25 آب 2021 | 09:18

إقتصاد

‏"الصحة" تعثر على أطنان أدوية مخزّنة.. نقيب الصيادلة: تريح السوق ولا تحلّ أزمة

‏

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن اكتشاف أطنان من ‏الأدوية مخزنة في مستودعات في أكثر من منطقة، خلال حملة مداهمات بدأت مساء الاثنين ‏وتواصلت أمس بعد شكاوى من انقطاع الأدوية من الصيدليات، وهي خطوة ينظر إليها نقيب ‏الصيادلة على أنها "تريح السوق لكنها لا تحل أزمة الدواء".‏

وداهم وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن مستودعات أدوية في أكثر من ‏منطقة، بمؤازرة أمنية، وأظهرت مقاطع فيديو وجود آلاف الأدوية المخزنة في المستودعات إلى ‏جانب حليب الأطفال. وأفيد عن تحويل ملف المحتكرين إلى القضاء المختص.‏

ومنذ مطلع العام، يبحث اللبنانيون عبثاً عن أدويتهم في صيدليات رفوفها فارغة. وشرعت ‏السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجياً عن استيراد سلع رئيسية بينها الأدوية. ‏وتسبب تأخر فتح اعتمادات للاستيراد، بانقطاع عدد كبير من الأدوية، بينها حتى مسكنات الألم ‏العادية وحليب الأطفال الرضع.‏

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية، بأن الوزير حسن قام بجولة كشف ميداني ‏على مستودعات أدوية وحليب أطفال في أكثر من منطقة لبنانية، للتحقق من حركة بيع الأدوية ‏وتوزيعها في ضوء الفواتير التي تسلمتها وزارة الصحة العامة من المصرف المركزي، والتي ‏تظهر الحوالات المالية التي تسلمتها الشركات.‏

وكشفت جولة وزير الصحة وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات رغم أنها مفقودة ‏في السوق وضرورية لشتى الأمراض، خصوصاً المزمنة فضلاً عن كميات كبيرة من المضادات ‏الحيوية وحليب الأطفال.‏

وتوجه حسن في تصريح أمس، إلى أصحاب "المستودعات العامة التي تهرب الأدوية إلى أماكن ‏معلومة لدى الأجهزة" بالقول: "أنصحكم بصرف الدواء للصيدليات فنظام التتبع الإلكتروني يعمل ‏جيداً وبدقة متناهية؛ ستكونون مجبرين لإبراز فواتير الصرف وفق الأصول وستعرضون أنفسكم ‏لما لقيه المرتكبون ليل الاثنين"، مضيفاً أن "المواطن شريك بالمراقبة والمحاسبة".‏

ورغم مساهمة خطوة الوزير في إراحة سوق الأدوية "لكنها لن تحل أزمة الدواء"، حسبما أكد ‏نقيب الصيادلة غسان الأمين لـ"الشرق الأوسط". وقال الأمين: "خطوة الوزير حسن ممتازة ‏وعليه الاستمرار بالعمل الذي يقوم به. ونحن على تواصل دائم مع وزارة الصحة". وأضاف ‏‏"حتى لو تم توزيع الكميات المصادرة من الأدوية على الصيدليات، لكنها لا تحل الأزمة بالنظر ‏إلى أن أسبابها لا تزال موجودة"، معتبراً أن "خطوة الوزير تريح السوق لأسبوع كحد أقصى ‏ولكن سنعود للمشكلة". وأشار إلى أن "الشركات لا تستطيع استيراد الأدوية منذ ثلاثة أشهر بسبب ‏عدم فتح الاعتمادات".‏

وعدل مصرف لبنان آلية دعم الدواء بشكل اشترط فيه الموافقة المسبقة على اعتمادات استيراد ‏الدواء حتى يؤمن 85 في المائة من قيمة الفاتورة على سعر الصرف الرسمي مقابل الليرة وذلك ‏يشمل الأدوية المستوردة خلال الفترة الأخيرة، ما دفع المستوردين إلى عدم تسليم الأدوية ‏الموجودة في المستودعات إلى الصيدليات قبل التأكد من موافقة مصرف لبنان عليها، الأمر الذي ‏أسهم بانقطاع عدد من الأدوية والمستلزمات الطبية.‏

وبدأ حسن جولته مساء الاثنين، وانتشرت صور لصناديق مقفلة من الأدوية. وأعلن أمس عن ‏‏"توقيف أصحاب مستودع (في ساحل الشوف في جنوب بيروت) ومصادرة الأدوية لصالح ‏وزارة الصحة لتوزع مجاناً على المرضى"، لافتاً إلى "إلزام مستودع آخر في العاقبية (ساحل ‏الزهراني في الجنوب) ببيع مخزونه المدعوم للعموم"، كما أشار إلى إلزام ثلاثة مستودعات في ‏منطقة جدرا في جبل لبنان ببيع مخزونها المدعوم للصيدليات وتحويل أصحابها للقضاء ‏المختص".‏

وواصل حسن حملته، إذ كشف على مستودع للأدوية في النبطية (جنوب)، حيث عثر على ‏كميات كبيرة من الأدوية المخزنة من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم، رغم ‏أن المستودع اشتراها في وقت سابق على أساس سعر الدولار المدعوم بـ1500 ليرة لبنانية، ‏بالإضافة إلى كميات أخرى من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة.‏

وقال حسن: "إن عقلاً مافيوياً إجرامياً يتحكم بالمحتكرين والانتهازيين"، وأكد أن "ما يتم العثور ‏عليه في مستودعات الأدوية المحتكرة، هو صيد ثمين وفضيحة مدوية، خصوصاً أن الأماكن ‏التي يتم كشفها غير مجهزة بظروف التخزين الفضلى لحفظ فاعلية الأدوية". وأكد توقيف ‏محتكرين، مشدداً على "وجوب توقيف كل المرتكبين وفتح مؤسساتهم للبيع لعموم الناس".‏

وأثارت صور المستودعات التي داهمتها الوزارة، سخطاً كبيراً على المحتكرين. ورأى مستشار ‏رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، أن "تخزين الأدوية هو نسخة متقدمة عن ‏الاحتكار، إنه الإجرام بعينه"، مضيفاً "آن الأوان أن يحاسب القضاء جميع المتورطين، ويزجهم ‏في السجون. كفى تردداً من قبل بعض القضاة والقضاء".‏



الشرق الأوسط

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 آب 2021 09:18