29 تشرين الثاني 2021 | 17:44

أخر الأخبار

تقرير خطير لـ"نيويورك تايمز" يكشف مفاجآت جديدة حول أوميكرون واللقاحات

تقرير خطير لـ

مع قيام الكثير من الدول بوقف الرحلات الجوية من وإلى جنوب إفريقيا وسط مخاوف من ‏حدوث طفرة عالمية أخرى لفيروس كورونا، سارع العلماء لجمع البيانات حول متغير أوميكرون ‏الجديد وقدراته، وربما الأهم هو اكتشاف مدى فعالية اللقاحات الحالية في الحماية منه، بحسب ما ‏ورد في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز‎".‎

لم تقدّم النتائج الأولية المبكرة تصورات حاسمة، حيث قال بعض الخبراء إن المتغير ربما يكون ‏أكثر قابلية للانتقال وأكثر قدرة على الهرب من دفاعات الجهاز المناعي للجسم، سواء نتيجة ‏للتطعيم أو للعدوى الطبيعية، من النسخ السابقة من متغيرات فيروس سارس-كوف-2‏‎.‎

‎"‎توخي اليقظة"‏

يمكن أن تستمر اللقاحات في درء الحالات الشديدة من الإصابة بمرض كوفيد-19 والوفيات، ‏على الرغم من أن الجرعات المنشطة أو التعزيزية ربما تكون ضرورية لحماية معظم ‏الأشخاص. ولكن تستعد الشركات المنتجة لتطعيم فايزر بيون تك ومودرنا لإعادة صياغة ‏اللقاحات إذا لزم الأمر‎.‎

وقال جيسي بلوم، عالِم الأحياء التطورية في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في ‏سياتل: "نحتاج بالفعل إلى توخي اليقظة بشأن هذا المتحور الجديد والاستعداد له. فربما في ‏غضون أسابيع قليلة، سيكون متاحًا تصورات أفضل بشأن مدى انتشار هذا النوع ومدى ضرورة ‏المضي قدمًا في [إنتاج] لقاح متنوع‎".‎

‎10 ‎دول على الأقل

حتى عندما بدأ العلماء بفحص دقيق للمتغير الجديد، قلصت البلدان في جميع أنحاء العالم السفر ‏من وإلى دول في جنوب إفريقيا، حيث تم رصده لأول مرة. وعلى الرغم من القيود، تم اكتشاف ‏وجود حالات إصابة بالمتحور أوميكرون في ست دول أوروبية، من بينها بريطانيا بالإضافة إلى ‏الحالات التي ظهرت في أستراليا وإسرائيل وهونغ كونغ‎.‎

وكان الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا قد أعلن أمس الأحد أن متغير أوميكرون مسؤول ‏بالفعل عن معظم حالات الإصابة اليومية الجديدة البالغ عددها 2300 في مقاطعة غوتنغ بجنوب ‏إفريقيا. على الصعيد المحلي، تضاعفت الإصابات الجديدة أكثر من ثلاثة أضعاف في الأسبوع ‏الماضي، وزادت إيجابية الاختبار إلى 9% من 2‏‎%‎

في غضون 36 ساعة

وفي الوقت نفسه، تفاعل العلماء في جنوب إفريقيا مع متغير أوميكرون بشكل أسرع من أي ‏نسخة سابقة أخرى. قال توليو دي أوليفيرا، عالم الوراثة في كلية نيلسون مانديلا للطب في ‏ديربان، إنه في غضون 36 ساعة فقط من أول علامات على ظهور الحالات في جنوب إفريقيا ‏الثلاثاء الماضي، قام الباحثون بتحليل عينات من 100 مريض مصاب ، وجمع البيانات وتنبيه ‏العالم وإصدار التحذيرات اللازمة‎.‎

في غضون ساعة من الإنذار الأول، سارع الباحثون في جنوب إفريقيا أيضًا لاختبار لقاحات ‏فيروس كورونا ضد المتغير الجديد، وهي نفس الخطوة التي تقوم بها العشرات من فرق الباحثين ‏حاليًا في جميع أنحاء العالم‎.‎

