22 أيلول 2021 | 08:54

أخبار لبنان

لقاء "العرّاب" ماكرون أولى محطات ميقاتي

كتبت صحيفة "النهار" تقول: غداة نيل الحكومة الثقة وبدء مداومة رئيسها نجيب ‏ميقاتي في السرايا بادئاً لقاءات ديبلوماسية مع سفراء كل من الولايات المحتدة ‏وفرنسا والأردن، أدرج قصر الاليزيه على جدول اعمال الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون ولقاءاته ليوم الجمعة المقبل الزيارة الأولى لميقاتي رئيسا للحكومة اللبنانية ‏الجديدة التي وضعت فرنسا ثقلها المعنوي والديبلوماسي والسياسي منذ أكثر من 13 ‏شهراً لتشكيلها. ومع ان الحكومة الميقاتية لم تأت مطابقة إلى حدود كبيرة للمبادرة ‏الفرنسية الشهيرة، فان باريس باستقبالها ميقاتي في اول محطة خارجية له ستؤكد ‏رعايتها المباشرة القوية لهذه الحكومة وتنظر اليها على انها تتويج لجهودها ‏وضغوطها التي لم تتوقف منذ قيام الرئيس ماكرون بزيارتين لبيروت في السنة ‏الماضية.‏

وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان رئاسة الجمهورية الفرنسية أعلنت في ‏البرنامج الاسبوعي للرئيس ايمانويل ماكرون نهار الجمعة في 24 ايلول الساعة ‏الاولى بعد الظهر عن غداء عمل بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء اللبناني ‏نجيب ميقاتي. وكون زيارة رئيس الوزراء اللبناني لباريس تشكل اول زيارة ‏خارجية فلها دلالات حول الدور الذي يعول عليه ميقاتي للديبلوماسية الفرنسية ‏لتسهيل مهمته خارجياً، بعدما ساهم الرئيس ماكرون في تسهيل عملية تشكيل ‏الحكومة اللبنانية الجديدة محلياً وخارجياً. وقد تلعب باريس دوراً مهماً لتأمين ‏المساعدات الدولية للبنان وهو بحاجة ماسة لهذه المساعدات المالية والهيكلية. غير ‏ان الرئيس ماكرون سيصارح الرئيس ميقاتي وسيشدّد امامه على ان المساعدات ‏مرهونة بالاصلاحات وليس هناك "شيك على بياض" للحكومة التي يتوجب عليها ‏القيام بهذه الاصلاحات وفق خريطة الطريق الفرنسية التي تعول على اعادة ‏الاتصال للتفاوض مع صندوق النقد الدولي لتامين الخطة المالية، والقيام بالتحقيق ‏الجنائي في مصرف لبنان وسائر الادارات واعادة هيكلة القطاع المصرفي. كما ‏وسيشدد الرئيس الفرنسي من ضمن الخطة الاصلاحية على تشكيل الهيئات الناظمة ‏خصوصا بالنسبة إلى الطاقة والاتصالات، وعلى استقلالية القضاء. كما ان الدعوة ‏إلى اجراء الانتخابات النيابية ستكون في صلب مباحثاتهما لتعويل فرنسا على دور ‏هذه الانتخابات التي قد تقود إلى تغيير بعض الطبقة السياسية.‏

وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي انه سيقوم يوم الخميس بزيارة عمل لفرنسا ‏ومن المقرر ان يستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الجمعة.‏

الملف الحدودي والخطة المالية

وفيما لن تعقد هذا الاسبوع جلسة لمجلس الوزراء، شكّل ملف ترسيم الحدود ‏الجنوبية مع إسرائيل موضع اهتمام أمس بحيث اجتمع الرئيسان ميشال عون ‏ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب في بعبدا بمبادرة من عون للتشاور ‏في اكثر الملفات اهمية، فتناولوا التطورات التي نشأت بعدما اقدمت اسرائيل على ‏تكليف شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في ‏المنطقة المتنازع عليها. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الاسرائيلية ‏والاجراءات التي سيتخذها لبنان عطفاً على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص ‏إلى الأمم المتحدة.‏

