. كما ان معظم المحطات ليست لديها القدرة ‏على استيعاب هذا الكم الهائل من الزبائن، وذلك من الناحيتين البشرية واللوجيستية. ‏فاصحاب المحطات يتعرضون يوميا إلى تعديات وتهديدات من قبل بعض الأفراد ‏غير المنضبطين، كما يتعرضون أيضا لحملات على صفحات التواصل الاجتماعي ‏وكأنهم السبب في المعاناة التي يعيشها المواطن على المحطات‎".‎

وأوضح "أن هناك أسبابا عدة وراء هذه الأزمة وليس للمحطات أو لأصحابها أي ‏مسؤولية فيها". وقال‎:‎

‎"‎من هذه الأسباب عدم تسليم الشركات الكميات اللازمة من المحروقات للمحطات ‏بطريقة كافية ومتساوية ويومية. هذا الأمر يؤدي إلى شح في المحطات‎".‎

وأردف: "على المواطنين أيضا يد في هذه الأزمة، إذ يعمد بعضهم إلى الوقوف في ‏الطوابير أكثر من مرة في النهار، سواء أكان سائق سيارة أو دراجة نارية ، وذلك ‏لإفراغ البنزين لاحقا في غالونات وبيعه في السوق السوداء ما يؤدي إلى ازدياد ‏عدد السيارات والدراجات المنتظرة ويزيد الازدحام، مشيرا الى "أن اقفال بعض ‏المحطات منذ بداية الأزمة إلى اليوم لأسبابٍ إدارية أو مالية بسبب تغير أسعار ‏صرف الدولار وعجزها عن سداد ديونها للشركات أو عدم تمكنها من توظيف يد ‏عاملة لصعوبة إيجادها أو غيابها، يزيد الضغط على المحطات الأخرى‎".‎

وأعلن أن "البيانات العشوائية التي تصدر عن بعض الأشخاص لأسباب شخصية، ‏مادية أو معنوية، تؤجج الأزمة وتضع المحطات في دائرة الاتهام والخطرِ وتصيب ‏المواطنينفي بحال من الهلع غير الضرورية"، لافتا الى "ان المحطات المتبقية غير ‏مؤهلة لاستقبال السيارات والدراجات المتهافتة، ما يؤدي إلى زحمة خانقة داخل ‏المحطات وحولها، ما يؤدي أيضا إلى مشاكل وإشكالات قد تتطور كما رأينا في ‏بعض الحالات، إلى إطلاق نار أو تعارك أو أعمال تكسير في المحطات‎".‎

وقال :" من هنا، يطالب التجمع الدولة بـ"تحمل مسؤولياتها الأمنية تجاه أصحاب ‏المحطات وحمايتهم وحماية موظفيهم وزبائنهم لكون هذه المحطات موجودة على ‏الأراضي اللبنانية وواقعة ضمن نطاقها الأمني. فلا بد من الحد مما يتعرض له ‏أصحاب المحطات يوميا من إشكالات تتطور أحيانا لإطلاق نار وتشابك بالأيدي، ‏وهي أمور قد تؤول إلى ما لا يحمد عقباه‎".‎

كما طلب من الدولة "إقرار آلية تعمل بها الشركات ويتم على أساسها توزيع كميات ‏عادلة ومتساوية من المحروقات يوميا وبين المناطق كلها وعلى أكبر عدد ممكن من ‏المحطات، ما من شأنه أن يقلل من الازدحام‎".‎

وتمنى على السلطات، عند إصدار قرارات في حق المحطات، أن يكون هناك ‏تنسيق أو إستشارات موسعة لما فيه تأمين مصلحة الجميع، فأصحاب المحطات ‏أدرى بواقع الحال وشؤون القطاع، كونها على تعاط مباشر مع المواطنين". ‏وقال:"نرجو المواطن تفهم واقع أن المحطات هي مؤسسات موجودة لخدمته، وتعمل ‏لمصلحته، وهي مؤسسات مسؤولة عن موظفيها وعائلاتهم التي تعتاش منها، وليس ‏من مصلحتها تخزين المحروقات، علما أن المحروقات لا تخزن لفترة طويلة، وأن ‏الإشاعات التي تدعي أن المحطات تخزن البنزين قد ثبت بطلانها، بدليل ان ‏الأسعار ارتفعت فيما ظل عدد من المحطات مقفلا‎".‎

وختم: "بناء على كل ما تقدم، نعلن، أنه إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه ‏من استنزاف لصحتنا ومصالحنا وأموالنا وعدم إيجاد الحلول لحماية هذا القطاعِ ‏والعاملين فيه، قد نجد أنفسنا مرغمين على بيع مخزوننا والتمنع عن استلام ‏البضاعة من الشركات وإغلاق محطاتنا قسرا"‏‎.‎

أسعار جديدة

‏ وكان صدر عن المديرية العامة للنفط - وزارة الطاقة والمياه صباح اليوم جدول ‏تركيب أسعار المحروقات، وسجل ارتفاع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 1600 ‏ل.ل. وصفيحة البنزين 95 أوكتان 1500 ل.ل. والمازوت 1100 ل.ل. وقارورة ‏الغاز 4300 ل.ل‎.‎

وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي‎:‎

البنزين 98 أوكتان: 73800 ل.ل‎.‎

البنزين 95 أوكتان 71600 ل.ل‎.‎

المازوت: 55500 ل.ل‎.‎

الغاز: 45900 ل.ل. ‏




المركزية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 تموز 2021 14:25