30 آب 2021 | 23:54

أخبار لبنان

بدعم من نائبيها الحريري وسعد.. بلدية صيدا تنظم عمل المحطات: البنزين لكل مواطن دون إذلال!

بدعوة من رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، عقد في القصر البلدي إجتماع مع أصحاب محطات الوقود في مدينة صيدا، بهدف تنظيم عملها بما يسهل حصول المواطنين والمقيمين في المدينة على مادة البنزين.

شارك في الاجتماع نائبا صيدا السيدة بهية الحريري والدكتور أسامة سعد، وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد غسان شمس الدين بحضور ممثلين عن الأجهزة الأمنية " الأمن العام – أمن الدولة – شعبة المعلومات" ، واعضاء لجنة شفافية وعدالة توزيع المازوت في صيدا ، ونائب رئيس البلدية إبراهيم البساط وعدد من اعضاء المجلس البلدي ، وقيادة الشرطة البلدية .

جرى خلال الاجتماع البحث بتداعيات أزمة البنزين، والإشكالات والتجاوزات التي تشهدها بعض محطات الوقود والتي تحول دون تمكن المواطنين وأبناء المدينة من الوصول إلى المحطات بكرامة ودون إذلال .

وتم التداول في أسباب الأزمة وكميات المحروقات (بنزين ومازوت ) التي تصل الى المدينة في ظل عدم كفايتها وكيفية زيادة هذه الكميات. فضلا عن إمكانية تخصيص محطات لأبناء المدينة والقاطنين فيها، ومحطات للعموم وتنظيم عملية الحصول على البنزين ، وتوفير الحماية الأمنية للمحطات كي تتمكن من العمل بأجواء هادئة وتعود المحطات المقفلة لتستأنف عملها من جديد بما يخفف من الضغط والطوابير الطويلة أمام المحطات العاملة.

السعودي

إستهل اللقاء بترحيب من المهندس السعودي الذي قال : نحن باسم بلدية صيدا نرحب بكم جميعا وموضوعنا مهم جدا للجميع خاصة لاصحاب محطات الوقود لانهم تأذوا كثيرا، هناك بعض المحطات تعرضت للتكسير وضرر مادي . والهدف من الاجتماع التباحث ليكون التوزيع عادلا في المدينة خاصة لاهالي المدينة الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المحطة لتعبئة البنزين حيث نواجه أزمة صعبة تحتاج لتعاون الجميع ، وقد وصلت تداعياتها حتى لسيارات دفن الموتى بسبب صعوبة الوصول إلى المحطات حيث الطوابير الطويلة الممتدة لمئات الأمتار ولأيام متتالية. واليوم كان لقاء في سراي صيدا لمجلس الأمن الفرعي حيث تم تناول الموضوع واوضاع محطات الوقود وما تشهده من إشكالات مختلفة .

النائب سعد

ثم تحدث النائب سعد الذي إستهل كلمته بالقول" نحن امام ازمة كبيرة ولا نستطيع ان نستمر هكذا بهذه الاوضاع المزرية التي نعيشها واهانة الكرامات للناس من ابناء المدينة والمقيمين فيها ، حتى الذين لديهم اشغال ويقصدون المدينة تنتهك كراماتهم والبلد والمحطات بشكل خاص محكومة للشبيحة وللزعران والسماسرة ولتجار السوق السوداء".

وتابع " هذه المدينة اهلها وناسها دفعوا دما ليحفظوا كرامتها وليس ليأتي "كم شبيح"  ليمارس تشبيحاته وللأسف ، وإسمحوا لي، وبحضور اجهزة الدولة كافة حتى الجيش . لا يجوز استمرار هذا المشهد ونحن جالسون نتفرج ، والاجهزة الامنية المدنية والقضائية غائبة عن الوضع، وبعض الاحيان عناصر منها تشارك بحماية هؤلاء الشبيحة والزعران.. وهم معروفون لكل الاجهزة الامنية والعسكرية . هؤلاء يجب ان يتم ضبهم؟ .. وأصحاب السوق السوداء ايضا معروفين ولم يتخذ اي اجراء بحقهم !".

واضاف" اذا كنتم لا تريدون التحرك كأجهزة دولة مدنية عسكرية وأمنية وقضائية فلنتشاور ونرى ماذا سنفعل. فهل المطلوب ان نذهب للأمن الذاتي .. هذه السلطة التي دمرت البلد واوصلته لكل هذه الانهيارات هل تدفعه باتجاه الفوضى باتجاه مزيد من الانهيار والياس والاحباط  على قاعدة " نحن سنظل نحكمكم او اذهبوا الى الفوضى"ّ!. لا لن نقبل بهذا الامر".

