كتب عوني الكعكي:
عيب والله عيب وألف عيب يا فخامة الرئيس، أن ترضى بالاعتداء بهذه الطريقة التي أقل ما يُقال إنّ فيها قلّة أدب وقلّة تهذيب، ولا يمكن أن تصدر عن قاضٍ يحترم نفسه ويعرف القانون جيداً ضد رئيس حكومة.
فخامة الرئيس، نحن نعلم انك تكره «الطائف»، وأنك منذ عام 1990 وأنت تحاول محاربة هذا الاتفاق، لكن هذا لا يسمح لك أن تعتدي على كرامة اللبنانيين.
إنّ رئيس الحكومة هو رئيس «مثلك مثله» لا يقل عنك شأناً، بل العكس تماماً فهو استاذ جامعي كبير في أهم جامعة في لبنان هي الجامعة الاميركية، ويكفي أنه قَبِل بترؤس حكومة في عهد فيه رئيسان -على حد قول دولة الرئيس نبيه بري-. إنّ قبوله هذه المهمة كانت تضحية كبيرة منه وسط مغامرة مجهولة النتائج.
نحن نعلم يا فخامة الرئيس أنك عندما كنت صغيراً عانيت من أمراض مختلفة، وأدخلوك الى مستشفيات عدّة وعولجت ولكن يبدو أن المرض كان أقوى من المعالجة..
لبنان يتميّز عن باقي الدول وبالأخص عن إسرائيل، بالعيش المشترك، فكما قال صائب بك «لبنان لا يعيش ولا يطير إلاّ بجناحيه». ما يغضب إسرائيل كيف أنّ المسيحيين والمسلمين يعيشون معاً، فلماذا تريد الاعتداء على هذه الصيغة، وهل تظن أنّ بإمكانك أن تلغي هذه القاعدة؟
المطلوب ان يجتمع كل الزعماء اللبنانيين في المجلس النيابي اليوم وأن يصدروا قراراً بعزل رئيس الجمهورية، لأنّ ما حصل لا يمكن أن يحصل لو كان هناك رئيس يحترم القانون، لذلك يجب تنحيتك...
وعندما قرأنا أمس أيضاً أنّ القاضية المميزة وصاحبة الضمير المعجب بالتيار العوني، بالرغم من أنّ العونيين لم يتقدموا و»يطلبون يدها»، لكنها وفيّة لعائلة عون المحترمة ولصهر فخامة الرئيس، عندما قرأنا الخبر وعلمنا أنها أصدرت مذكرة بحث وتحرٍ بحق حاكم مصرف لبنان سعادة الاستاذ رياض سلامة دهشنا حقاً بالرغم من أنّ أعلى سلطة قضائية وهو مدّعي عام التمييز كان قد جمّد القاضية عون ومنعها من مزاولة عملها، لكنها مدعومة من المرجعية المسؤولة عن الجمهورية اللبنانية، لذا فهي لم تنفذ قرار التجميد، ما اضطر المدعي العام الى إصدار التعليمات الى جميع الأجهزة بعدم الرد على القاضية المجمّدة لكن الحاكم «قرقوش» الذي لا يعلم أين هو ولا يعلم أيضاً ما هو القانون، وما هو الدستور، سُرّ من القاضية المميزة طبعاً (بـ...) لأنها تنتقم من حاكم مصرف لبنان لأنه مرشح قويّ جداً لرئاسة الجمهورية، وبما أنّ الظروف الصحيّة لفخامته قد لا تسمح له بالتوريث فإنّه يعتقد أنه بأعماله البهلوانية، ربما يستطيع أن يحجز مكاناً ما لصهره العزيز.
والأنكى أنّ كل المحاولات الفاشلة لتشويه سمعة الحاكم وكل الاتهامات والحملات المغرضة فشلت وبقي الحاكم صامداً كجبل الارز، ويكفيه ما أعطاه اياه المجلس النيابي، وبالأخص رئيس المجلس من صفعة جديدة لرئيس الجمهورية يوم أرسل رسالة للمجلس يشكو فيها الحاكم متهماً إياه بأنه لا يريد إعطاءه الدولارات المتبقية في المصرف، والتي هي ملك المواطنين، لكن فخامته يريد أن يدعم البنزين، ويدعم صهره الذي يحصل على نصف قيمة الدعم مع شركائه نتيجة بيع المحروقات.
طبعاً وإن نسينا لا يمكن أن ننسى الحملة القائمة والدائمة على قائد الجيش العماد جوزيف عون رجل المهمات المستحيلة الذي جاء من جرود عرسال بينما كان يحارب الارهاب والذي تمكّن من اقتلاعه من جبال لبنان في تلك المنطقة المتداخلة مع سوريا.
بالأمس ذهب القائد الى فرنسا واستقبله رئيسها في الإليزيه وبالأمس أيضاً ذهب الى قطر وقوبل بحفاوة بالغة.
كلّ هذا يؤكد أنّ طموح فخامته بتعبيد الطريق أمام صهره الذي سقط في الانتخابات النيابية مرتين، والذي فشل في وزارة الاتصالات، كما فشل في وزارة الطاقة حين وعد بـ(24/24) لكنه دمّر هذا القطاع وهو تسبّب في دين مع الفوائد وصل الى 65 مليار دولار... وأمّا التحفة «الفنية» فكانت وزارة الخارجية حيث عَيّـن موظفاً مسكيناً متخصصاً بـ»صب» القهوة والشاي ولا يملك أية شهادة لا جامعية ولا ابتدائية مدير مكتب في الخارجية يستقبل ويودّع ويحدد المواعيد للسفراء والوزراء الضيوف من دول العالم، وبفضل هذا الموظف صار لبنان معزولاً.
أما الذي عُيّـن قنصلاً في كندا فقد استغرق الوقت ستة أشهر مع واسطة لتعيينه ونتساءل: كيف عيّـن سفيراً بالادارة؟ بالتأكيد بسبب انتمائه للتيار العوني.. والمفاجأة الكبرى استقالة وزير الخارجية الذي يحترم نفسه لأنه رأى بعينيه كيف دمّر جبران وزارة الخارجية و»بهدلها».
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.