4 آب 2021 | 14:24

أخبار لبنان

مؤتمر دولي لمساعدة لبنان.. وماكرون: لن يصرف أي شيك على بياض

عقد مؤتمر الدول المانحة للبنان، عبر تقنية الفيديو بدعوة من فرنسا وبرعاية الأمم ‏المتحدة، وهو مؤتمرها الثالث منذ الانفجار "من أجل لبنان"، حيث تأمل أن تجمع ‏خلاله مبلغ 350 مليون دولار‎.‎

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: "سنقدم ‏مساعدات باليورو إلى لبنان لدعم العائلات والتلامذة والقطاع التربوي. وفرنسا ‏سترسل إلى لبنان غداً شحنة إضافية من الأدوية"، مضيفاً أن "فرنسا ستساهم ‏بإعادة إعمار مرفأ بيروت". كما سترسل فرنسا 500 ألف جرعة من لقاحات ‏كورونا للبنان‎.‎

وحياّ ماكرون "دور الجيش اللبناني الأساسي بدعم الاستقرار". وأشار إلى أن ‏المساعدة التي سيقدمها البنك الدولي للبنان "ستصرف بشفافية‎".‎

واعتبر أن "أزمة لبنان هي ثمرة فشل جماعي.. كل الطبقة السياسية اللبنانية ‏مسؤولة عن الأزمة.. الطبقة السياسية اللبنانية مسؤولة جميعها عن الوضع ‏المأساوي‎".‎

وتابع: "لم يتم الإيفاء بأي التزام ولبنان يستحق أكثر من ذلك"، مضيفاً: "يجب ‏تشكيل حكومة وإيجاد تسويات وتطبيق خارطة الطريق‎".‎

وشدد على أن "مؤتمر اليوم إنساني ولن يكون هناك شيك على بياض"، مضيفاً: ‏‏"اتخذنا تدابير صارمة ضد السياسيين اللبنانيين الفاسدين‎".‎

وذكّر ماكرون بأن "الشعب اللبناني ينتظر نتائج التحقيق بالمرفأ"، وأن فرنسا ‏‏"مستعدة للتعاون التقني‎".‎

وبشأن الانتخابات النيابية العام المقبل، قال: "على الجميع تحمّل مسؤولياتهم لتحقيق ‏الانتخابات في الربيع المقبل‎".‎

وتابع: "ليطمئن الشعب اللبناني فرنسا والمجتمع الدولي إلى جانبكم"، واعداً ‏‏"بالتزامات جديدة لدعم مباشر للشعب اللبناني" بـ100 مليون يورو". وختم: "أزمة ‏لبنان ليست نتيجة قضاء وقدر بل نتيجة نظام سياسي يعاني خللا وظيفياً‎".‎



من جهته، قال رئيس الجمهورية ميشال عون: "بلادنا غرقت في الأزمات السياسية ‏والتفاصيل منعت تشكيل الحكومة"، متمنياً "تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ ‏الإصلاحات الضرورية وإجراء الانتخابات‎".‎

أضاف: "المبلغ الذي سنحصل عليه من الصندوق الدولي يجب أن ينفق بشكل يمنع ‏الانهيار"، مضيفاً: "نتمسك بعملية التدقيق بحسابات البنك المركزي‎".‎

وتابع عون" أشكر كل الدول والمؤسسات على المساعدات التي أرسلوها خلال ‏العام المنصرم.. لبنان يعتمد عليكم لا تخذلوه‎".‎

كما اعتبر أن "إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت ضرورة ملحة ولبنان يرحب ‏بأي جهد دولي بهذا الإطار‎".‎

ويسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجمع أكثر من 350 مليون دولار من ‏المساعدات للبنان خلال مؤتمر للمانحين، الذي يهدف أيضاً لإرسال تحذير آخر إلى ‏النخبة السياسية اللبنانية المتناحرة‎.‎

