22 تموز 2021 | 18:15

الامين العام

أحمد الحريري يطرح "أسئلة جوهرية" عن انفجار المرفأ : لا تأليف إذا لم تتغير "العقلية المريضة" في بعبدا!

شدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على "أن الرئيس سعد الحريري كان يحافظ في مخاض التأليف على "دستور الطائف" في وجه محاولات العهد وحاشيته لاستباحته"، مؤكداً أن "رئيس الجمهورية ميشال عون، بتعطيله التأليف، كان ينفذ "وعده الصادق" بأخذ اللبنانيين إلى جهنم، وكل هدفه كان ولا يزال ضمان مصالح جبران باسيل بعد تبخر جزء كبير من أحلامه السياسية".


وأوضح في حوار مع الزميلة راوند بو خزام، عبر قناة "الجديد" في برنامج "هنا بيروت"، أن "الرئيس الحريري كان دقيقاً جداً في مقابلته مع مريم البسام بشأن تسمية رئيس مكلف جديد، وقال إنه لن يرشح أحداً، ولم يقل أنه لن يسمي، وقرار التسمية من عدمه رهن قرار الرئيس الحريري وكتلة المستقبل النيابية التي ستعلن عنه في قصر بعبدا يوم الاثنين المقبل".


وإذ اكد على "العلاقة المميزة التي تجمع الرئيس الحريري بالرئيس نجيب ميقاتي"، أشار إلى أن " أي رئيس مكلف جديد يجب أن يكون لديه ظهر سياسي"، وأوضح أن "ميقاتي بالطبع أقرب إلينا من فيصل كرامي، واتصال الرئيس الحريري بالأخير تم قبل 5 أيام من الاعتذار، ولم يتم التطرق فيه للاعتذار أو لمرحلة ما بعد الاعتذار، وجاء في سياق التواصل الذي نقوم به مع كل الاطراف", مشيراً إلى القناعة بأن "أي تأليف لن يكون سهلاً اذا لم يتم تغيير "العقلية المريضة" لدى من يستحكم بقرار قصر بعبدا ورئاسة الجمهورية".


قضية انفجار المرفأ

وتوقف عند قضية إنفجار مرفأ بيروت، وقال :"من موقعنا كعائلة شهيد، نشعر بجرح أهالي شهداء انفجار المرفأ ونحن معهم في كل ما يطالبون به، ولا يمكن لأحد المزايدة عليهم، لكن للأسف ثمة من يزايد مسيحياً وشعبوياً في قضية انفجار المرفأ، وهذا الامر لا يصح، لأن الشعبوية تحرف الأنظار عن الاسئلة الحقيقية في قضية الانفجار".


وطرح أحمد الحريري ما وصفه بـ"الأسئلة الجوهرية" حول الانفجار، ودعا إلى أن يبدأ التحقيق " بمن أتى بالنيترات؟ ومن هي الشركة الوهمية التي أتت بهم؟ ولحساب من؟ ومن سحب ٢٢٠٠ طن من النيترات؟ ولماذا لم يكتشف احد مكان النيترات عندما كانت منطقة المرفأ تُمشط سنوياً قبل عرض عيد الاستقلال؟".


وأضاف في التساؤل :"أين مسؤولية رئيس الجمهورية الذي هو قائد القوات المسلحة واعترف بعظمة لسانه أنه كان يعلم بالنيترات؟ من اليوم يضع مجلس الدفاع الاعلى مكان الحكومة؟ من يريد حصة في الحكومة ليصبح لديه اداة تنفيذية؟ هذه اسئلة كبيرة. لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يتدخل في هذا الامر وينأي بنفسه في أمر اخر وخطير، كما في قضية النيترات"، مشيراً إلى أن " المادة ٦٠ واضحة في كيفية ملاحقة رئيس الجمهورية والإدعاء عليه ومحاكمته بما يتعلق بالجرائم العادية خارج حدود مخالفة الدستور والخيانة العظمى".


"حزب الله" والتأليف

وتطرق إلى موقف "حزب الله" من التأليف، واعتبر أن "باسيل احرج الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بمسؤولية التعطيل عندما استعان به كصديق ولم يرض بما كان نصر الله راضياً به في مبادرة بري"، مشيراً إلى أن ""حزب الله" يعلم أين العقدة، ولو أراد تشكيل حكومة لكان توقف عون وباسيل عن التعطيل، لكن بات واضحاً أنه في لحظة اقليمية معينة لا يريد أن يخسر الغطاء المسيحي الذي أمنه تفاهم مار مخايل".


