25 تموز 2021 | 19:38

عرب وعالم

الكاظمي: العراق لا يحتاج لقوات قتال أميركية

صرّح رئيس الوزراء العراقي بأن بلاده لم تعد بحاجة إلى قوات قتالية أميركية لمحاربة تنظيم ‏داعش، إلا أن الإطار الزمني الرسمي لإعادة انتشار القوات سيعتمد على نتيجة محادثات تجرى ‏مع مسؤولين أميركيين هذا الأسبوع، على حد قوله‎.‎

وقال مصطفى الكاظمي إن العراق سيظل يطلب تدريبا وجمع معلومات استخبارية عسكرية من ‏الولايات المتحدة‎.‎

جاءت تصريحات الكاظمي خلال مقابلة حصرية مع "أسوشييتد برس"، قبل زيارته المزمعة إلى ‏واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الاثنين في جولة رابعة من ‏المحادثات الاستراتيجية بين البلدين‎.‎

وأوضح الكاظمي أنه ليست هناك حاجة إلى "أية قوات قتالية أجنبية على الأراضي العراقية"، ‏دون أن يعلن عن موعد نهائي لرحيل القوات الأميركية. وأضاف أن قوات الأمن والجيش في ‏العراق قادرة على الدفاع عن البلاد بدون دعم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة‎.‎

بيد أنه قال إن أي جدول زمني للانسحاب سيعتمد على احتياجات القوات العراقية التي أظهرت ‏العام الماضي قدرتها على القيام بمهام مستقلة ضد داعش‎.‎

أضاف أن "الحرب ضد داعش وجهوزية قواتنا فرضت جداول خاصة (لانسحاب القوات من ‏العراق) تعتمد على المفاوضات التي سوف نجريها في واشنطن‎".‎

واتفقت الولايات المتحدة والعراق في نيسان الماضي على أن انتقال الولايات المتحدة إلى مهمة ‏التدريب والمشورة يعني أن الدور القتالي الأميركي سينتهي، لكنهما لم يتوصلا إلى جدول زمني ‏لاستكمال هذا الانتقال. وفي اجتماع يعقد يوم الاثنين بالبيت الأبيض، من المتوقع أن يحدد ‏الزعيمان جدولا زمنيا، من المحتمل أن يكون بحلول نهاية هذا العام‎.‎

واستقر عدد القوات الأميركية الموجودة بالعراق عند حوالي 2500 منذ أواخر العام الماضي ‏عندما أمر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بخفضه من 3000‏‎.‎

وتعود أصول مهمة التدريب وتقديم المشورة الأميركية للقوات العراقية في الآونة الأخيرة إلى ‏قرار الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في العام 2014 بإرسال القوات إلى العراق. وجاءت ‏هذه الخطوة ردا على سيطرة داعش على أجزاء كبيرة من غرب وشمال العراق وانهيار قوات ‏الأمن العراقية، الأمر الذي بدا وكأنه يهدد بغداد. وكان أوباما وجه بسحب القوات الأميركية ‏بالكامل من العراق في العام 2011، بعد ثماني سنوات من الغزو الأميركي‎.‎

في السياق، قال الكاظمي "ما نريده من الوجود الأميركي في العراق هو دعم قواتنا بالتدريب ‏وتطوير كفاءتها وقدراتها، والتعاون الأمني"‏‎.‎

وتأتي زيارة الكاظمي إلى واشنطن في حين تواجه حكومة رئيس الوزراء العراقي انتكاسة تلو ‏الأخرى، ما يقوض بشكل خطير ثقة العامة. وأظهرت الهجمات الصاروخية المستمرة من جانب ‏بعض الميليشيات محدودية قدرة الدولة على منعها. كما أدت سلسلة من حرائق المستشفيات ‏المدمرة وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلى مقتل عشرات الأشخاص‎.‎

وفي غضون ذلك، لم يتبق سوى أقل من 3 أشهر على الانتخابات الاتحادية المبكرة، تماشيا مع ‏وعد الكاظمي عندما تولى منصبه‎.‎

ورغم ذلك، تتصدّر جدول الأعمال في واشنطن مسألة مستقبل قوات التحالف بقيادة الولايات ‏المتحدة في العراق‎.‎

وكان العراق قد أعلن الانتصار على داعش أواخر العام 2017 بعد حرب مدمرة ودموية‎.‎

وعقدت الولايات المتحدة والعراق ما لا يقل عن 3 جولات من المحادثات الاستراتيجية التي ‏ركزت على الاحتياجات العسكرية للعراق في القتال المستمر ضد داعش ولإضفاء الطابع ‏الرسمي على جدول زمني للانسحاب‎.‎

وبعد أربع سنوات من هزيمتهم ميدانيا، لم يزل مقاتلو داعش قادرين على شن هجمات في ‏العاصمة والتحرك في المنطقة الشمالية في العراق. والأسبوع الماضي قتل انتحاري 30 شخصا ‏في سوق مزدحمة ببغداد. وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم في وقت لاحق‎.‎

ويُصر مسؤولون من الولايات المتحدة والتحالف على أن القوات الأميركية لم تعد ترافق القوات ‏العراقية في المهام البرية، وأن مساعدة التحالف تقتصر على جمع المعلومات الاستخباراتية ‏والمراقبة ونشر التقنيات العسكرية المتقدمة. وشدد مسؤولون عسكريون عراقيون على أنهم ما ‏زالوا بحاجة إلى هذا الدعم في المستقبل‎.‎

في هذا الإطار، قال الكاظمي إن "العراق لديه مجموعة من الأسلحة الأميركية التي تحتاج إلى ‏الصيانة والتدريب. وسوف نطلب من الطرف الأميركي الاستمرار بدعم قواتنا وتطوير قدراتنا‎".‎

وكانت الأمم المتحدة شكلت بعثة لمراقبة الانتخابات على أمل زيادة إقبال الناخبين. بيد أن ‏المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع في الآونة الأخيرة وأعربوا عن غضبهم إزاء تزايد عمليات قتل ‏النشطاء والصحفيين البارزين. وحتى الكاظمي نفسه أقر بأن بعض القوى تسعى بنشاط إلى ‏تقويض الانتخابات‎.‎

ولفت الكاظمي إلى أن العراق يشهد حاليا موقفا حساسا ويحتاج إلى تهدئة الوضع السياسي حتى ‏يصل إلى الانتخابات‎.‎




العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 تموز 2021 19:38