وبعد مرور عام على انفجار هز ميناء العاصمة وأغرق لبنان في أزمة اقتصادية، ‏لم يشكل الساسة بعد حكومة قادرة على إعادة بناء البلاد على الرغم من الضغوط ‏الفرنسية والدولية‎.‎

وقال مستشار لماكرون للصحافيين: "بما أن الوضع مستمر في التدهور، فالحاجة ‏إلى حكومة باتت أكثر إلحاحا‎".‎

جهود دولية لانتشال لبنان من الأزمة

وقادت فرنسا الجهود الدولية لانتشال لبنان من الأزمة. وزار ماكرون بيروت ‏مرتين منذ انفجار المرفأ، وزاد مساعدات الطوارئ وفرض حظر سفر على بعض ‏كبار المسؤولين اللبنانيين في إطار سعيه للحصول على حزمة إصلاحات‎.‎

كما أقنع الاتحاد الأوروبي بالموافقة على إطار عقوبات جاهز للاستخدام‎.‎

لكن مبادراته، بما في ذلك الحصول على تعهدات من السياسيين اللبنانيين بالاتفاق ‏على حكومة خبراء غير طائفية، باءت بالفشل حتى الآن‎.‎

وجمع مؤتمر العام الماضي في أعقاب الانفجار حوالي 280 مليون دولار، وحُجبت ‏المساعدات الطارئة عما وصفه ماكرون آنذاك بأنها "أيد فاسدة" للسياسيين وتم ‏إيصالها عبر المنظمات غير الحكومية وجماعات الإغاثة‎.‎

وذكر مكتب ماكرون أن المساعدات الإنسانية الجديدة ستكون غير مشروطة، لكن ‏حوالي 11 مليار دولار من التمويل طويل الأجل الذي تم جمعه في 2018 لا يزال ‏محجوبا ومشروطا بسلسلة من الإصلاحات التي لا بد أن تنفذها السلطات السياسية‎.‎

انفجار مرفأ بيروت

وفي الرابع من آب 2020، اندلع حريق في مرفأ بيروت تلاه عند الساعة السادسة ‏وبضع دقائق (15:00 غرينتش) انفجار هائل وصلت أصداؤه إلى جزيرة قبرص، ‏وألحق دماراً ضخماً في المرفأ وأحياء في محيطه وطالت أضراره معظم المدينة ‏وضواحيها‎.‎

وعزته السلطات إلى 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم مخزنة منذ العام 2014 ‏في المعبر رقم 12 في المرفأ‎.‎

وقتل الانفجار 214 شخصاً على الأقل بينهم موظفون في المرفأ وعناصر فوج ‏إطفاء كانوا يحاولون إخماد الحريق، كما قتل أشخاص في منازلهم جراء الزجاج ‏المتساقط وآخرون في سياراتهم أو في الطرق والمقاهي والمحلات. ودفنت عائلات ‏كثيرة مجرد أشلاء بقيت من أبنائهم‎.‎

وفي بلد شهد خلال السنوات العشرين الماضية، اغتيالات وتفجيرات لم يكشف ‏النقاب عن أي منها، إلا نادرا، ولم يحاسب أي من منفذيها، لا زال اللبنانيون ‏ينتظرون أجوبة لتحديد المسؤوليات والشرارة التي أدت إلى وقوع أحد أكبر ‏الانفجارات غير النووية في العالم‎.‎

حداد ومسيرات

وأعلنت السلطات الأربعاء يوم حداد، لكن لا مشاركة رسمية أو لأي مسؤول في أي ‏من التحركات العديدة التي نظمت لإحياء الذكرى‎.‎

وعمّقت كارثة الانفجار وتفشي فيروس كورونا قبلها، الانهيار الاقتصادي الذي ‏يشهده لبنان منذ صيف العام 2019 وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ ‏منتصف القرن التاسع عشر‎.‎

وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من ‏‏90% من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700% ‏خلال عامين‎.‎

ومنذ انفجار المرفأ، يقدّم المجتمع الدولي مساعدات إنسانية مباشرة الى اللبنانيين ‏من دون المرور بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد والهدر‎.‎



العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 آب 2021 14:24