27 آب 2021 | 07:52

أخبار لبنان

الثالث عشر كما قبلَه وبعدَه… لا حكومة‎!‎

الثالث عشر كما قبلَه وبعدَه… لا حكومة‎!‎

كتبت صحيفة "النهار" تقول: لم يكن ينقص المسار الغامض لتأليف الحكومة سوى ‏صمت الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عقب اللقاء الـ 13 بينه وبين رئيس الجمهورية ‏ميشال عون امس في قصر بعبدا، حتى اطلق موجة جديدة من التخبط مقترنة بـ ‏‏"التبصير" اليومي حول ما يمكن ان ينتهي اليه هذا المسلسل الرتيب الممل الذي ‏يدور في حلقة مفرغة. فعلى رغم التسريبات التي حاولت معاكسة الانطباعات التي ‏أعقبت خروج ميقاتي من مكتب رئيس الجمهورية متجهماً وعدم إدلائه بتصريحه ‏المعتاد امام الصحافيين المعتمدين في قصر بعبدا، بدا من الواضح تماما ان نمط ‏‏"الجرجرة" و"علك" الوقت واستهلاكه واستنزافه لا يزال يحكم مسار هذا ‏الاستحقاق وان شهراً وأياماً عدة منذ تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، بعد اعتذار ‏الرئيس سعد الحريري، لم تبدل حرفاً في دستور التعطيل والاشتراطات المانعة لأي ‏ولادة حكومية ما لم تكن ملائمة وجانحة لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي‎.‎

واذا كان بعض الحريصين على إكمال ميقاتي مهمته وعدم استعجاله الاعتذار ‏السريع في نهاية المطاف راحوا يخففون من دلالات الوقت السريع الذي استغرقه ‏اللقاء بين عون وميقاتي، ومن ثم عدم إدلاء ميقاتي بتصريح بعد اللقاء، فان ذلك لم ‏يحجب تداعيات القلق الدولي الذي عاد الى البروز بقوة امس من خلال موقفين ‏خارجيين مهمين للغاية. الأول برز مع رسالة عاجلة من الاتحاد الأوروبي الى ‏رئيسي الجمهورية والمجلس والرئيس المكلف تستعجل تاليف الحكومة وتعرض ‏إمكانات الدعم الأوروبي العاجل للبنان حال تشكيل الحكومة. والثاني من خلال ‏موقف جديد للامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يستعجل بدوره تأليف ‏الحكومة، الامر الذي رسم علامات قلق واسعة لجهة تزامن هذين الموقفين مع ‏الإخفاق المتواصل في الأيام الأخيرة في اعلان الولادة الحكومة بعد تقارير كانت ‏كما يبدو قد تركت انطباعات مشجعة لدى المجتمع الدولي. واذا كانت المعلومات ‏المتوافرة عن اللقاء الثالث عشر عكست استمرار دوامة التباينات حول عدد من ‏الحقائب الوزارية والاسماء المطروحة لها، فيبدو ان ثمة عاملاً أضفى لمسات ‏إضافية من التوتر على المشهد السياسي في ظل التطور القضائي الذي برز امس ‏مع اصدار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار مذكرة ‏احضار في حق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، الامر الذي ردّ عليه ‏رؤساء الحكومات السابقون بحدة رافضين "إهانة" موقع رئاسة الحكومة ومحذرين ‏من استهداف الطائف من خلال استهداف رئاسة الحكومة‎.‎

اللقاء الثالث عشر

وكان الرئيس ميقاتي رفض التحدث بعد اللقاء في بعبدا مكتفيا بالقول: "إن شاء الله ‏خيرا". ورداً على سؤال عمّا إذا قدّم مسوّدة حكومية، قال ممازحاً: المسوّدة سوداء ‏‏"حدا بيقدّم شي أسود"؟

وأفادت معلومات "النهار" أنّ اللقاء كان سلبياً واتسم بالدوران في حلقة مفرغة ‏حول عدد من الأسماء والحقائب الذين لم يتم التوصل الى توافق في شأنها‎.‎

وأكدت مصادر متابعة للملف الحكومي أنّه "تم تقديم أسماء بديلة للوزارات التي ‏تدور إشكالية حولها من قبل الرئيسين لتقريب وجهات النظر، مع المحافظة على ‏توزيع الحقائب الطائفي، إلّا إذا استوجب تعديل الأسماء تعديلاً بالتوزيع الطائفي ‏للحقائب‎".‎

وأفادت المصادر عن احتمال عقد لقاء اليوم بين الرئيسين عون وميقاتي من دون ‏تأكيده‎ .‎

وعن توزيع الحقائب، أكدت المصادر أنّ توزيع بعض الحقائب على الأطراف ليس ‏ثابتاً بعد، مع إعطاء وزيرين موارنة لسليمان فرنجية حتى الساعة، في حين لم ‏تُحدَّد بعد ما هي الحقائب بشكل نهائي . كما لفتت إلى أنّ هناك خلافا في التشكيلة ‏الحكومية، حول وزارات العدل، الداخلية، نائب رئيس الحكومة، الشؤون ‏الاجتماعية والاقتصاد مؤكدة أنّ الرئيسين سيعملان لاستكمال جمع المعلومات عن ‏الأسماء المطروحة‎.‎