وقالت المصادر المعنية ان رئيس الجمهورية يسعى لبلورة موقف وطني موحد ‏يشكل سنداً للمفاوض اللبناني في عملية ترسيم الحدود وتثبيت الحقوق البحرية، ‏وقالت ان الاجتماع امس استعرض مسار الملف ومراحله منذ انطلق ابان ترؤس ‏الرئيس ميقاتي الحكومة سابقاً، وان أجواء الاجتماع كانت إيجابية وتخلله تشاور مع ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل مناخ من التعاون والتكامل والتنسيق بين ‏القوى السياسية "على رغم ان الملف هذا من صلاحية رئيس الجمهورية باعتباره ‏تفاوضيا مع الخارج، بيد ان الرئيس عون وسّع مروحة التشاور لضمان السند ‏القوي للمفاوض".‏‎ ‎إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى تشكيل اللجنة التي ستفاوض باسم الحكومة صندوقَ النقد ‏الدولي بعد أن أعلن الرئيس ميقاتي ان وجهته الاولى هي الصندوق. وفي غضون ‏ذلك برز موقف لافت لمجموعة من حملة السندات اللبنانية، والتي تشمل بعضا من ‏أكبر صناديق الاستثمار في العالم، حضت فيه الحكومة الجديدة على بدء محادثات ‏لإعادة هيكلة الديون في أقرب وقت ممكن للمساعدة في التعامل مع الأزمة المالية ‏الطاحنة في البلاد. وقالت في بيان "الآمال والتوقعات بأن تعزز الحكومة الجديدة ‏عملية إعادة هيكلة ديون سريعة وشفافة ومنصفة". وأضافت "مثل هذه العملية ‏ستتطلب من الحكومة الانخراط بشكل مجد مع صندوق النقد الدولي ودائني لبنان ‏الدوليين وشركاء القطاع الرسمي". وكان الرئيس ميقاتي رأس اجتماع عمل عصراً ‏ضم وزير المال يوسف خليل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للبحث في ‏خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة إعلانها قريباً، وانضم إلى الاجتماع ‏وزير الطاقة والمياه وليد فياض حيث تم البحث في الية الاعتمادات لتزويد مؤسسة ‏كهرباء لبنان بالفيول.‏

على صعيد المواقف السياسية، برز أمس ردّ لافت لرئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط على حديث اللواء عباس ابراهيم الاعلامي الأخير من دون ‏ان يسميه. وقال جنبلاط: "بئس هذه الأيّام التي تخرج أصوات تنسى تضحيات ‏الرئيس نبيه بري وحكمته وحنكته وتدّعي أن رئاسة المجلس النيابي ليست حكراً ‏لأحد". وأضاف عبر "تويتر": "بئس هذه الأيّام التي يطالب مسؤول أمن المواطن ‏بفتح الطرق أمام شبيحة النظام، بئس هذه الأيّام التي عدنا فيها إلى تعليمات النظام ‏السوري وأحد سفاحيه عنيتُ علي مملوك لبنان".‏

تهديد بيطار!‏

وسط هذه الأجواء، ضجّت الأوساط القانونية والسياسية بخبر التهديد السافر الذي ‏وجهه "حزب الله" إلى المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق ‏بيطار. وطلب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات من بيطار إعداد ‏تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة شفهية وصلته بالواسطة من المسؤول الأمني ‏في "حزب الله" وفيق صفا. وكان الإعلامي ادمون ساسين كشف في تغريدة عبر ‏حسابه الخاص على "تويتر"، ان "حزب الله" بعث برسالة تهديد إلى المحقق العدلي ‏القاضي طارق بيطار. وقال ساسين في تغريدته: "حزب الله عبر وفيق صفا بعث ‏برسالة تهديد إلى القاضي طارق بيطار مفادها: واصلة معنا منك للمنخار، رح ‏نمشي معك للآخر بالمسار القانوني وإذا ما مشي الحال رح نقبعك. فكانت اجابة ‏بيطار: فداه، بيمون كيف ما كانت التطييرة منو".‏

وعلى الأثر نفذ أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، وقفة أمام منزل المحامي العام ‏التمييزي القاضي غسان خوري في زوق مصبح. وقال وليام نون، شقيق الشهيد جو ‏نون: "جئنا نطالب القاضي غسان خوري بالتنحي عن ملف المرفأ بشكل سريع ‏ويللي بدو يحكي باسم النيابة العامة التمييزية المفروض يكون يحكي باسمنا ويدعمنا ‏وما يكون محامي دفاع عن السياسيين والامنيين والقضاة المتهمين من قبل القضاء ‏العدلي".‏

وعن تهديد "حزب الله" للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار، أكد نون "أننا ‏سنكون حراسًا تحت منزل القاضي بيطار بوجه وفيق صفا وغيره من الأحزاب، ‏مؤكدا أن بيطار غير منحاز وغير مسيّس".‏

إلى ذلك، حدد البيطار يوم 30 ايلول الحالي موعداً لاستجواب النائب علي حسن ‏خليل و1 تشرين الأول موعداً لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق. ‏وفي السياق، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري إلى الأمانة العامة ‏لمجلس النواب ورقة الدعوة التي حدد فيها القاضي بيطار مواعيد لإستجواب ‏الوزراء المذكورين كمدعى عليهم في جريمة إنفجار المرفأ. وافيد ان عدداً من ‏الوزراء السابقين بالإضافة إلى الرئيس حسان دياب يعملون على تقديم دعوى أمام ‏محكمة التمييز الجزائية ضدّ القاضي بيطار.‏



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 أيلول 2021 08:54