وتابع " لقد وضعنا تصورا لخطة في هذا الإجتماع ، هذه الخطة تحتاج لتعاون الجميع  لكي نخرج اهلنا من هذه الماساة التي نعيشها وحتى لا نذهب للاصعب، لأننا نشاهد ماذا يجري في العديد من المناطق اللبنانيه. هل المطلوب ان نصل لهذا في صيدا ، ولكن هنا في صيدا تداعيات الوضع ستكون أصعب ونتائجه ستكون مضاعفة عن أي حادث في مكان آخر وهنا يجب أن نتحمل المسؤولية جميعا".

وشكر  سعد لرئيس البلدية لدعوته على الدعوة لهذا الاجتماع للخروج بمقررات او باجراءات، معربا عن أمله بأن يتم التسريع بالإجراءات التي ستتخذها البلدية قدر الامكان. وقال"  توجد بلدية وشرطة بلدية وهناك أيضا متطوعون كثر من ابناء المدينة ولديهم الشفافية والإخلاص وانتماء وطني لهذه المدينة ولكل لبنان، وهم مستعدون للمساهمة والقيام بما هو مطلوب لتنظيم قطاع المحروقات وإيجاد حلول عاجلة".

كما طالب سعد بأن " تضع البلدية يدها على كميات المازوت التي تأتي من منشآت الزهراني ومن الشركات " ، مشيرا إلى أنه "هناك كميات مازوت تأتي للمدينة أكثر من التي يتم توزيعها عبر البلدية ولا أحد يعرف كيف يتم التصرف بها". وشدد على أن  "المازوت كما البنزين مدعومين من المال العام أي من الشعب، فهذا مال الناس ولا يستطيع أحد التصرف به كما يريد".

وختم داعيا لـ"فتح كافة المحطات المقفلة في المدينة وتوفير الحماية الأمنية لها ومكافحة "الشبيحة" كي نخفف من معاناة أهلنا في صيدا ونتعاون جميعا في هذا المجال" .

الحريري

ثم تحدثت النائب الحريري فتوجهت بالشكر لرئيس البلدية المهندس محمد السعودي على هذه الدعوة مؤكدة أنه لا بديل عن العمل التشاركي. وقالت" نحن جئنا الى هنا لأننا نعتبر البلدية هي الحاضنة لكل المقيمين على ارضها مع الاتحاد طبعا مع كل الانتشار فيه .اكيد انتم تابعتم خلال هذه الفترة أصوات المواطنين التي تصاعدت مطالبة باعتماد آلية في صيدا كتلك التي تعتمد في أي قرية حولها بأن تخصص محطات وقود لأبناء المدينة .وما اود قوله والتأكيد عليه ان صيدا طوال عمرها مدينة منفتحة تحضن كل الناس ، لدينا أبناء المدينة والمقيمون فيها والذين يعملون فيها ولدينا مخيم بحجم المدينة سكانياً . واي نوع ترتيب لموضوع محطات الوقود يجب ان يأخذ بعين الاعتبار كل هذه المكونات" .

واضافت" طبعا لغاية شهر تموز وقبله سنة للوراء ، كانت الأزمة محتملة ، واشتغلنا على ان تأخذ صيدا المازوت المدعوم من منشآت الزهراني .لكن في شهر اب بدأت الأزمة تظهر اكثر ، والكل يعرف ان كمية المازوت التي تأتي الى المدينة هي اقل بكثير من حاجتها . وعندما شكلت خلية الأزمة ( لجنة شفافية وعدالة توزيع المازت) بمبادرة من الريس محمد السعودي وبدأت توزع بعدالة للمشتركين ، هذا الأمر أراح الجميع" .

وتابعت الحريري " اود ان أقول امراً أساسياً : نحن مؤمنون بالدولة وانا من الأشخاص مؤمنة بالدولة وبأجهزتها ولكن كل جهاز لوحده لا يستطيع ان يشتغل .. بينما بالتأكيد أجهزة الدولة مجتمعة تستطيع ان تصل الى حل ".

وقالت "اما في ما يخص أصحاب المحطات ، نحن نعرف كم لدينا محطات في صيدا ومحيطها ، ولا يجوز ان يكون الحمل مقتصراً على موزعين او ثلاثة بينما يأخذ الباقون حصصهم "برانية " ويصرفوها "برانية " وهذا الأمر ليس سراً ".

واضافت" منذ ان بدأت بعملي بالشأن العام منذ العام 1976 الى اليوم ، لديّ همّ واحد هو حفظ كرامة الناس وحق الناس ، حقهم في المازوت وفي البنزين وفي الدواء وفي اللقاح وفي كل شيء .. نحن نسهل الأمور لتصل للناس حقوقهم ولا نمنن أحداً لأن هذه واجباتنا تجاههم، وواجبنا ان تتضافر جهودنا جميعاً معاً ".