رسالة أوروبية عاجلة

وفي تحرك أوروبي لافت سبق اللقاء الثالث عشر للرئيسين، اعلن سفير الإتحاد ‏الأوروبي في لبنان رالف طرّاف بعد لقائه رئيس الجمهورية أنه "بالإمكان الاعتماد ‏على الاتحاد الاوروبي في هذا الوقت الصعب ولكن على المسؤولين اللبنانيين تحمّل ‏مسؤوليّاتهم "ما عاد في وقت". وقال طراف من بعبدا "منذ بدء الأزمة في لبنان ‏عرفنا أنّه يجب المساعدة للتعامل مع هذه الأزمة ونؤمن أنّ لبنان بحاجة إلى الدعم ‏ونأمل أن يكون موقتاً وسنقوم بكل ما يلزم‎".‎

ونقل طراف الموقف نفسه ضمن رسالة الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري من ‏الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الوزير ‏جوزيب بوريل حول الانفجار الذي حصل في عكار وقد تضمنت بالاضافة الى ‏التعزية والمواساة تأكيده" أن لبنان في حالة كسوف والأخطار الاجتماعية والأمنية ‏تتصاعد يومياً ومخاطر فلتان الامور من عقالها وبالتالي تشكيل حكومة بات أكثر ‏من ضرورة ولمصلحة الشعب اللبناني وبإمكان لبنان الاعتماد على مساعدة الاتحاد ‏الاوروبي في معالجة أموره‎".‎

وبدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس "كل القادة السياسيين في ‏لبنان الى تشكيل حكومة فاعلة بشكل عاجل". وشدد في بيان أصدره المتحدث ‏باسمه ستيفان دوجاريك، على "ضرورة أن تتمكن هكذا حكومة من تقديم الإغاثة ‏الفورية وكفالة العدالة والمساءلة لشعب لبنان وقيادة مسار إصلاح طموح وهادف، ‏لاستئناف الخدمات الأساسية واستعادة الاستقرار، وتعزيز التنمية المستدامة وبث ‏الأمل في مستقبل أفضل". واعرب عن "قلقه العميق إزاء تدهور الوضع الاجتماعي ‏والاقتصادي السريع في لبنان". ولفت إلى ان "الشعب اللبناني يعاني كل يوم من ‏تضخم مفرط ونقص حاد في الوقود والكهرباء والأدوية وحتى من عدم توافر المياه ‏النظيفة‎".‎

‎"‎احضار"دياب ..والتداعيات

في غضون ذلك برز التطور القضائي في ملف انفجار مرفأ بيروت اذ اصدر ‏المحقق العدلي مذكرة إحضار في حق الرئيس حسان دياب وحدد جلسة للإستماع ‏اليه في 20 أيلول المقبل بعدما امتنع دياب عن المثول أمام البيطار بعد استدعائه ‏كمدعى عليه في ملف المرفأ فأصدر البيطار مذكرة إحضار في حقه‎.‎

واثار اجراء البيطار موقفاً غاضباً وحاداً لدى الرؤساء ميقاتي وسعد الحريري ‏وفؤاد السنيورة وتمام سلام الذين اصدروا بيانا مشتركاً، وقعه ايضا ميقاتي، حذروا ‏فيه من انه "لم يسبق ان سُجِّل في تاريخ لبنان اصدار ورقة إحضار بحق رئيس ‏الحكومة اللبنانية على صورة الإحضار الذي خطه المحقق العدلي بجريمة تفجير ‏المرفأ القاضي طارق البيطار. وهذه السابقة خطيرة بكل الأبعاد السياسية والوطنية ‏والدستورية، وتنم عن إجراء غير بريء يتسلق القانون وغضب اهالي الضحايا ‏بالجريمة المدوية، لينال من موقع رئاسة الحكومة دون سواها من المواقع العليا في ‏الدولة اللبنانية التي يشار اليها نهاراً جهاراً بمسؤولية وقوع هذه الجريمة‎".‎

وذكروا باعتراف رئيس الجمهورية بعلمه بوجود نيترات الامونيوم مشيرين الى ان ‏‏" فخامته تقاعس وامتنع عن القيام بأي عمل ذي قيمة عملية للحؤول دون حصول ‏تلك الكارثة الإنسانية والاقتصادية والعمرانية التي حلت بلبنان. وهذا ما يعني ‏وجوب ان ترفع الحصانة كذلك عن رئيس الجمهورية في ما خص هذه الجريمة ‏الخطيرة التي اصابت لبنان وبالتالي وعندها يتحرر المحقق العدلي من نصوص لا ‏تعطيه حقوقاً قانونية ودستورية في محاكمة الرؤساء وسواهم‎ "‎‏.‏

واعتبروا ان اجراء المحقق العدلي " محفوف بالشبهات السياسية، لأنه يتقاطع مع ‏محاولات لم تتوقف من سنوات للانقلاب على اتفاق الطائف وكسر هيبة رئاسة ‏الحكومة وتطويق مكانتها في النظام السياسي، وهي أفعال تشهد عليها الممارسات ‏القائمة منذ عامين لتعطيل تشكيل الحكومات وتطويق الصلاحيات الدستورية ‏للرؤساء المكلفين"‏‎.‎




النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 آب 2021 07:52