لا شيء يقال أمام مجزرة عكار، سوى أن "نظام ميشال عون" يقتل اللبنانيين ويقتل جنازتهم.
نكبة مؤلمة تضاف إلى سجل "نظام ميشال عون" الحافل بالنكبات الوطنية، وبفجور الدوس على جثث اللبنانيين وكراماتهم، من نكبة إنفجار "نيترات الأمونيوم" التي كان يعلم بها في مرفأ بيروت، إلى نكبة عكار جراء "أزمة المحروقات" التي يعلم بها، وما بينهما من سلسلة نكبات تدمي القلوب، ليس آخرها ذلك الرجل الذي وُجد في سيارته وقد وافته المنية وهو ينتظر في الطابور لملء سيارته بالوقود، واللائحة تطول.
لا ندري ما إذا كان فخامة الرئيس، مبشر اللبنانيين بجهنم، قد علم بكل هذه النكبات، لكن في كل الأحوال الحال واحدة، سواء علمَ أم لم يعلم، فهو لن يُحرك ساكناً، وسيترك اللبنانيين يواجهون مصيرهم وأسوأ الأقدار، كما لو أنه يعيش في بلد غير لبنان، ويرأس جمهورية من جمهوريات الليمون التي لا يقطنها إلا صهره والحاشية.
إن دماء شهداء وجرحى مجزرة عكار في رقبة ميشال عون، فمن يمعن في تدبيج بيانات الكذب وإخراج المسرحيات الرديئة عن رفع الدعم ورفع الحصانات، ومن يغطي المقربين منه في تخزين وتهريب المحروقات الى حليفه نظام بشار الأسد، هو المسؤول الأول عن فتح أبواب جهنم لتحرق عكار ولبنان واللبنانيين، كما نيترات الأمونيوم التي قتلت اللبنانيين في ٤ آب بعدما قتل فيها نظام الأسد السوريين على مدى سنوات.
لا ثورة ١٧ تشرين دفعت ميشال عون للانصات الى صوت الناس والاستقالة كما فعل الرئيس سعد الحريري باستقالة حكومته، ولا انفجار مرفأ بيروت جعل ضميره يستيقظ ليستقيل كما فعل الرئيس حسان دياب باستقالة حكومته، ولا استفحال الأزمات الحياتية والمعيشية والاقتصادية والاحتماعية دفعه للتخلي عن لعبة التعطيل ًوالابتزاز للسماح بتشكيل حكومة مهمة توقف الانهيار المريع الذي حول حياة اللبنانيين إلى جحيم حقيقي.
لم يعد ينقص اللبنانيين سوى أن يقتلهم "نظام ميشال عون" بالبراميل المتفجرة، كما يفعل نظام بشار الأسد بالسوريين، فكلاهما ومن يدعمهما وجهان لعملة واحدة لا تعيش إلا على الدماء وخراب البصرة، وعلى معادلة "إما ما نريد .. أو جهنم"، "إما فلان .. أو نحرق البلد".
لبنان يحترق، وما علينا وعلى اللبنانيين إلا الصبر على هذا البلاء، والعمل قدر الإمكان على إطفاء الحريق، ولو كان ذلك لا يرد الحياة لمواطن دفع حياته ثمناً للعيش في محرقة "نظام ميشال عون".
الرحمة لكل الشهداء، والتعازي الحارة لعائلاتهم، والدعاء بالشفاء لكل الجرحى والمصابين، على أمل أن تكون ليالي عكار الحزينة خلاصاً لهذا الوطن من عون ومحرقته.
حمى الله عكار وأهلها وكل اللبنانيين من كل شر.
منسق عام الإعلام في "تيار المستقبل"
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.