استوقف موكب " استثنائي" اخترق بلدات وقرى شرقي صيدا وساحل جزين المواطنين والمارة فيها ، بما يحمله من رمزية دينية ومقام مقدس لدى أبناء المنطقة ..
شاحنتان مكشوفتان مزودتان برافعتين ، تنقلان على متنهما تمثالين عملاقين يجسدان شخص "يوحنا المعمدان" و"مشهد تعميده للسيد المسيح"، تواكبهما سيارات مدنية وبلدية وعلى وقع ترانيم كنسية، ووجهتهما بلدة كرخا الجزينية ليأخذا مكانهما "التاريخي" ضمن معالم مزار مار يوحنا الأثري الذي يعود تاريخ بنائه الى مطلع القرن الثامن عشر والواقع عند الطرف الشمالي الشرقي للبلدة ، وذلك في اطار استكمال أعمال الترميم والتأهيل التي تجري للموقع ومعالمه ومداخله بمبادرة من ابن البلدة شارل حنا (نجل القنصل الراحل إبراهيم حنا ) وتحت اشراف لجنة الوقف وابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك ، وبطريقة حديثة تجعله يضاهي اهم الأديرة القديمة في العالم وتعزز موقعه على خارطة السياحة الدينية في لبنان تمهيدا لرفعه ايضاً على خارطة السياحة الدينية العالمية على غرار مزار سيدة مغدوشة .
الموكب وصل الى كرخا عن طريق صيدا – جزين مروراً بلبعا وكفرفالوس نظراً لتعذر سلوكه وهم يحمل التمثالين الضخمين المدخل الغربي للبلدة من جهة الأولي بسبب ضيق الطريق المؤدي الى المزار عبر احياء كرخا الداخلية . وكان في استقبال موكب التمثالين " كاهن رعية كرخا الأب وليد الديك ورئيس البلدية جان نخلة ولجنة الوقف ". وتم تثبيت التمثالين في باحة المزار وعلى مقربة من شجرة السنديان المعمرة التي تتوسطها .ويبلغ ارتفاع كل من التمثالين نحو ثمانية امتار ويزن الواحد حوالي الطن ونصف الطن .
المطران حداد
ويقول راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد لـ" مستقبل ويب" ان " مزار مار يوحنا المعمدان في كرخا يعود تاريخ بنائه الى العام 1706 ، والبلدة اساساً كانت في جوار المزار ، وكانت فيه كنيسة الضيعة ولما كبرت البلدة واتسعت عمرانياً انتقلت التلة المحاذية ، وبقيت الكنيسة العتيقة هي كنيسة مزار مار يوحنا المعمدان ، بينما بنيت الكنيسة الجديدة بإسم مار يوحنا الحبيب .وأهمية هذا المزار تكمن في كونه شهد تاريخياً ظواهر عجائبية ، ومنها نقطة الماء التي كانت تنقط من الكنيسة القديمة وتملأ "الجرن " فيها ولم يعرف احد من اين جاءت الماء رغم انهم حفروا من كل الجهات ولم يجدوا شيئاً فاعتبروها مياهاً مباركة ومقدسة وعجائبية وظاهرة غير اعتيادية ..ما اعطى دفعاً للمزار وانتشر خبره وصار مقصداً للمؤمنين وأبناء البلدة ليتضرعوا وينذروا النذورات للشفاء او لمقصد او حاجة . لكن ليس صحيحا ان القديس مار يوحنا المعمدان كان يقيم في المزار " ..
ويضيف " في الوقت الحاضر اصبح مزارا ليس فقط لأهل كرخا بل ذاع صيته خارج البلدة وخارج لبنان ، وحمله أبناء البلدة الذين هاجروا ونشروا قصة " مزار مار يوحنا " في بلاد الاغتراب والعالم . الى ان جاء أخونا شارل حنا واحب ان يرفع المزار الى مستوى تقني عالي ليضاهي اهم المزارات في العالم ، بأعمال ترميم وتأهيل لمداخله وباحته الخارجية وباحاته الداخلية واليوم تم جلب تمثالين لشخص مار يوحنا وهما جزء من معالم المزار ، وبالتالي ليكتمل عنصر التقوى واستقطاب السياحة الدينية اليه بدءا من كل محطات الصلاة ، وكل مرفق من مرافق المزار أصبح مدعاة للصلاة والتضرع والشفاء .. ".
ويشير المطران حداد الى ان "المزار سيتم تدشينه العام المقبل (2022) بين أواخر شهر أيار وبداية حزيران ، وقبل عيد مار يوحنا الذي يصادف في 23 حزيران ، ليتاح للسواح والمهتمين زيارته خلال تلك الفترة. ويقول " نشكر اخينا شارل حنا الذي يقوم بهذه الأعمال ، وهو قام ايضاً بتوسيع وتعبيد طرقات البلدة والطريق المؤدية الى المزار ، وله مشاريع أخرى يتابعها تدريجيا ويعلن عنها كل في حينه وبالتالي يستحق شكرا كبيرا ، وهو بذلك يسير على خطى والده المرحوم القنصل إبراهيم حنا ويعمل بوصيته بأن يهتم بالمزار بعد رحيله وهذه الرغبة حققها له شارل في حياته ويكملها ويتابعها بعد رحيله ".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.