وتابعت " اليوم عقد اجتماع لمجلس الأمن الفرعي وانا أرسلت الى سعادة المحافظ كي يساعدنا ، لأن هناك قرارات ستتخذ تحتاج لسلطة أعلى .نعم بالإمكان فتح المحطات . واعرف انه يمكن ان تفتح كلها اذا تأمنت أمنياً . فدعونا نقول ما هي الخطوات التي يمكن ان نقوم بها :

- فتح جميع المحطات .

- ابعاد "الشبيحة " عن المحطات . واعتقد ان الأجهزة مع بعضها اذا طلبنا منها ذلك ستلبي وتستطيع ابعاد " الشبيحة " عن المحطات .

- واكثر من ذلك أقول : لماذا تقف ألف سيارة على المحطة .. ولماذا السيارات تبيّت على المحطة. لدينا مفرزة السير تعرف كل محطة كم فيها ويمكن ان تمنع أي فوضى او تهافت او تزاحم او دخول بعكس السير او غير ذلك .. اذا قررنا نستطيع .

- في منطقة شرق صيدا او من أي جهة أخرى حيث الناس منتشرين هناك محطات وقود . اذا تعاونت البلديات واعطت نوعاً من البطاقات للناس المقيمين فيها ، فانها تخفف على الأقل 15 ألف سيارة .

وقالت الحريري " اننا مسؤولون ولم نأت لننظّر على احد ولا نحكي كلاماً لا يطبق . هذه المدينة لا تسمح لأحد ان يهدر كرامتها . كلنا سوياً يجب ان نتعاون واذا لزم الأمر لمتطوعين من الشباب الاوادم والكفوءين لا اعتقد أحداً يقصر .هناك تجربة نفذت لها علاقة بـ" البونات" في بعض المحطات ، يمكن تعميمها على اكثر من محطة وليس صعباً وهذا ممن شأنه ان يسيّر أمور الناس. طالما هناك إرادة مجتمعية لتنظيم هذا القطاع ، لا اعتقد ان هناك قوة تقف بوجه تنظيمه . وطبعاً ان شاء الله الأجهزة تقوم بواجبها. وانا اقترح ان نذهب الى التطبيق العملي بطريقة ما ، والقرارات التي ستتخذ اليوم سنسعى لمتابعتها وتطبيقها. وان شاء الله هذه الأزمة تزول".

واضافت " كلكم تابعتم المؤتمر الذي عقد في العراق . النفط العراقي آت الى لبنان عن طريق الامارات ، وغيره .. ولا اعتقد ان أياً من دول الجوار الشقيقة التي لديها نفط ستقصر تجاه لبنان .. لكن هذه ازمة ، يجب ان نتعاون كلنا سوياً لنجد حلولاً لها .. وطبيعي حق الناس ان تستفيد من المدعوم .أتمنى ان ننتقل الى الخطوات العملية واكيد نحن حاضرون لنتابع ونساعد".

العميد شمس الدين

ثم كانت كلمة للعميد شمس الدين الذي أكد أن " قيادة قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية لديها صورة واضحة عما يجري من تجاوزات وظاهرة "الشبيحة" وهي غير مقبولة وأنه سيتم التعامل معها بحزم كي تتمكن المحطات من القيام بما هو ملقى على عاتقها . ولفت إلى أن إجتماع مجلس الأمن الفرعي تطرق لهذه التجاوزات والإشكالات ، كما تطرق لوضع المحطات المقفلة والتي قال انها يجب أن تفتح وان قوى الأمن ستعمل على توفير الحماية الأمنية للمحطات والناس بحيث يتمكنوا من الحصول على البنزين بنظام وهدوء" .

كما داخل عدد من أصحاب المحطات الذين أشاروا إلى أن الكميات المسلمة من المحروقات إن كانت بنزين أم مازوت لا تكفي حاجة السوق، فضلا عن عدم توفر الحماية الأمنية الحازمة وعدم منع الشبيحة ، والإعتداءات التي شهدتها محطات دفعت أصحابها للإقفال خوفا من حصول ما هو أسوأ .

مداولات

بعد ذلك جرت مداولات حول كيفية معالجة تداعيات أزمة البنزين ومكافحة ظاهرة "الشبيحة " وأيضا وصول حصة صيدا إلى محطات المدينة والعمل على زيادتها لتكفي حاجات إستهلاك المواطنين فيها دون اذلال لهم ..على ان يتم الإعلان عن مقررات اللقاء لاحقا.


رأفت نعيم












يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 آب 2021 23:54