ورداً على سؤال عما إذا كان "تيار المستقبل" بدأ التجييش طائفياً من اجل الانتخابات النيابية، أجاب أحمد الحريري :" لو أردنا التجييش الطائفي كنا صعدنا الى قصر بعبدا، والرئيس الحريري لم يحرض على أحد بل قام بتوصيف الواقع ووضع الامور في نصابها الوطني والدستوري السليم".


الانتخابات .. والتحالفات

وإذ دعا جميع الأحزاب السياسية إلى "الإنصات لصوت الناس في الثورة وإشراكهم في أي حوار حول مستقبل البلد"، شدد على "أننا نريد الانتخابات في موعدها"، وأبدى خشيته من "أن يحاول أي طرف الدفع باتجاه الفوضى لتأجيل الانتخابات عبر شيطنة أي مطالب بالتغيير"، مؤكداً على أن "مصلحة لبنان أن يبقى جزءاً من المنظومة العربية وليس المنظومة الايرانية كما يسعى البعض".


وعن التحالفات في الانتخابات النيابية، أوضح أحمد الحريري أن "تحالفاتنا الانتخابية ستكون مع من يشبهنا، وبدأنا إعداد العدة لوجيستياً، وما استطيع تأكيده أن التحالف مع "التيار الوطني الحر" لن يتكرر".


العلاقة مع جنبلاط .. و"القوات"

وأكد رداً على سؤال عن العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن "العتب على جنبلاط مرده إلى أنه لم يكن موفقاً بتحميل الحريري مسؤولية التعطيل على قدم المساواة مع عون"، مشيراً إلى أن "العلاقة مع جنبلاط تاريخية، ولا يفسد في ودها أي تباين في المواقف السياسية، وهي علاقة يُعول عليها للحفاظ على لبنان".


أما عن العلاقة مع "القوات"، فدعا أحمد الحريري إلى " إعادة لم الشمل بين الحلفاء وتحديداً مع "القوات" عبر حوار صريح وجريء"، وسأل :"هل ما تسعى اليه "القوات" لوراثة عون مسيحياً سيحل أزمات البلد؟ هل ستعود الودائع اذا زدنا 10 نواب مثلما يقولون؟ وهل اذا زدنا 10 نواب تُحل قصة سلاح حزب الله ويتحسن وضع البلد بعلاقاته العربية ؟ افهم خصوصية الصراع هنا، ولكن لا يمكن التعميم بأنه بأنه الحل الذي سنجني ثماره سريعاً بعد الانتخابات"، معتبراً "أن "تفاهم معراب" لم يكن وليد لحظته وكان اتفاق محاصصة وتقاسم مغانم سياسية وإدارية، وأن د. سمير جعجع أخطأ استراتيجياً بقانون الانتخاب الذي اعطى الأكثرية ل"حزب الله" وحلفائه".


وأضاف :"لا تستطيع "القوات" ان تأخذ جزءاً من رفيق الحريري وتتحدث عنه، ولا تأخذ كل رفيق الحريري. الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يضحي على حساب مصلحته الشخصية، وقال لا عندما كان يجب أن يقولها في وجه الرئيس السابق أميل لحود عندما حاول في أول عهده ان يتلاعب دستورياً بطريقة التشكيل، والرئيس الحريري قام بالفعل نفسه في وجه الرئيس عون بعد اعتذاره، وهو الذي قال لبنان أولاً بعد ما كان لبنان مقسوماً بين لقاءين كادوا أن يأخذونا إلى "حرب أهلية"، أي خلية حمد وقرنة شهوان".


وختم بالقول :"انا لست مع قطع العلاقة مع اي طرف آخر بما فيهم وعلى رأسهم "القوات"، لأن ما يجمعنا النظرة الواحدة وطنياً، رغم اختلافنا في بعض التفاصيل السياسية، التي يجب تطويقها لحساب التركيز على الوجهة الاساسية التي هي لبنان ونظرتنا الواحدة له".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 تموز 2021 18:15