21 تشرين الأول 2021 | 07:49

أخبار لبنان

مخاوف من "تطورات دراماتيكية" تُهدّد لبنان.. والتحذيرات الدولية تتوالى ‏

مخاوف من

ليس في الإمكان إنكار ما بلغه حال البلد من انقسام أفقي وعامودي حول كلّ شيء، ‏بما لا يترك مجالاً للشك بأنّ هذا البلد، مع المنحى السائد وما يرافقه من تهديدات ‏وعرض عضلات وتحريض ووعيد، يرقى الى مستوى الجريمة، دخل مرحلة هي ‏الأخطر على حاضر اللبنانيين ومستقبلهم. كما ليس في إمكان أيّ من المتسببين بهذا ‏الانقسام، الإغتسال والتطهّر منه، مهما حاولوا ان يتنصلوا من مسؤوليتهم، او ان ‏يتباكوا بدموع ناشفة على البلد وأهله، فيما هم جعلوا كلّ الملفات الداخلية منصّات ‏لخلق سياقات خلافية يصبح فيها اللبناني مذعوراً من أخيه اللبناني، ومتاريس ‏للمناكفات وتصفية للحسابات قبل الاستحقاقات، وسلعاً معروضة للبيع والشراء ‏والمساومات، في بازار الصراع السياسي المفتوح في ما بينهم.‏

هذه الصورة الملبّدة، لا تُرى فقط بعيون اللبنانيين، بل هي محلّ رصدٍ قلقٍ من قبل ‏البعثات الديبلوماسية في لبنان. وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ ‏مشاورات بين عدد من السفراء العرب والأجانب، جرت في الأيام الاخيرة، انتهت ‏الى تقييم خطير جداً للوضع في لبنان، وقد أرسلت تحذيرات بهذا المعنى الى جهات ‏سياسية ورسميّة لبنانية، مع تشديد على دور الجيش اللبناني في حماية الاستقرار ‏الداخلي.‏

وأبلغت مصادر ديبلوماسية عربيّة إلى "الجمهورية" قولها، إنّها "مذهولة من ‏الأحداث الأخيرة. فلبنان في خطر حقيقي، والمسؤولية تقع على المسؤولين ‏السياسيين في رفع الخطر ومنع انزلاق الوضع الى منحدرات غاية في الخطورة، ‏نخشى معها ان يلحق الأذى البالغ بالشعب اللبناني، ويُدَفّع ثمن الصراعات ‏والخلافات السياسيّة".‏

ونُقل في هذا السّياق، عن سفير دولة كبرى قوله: "إنّ الوضع في لبنان يبعث على ‏القلق"، مشيراً الى انّ بلاده تنظر بحزن الى ما سمّاها "المأساة التي يعيشها الشّعب ‏اللبناني"، وتحثّ القادة اللبنانيين "على تجنّب الإخلال باستقرار هذا البلد".‏

واتهم السفير المذكور "حزب الله" بـ"خلق مناخات التوتير"، وقال "انّ بلاده تنظر ‏بريبة شديدة الى محاولة إعاقة مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وهو الامر ‏الذي يجب ان يستمر، وكشف الحقيقة امام الشعب اللبناني".‏

ومن باريس، لفتت مصادر ديبلوماسيّة، انّ ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون في غاية ‏القلق حيال تطوّر الوضع في لبنان، كاشفة أنّ باريس وجّهت رسائل مباشرة الى ‏مرجعيات سياسية في لبنان، تشدّد من خلالها على تغليب منطق التهدئة وعدم ‏التسبّب بما يفاقم الوضع الصّعب الذي يعانيه الشّعب اللبناني.‏

وبحسب المصادر، فإنّ باريس تشدّد على اولوية استمرار التحقيق في انفجار مرفأ ‏بيروت من دون مداخلات او ضغوط، توصلاً الى كشف حقيقة هذه الكارثة ومعاقبة ‏المتورطين فيها. وهي في الوقت نفسه، تعتبر انّ تعطّل الحكومة في لبنان امر يزيد ‏من تفاقم الأزمة، ومن هنا فإنّها تشدّد مجدداً على عودة الحكومة سريعاً الى ‏استئناف مهمتها وانصرافها الى تطبيق برنامج الاصلاحات والمعالجات للأزمة. ‏وباريس كما وعد الرئيس ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي، ستكون الى جانب ‏الحكومة شرط ايفائها بالتزاماتها.‏

وفيما تردّد في اوساط ديبلوماسية عن ارسال باريس موفداً فرنسياً الى بيروت في ‏وقت قريب، لم تنف المصادر الديبلوماسيّة من العاصمة الفرنسيّة هذا الاحتمال، الّا ‏انّها قالت: "قد تكون هذه الفكرة مطروحة، الّا أنّه لا شيء رسمياً يؤكّد ذلك حتى ‏الآن. علماً انّ التواصل لم ينقطع بين باريس وبيروت".‏

وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ في السياق القلق على لبنان، إندرج نقاش بين ‏مسؤول اممي ونواب من لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النوّاب، حيث لم يخف ‏المسؤول المذكور خوفه مما سمّاها "تطورات دراماتيكية" تتهدّد لبنان، إن استمرّ ‏الوضع على ما هو عليه من تأزّم خطير. وقال: "بعد الأحداث الاخيرة التي ‏حصلت، اتصلنا بالقيادات اللبنانيّة وكبار المسؤولين وشدّدنا على ضبط النفس ‏واحتواء ما حصل، وقد لمسنا بوضوح قلق تلك القيادات، وما زلنا ننتظر ان تقوم ‏بوضع ضوابط جدّية تمنع الانهيار، والتي لا تحتمل اي تأخير".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

21 تشرين الأول 2021 07:49