17 تشرين الأول 2021 | 21:44

عرب وعالم

سيدة البحار تحتضر.. حاملات الطائرات تقترب من نهايتها

حلّت حاملات الطائرات مكان البوارج الحربية باعتبارها أقوى سفينة سيطرة بحرية قبل 75 ‏عاما، لكن فترة سطوتها تبدو قصيرة في عمر التاريخ، وهي تقترب عمليا من نهايتها وفق تقرير ‏إعلامي‎.‎

برزت حاملات الطائرات في معركة ميدواي إبان الحرب العالمية الثانية، التي اندلعت بين القوات ‏الأميركية واليابانية في المحيط الهادئ عام 1942 وجاءت هذه المعركة بعد أشهر على هجوم ‏اليابانيين الشهير على بيرل هاربر‎.‎

ولعبت حاملة الطائرات دورا كبيرا في صد الهجوم الياباني في هذه المعركة، كما أدت حاملات ‏الطائرات الأميركية دورا كبيرا في 5 معارك أخرى في الحرب العالمية كرست مكانة حاملات ‏الطائرات في أعالي البحار‎.‎

ومنذ العام 1945، موعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تنخرط البحرية الأميركية في معارك ‏بحرية‎.‎

لكن حاملات الطائرات أصبحت أداة الولايات المتحدة في مواجهة أعدائها حول العالم، إذ شكلت ‏مدنا عائمة وقواعد انطلاق متحركة يمكن نقلها إلى شتى أرجاء الأرض، حتى أنها وصفت ‏بـ"سلاح أميركا الأقوى‎".‎

وتخدم الآن في البحرية الأميركية 10 حاملات طائرات تجوب بحار العالم ومحيطاته، التي ‏تشكل ثلثي مساحة الكرة الأرضية‎.‎

ولعقود طويلة، ظلت هذه السفن العملاقة وسيلة الولايات المتحدة المفضلة في التعامل مع ‏النزاعات والحروب، بسبب سهولة تحريكها إلى مقربة من بؤر الصراع‎.‎

‎"‎الأمر سيتغير‎"‎

لكن الأمر لن يبقى على ما هو عليه، بحسب تقرير لموقع "ناشونال إنترست" الأميركي المعني ‏بالشؤون الاستراتيجية والعسكرية‎. ‎

فمن الأسباب التي تدفع إلى الإحجام عن الاستثمار في حاملات الطائرات هو التكاليف الهائلة. ‏وعلى سبيل المثال، بلغت تكلفة حاملة الطائرات جورج بوش التي دخلت الخدمة في 2009، ‏نحو 6 مليارات دولار‎.‎

ويجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة على حاملة الطائرات جيرالد فورد التي من المقرر أن ‏تدخل الخدمة في 2022.وتفيد تقديرات بأن حاملات الطائرات هذه كلفت الخزينة الأميركية نحو ‏‏14مليار دولار‎.‎

وليس هذا فحسب، فحاملات الطائرات تشغل ما نسبة 46 في المئة من عناصر البحرية ‏الأميركية، وهذا يضغط كثيرا على ميزانية الجيش الأميركي‎.‎

ويقول مكتب الميزانية والتقييمات الاستراتيجية في "البنتاغون" إن حاملة الطائرات هي أغلى ‏قطعة عسكرية في العالم، مما يجعلها هدفا رئيسيا لعمليات التقشف‎.‎

وبعيدا عن التكاليف المالية، لم تعد حاملات الطائرات في منأى عن الهجمات الصاروخية، بما ‏يجعلها عرضة للأخطار، خاصة مع تطور تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة‎.‎

وتقدم هذه التكنولوجيا سيحرم حاملات الطائرات من الاقتراب من السواحل، كما كانت تفعل ‏لعقود‎.‎

وقدرت ورقة بحثية صدرت قبل سنوات حول مستقبل حاملات الطائرات بأنه في وسع الصين ‏إنتاج 1227 صاروخا بالستيا مضادا للسفن‎.‎

وعلى الرغم من أن صاروخا واحدا لن يكون قادرا على إغراق حاملة طائرات، لكنه على الأقل ‏سيلحق أضرارا كبيرة فيها‎.‎

ومن السيناريوهات المرعبة التي يتوقعها الباحثون الهجوم الصاروخي المكثف على حاملات ‏الطائرات، بما يشل قدرتها على الدفاع والمواجهة‎.‎

ويعتقد الخبراء العسكريون أن تكاليف الصواريخ البالستية التي تطلق في البحر ستنخفض في ‏السنوات المقبلة، مما يعني أنها ستصبح في أيدي دول صغيرة أو حركات مسلحة‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 تشرين الأول 2021 21:44