موعد نتائج الأبحاث

لكن لن يتم معرفة النتائج قبل مدة أسبوعين، على أقرب تقدير، غير أن الطفرات التي يحملها ‏متغير أوميكرون تشير إلى أن اللقاحات على الأرجح ستكون أقل فعالية، إلى حد غير معروف، ‏مما كانت عليه ضد أي متغير سابق‎.‎

قال دكتور بلوم: "استنادًا إلى الكثير من العمل الذي قام به الأشخاص على متغيرات أخرى ‏وطفرات أخرى، يمكن أن تكون هناك ثقة تامة في أن هذه الطفرات ستسبب انخفاضًا ملحوظًا ‏في تحييد الأجسام المضادة"، مشيرًا إلى قدرة الجسم على مهاجمة الفيروس الغازي‎.‎

‎50 ‎‏ طفرة في المتغير الجديد

وقال دكتور ريتشارد ليسيلز، طبيب الأمراض المعدية بجامعة كوازولو ناتال، إن أطباء جنوب ‏إفريقيا يشهدون زيادة في حالات الإصابة مرة أخرى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بعدوى ‏مرض كوفيد -19، مما يشير إلى أن المتغير يمكنه التغلب على المناعة الطبيعية‎.‎

يحتوي أوميكرون على حوالي 50 طفرة، من بينها أكثر من 30 في السنبلة، التي تعمل اللقاحات ‏على تهيئة الجهاز المناعي في الجسم للتعرف عليها ومقاومتها‎.‎

سبق أن تم رصد بعض هذه الطفرات من قبل، والتي كان يُعتقد أن البعض منها يدعم قدرة متغير ‏بيتا على تجنب فاعلية اللقاحات، بينما من المُرجح أن البعض الآخر منها تسبب في حدوث ‏حالات العدوى الشديدة بمتحور دلتا‎.‎

نسخة من "فيروس كاذب‎"‎

أعربت بيني مور، عالمة الفيروسات في المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا، ‏عن تخمينها بشأن المتحور الجديد "أنه سيجمع بين هذين العنصرين"‏‎.‎

قالت دكتور مور إن متغير أوميكرون يحمل أيضًا 26 طفرة فريدة من نوعها، مقارنة بـ 10 ‏طفرات في دلتا وست طفرات في بيتا. ويبدو أن العديد منها يُحتمل أن يجعل المتغير أكثر ‏صعوبة على جهاز المناعة في التعرف عليه والقضاء عليه‎.‎

بلغ فريق دكتور مور البحثي نقطة متقدمة في مسار اختبار مدى فعالية اللقاحات في مقاومة ‏أوميكرون، حيث تستعد هي وزملاؤها لاختبار الدم من أشخاص، تم تحصينهم بالكامل ضد ‏نسخة اصطناعية من متغير أوميكرون، إلا أن إنشاء مثل هذا "الفيروس الكاذب"، الذي يحتوي ‏على جميع الطفرات، يستغرق وقتًا، ومن المتوقع أن تكون النتائج متاحة في غضون 10 أيام ‏تقريبًا‎.‎

ولمحاكاة ما يمكن أن يتعرض له المرضى، يقوم فريق آخر بقيادة أليكس سيغال، عالم ‏الفيروسات في معهد الأبحاث الصحية في إفريقيا، باستزراع عينات حية من متغير أوميكرون ‏بغرض اختبارها في ضوء حالات أشخاص تم تحصينهم بالكامل باللقاحات، وكذلك أولئك الذين ‏تم تحصينهم بشكل كامل بشكل طبيعي نتيجة لتعرضهم لإصابة سابقة بالعدوى‎.‎

الشركات المنتجة للقاحات

وإذا أثبتت نتائج التجارب أن اللقاحات أقل فاعلية ضد متغير أوميكرون، فربما ستكون هناك ‏حاجة إلى تعديل من أجل تحسين فعاليتها. وتحسبًا للظروف الأسوأ، تخطط شركات مودرنا ‏وفايزر-بيون تك وجونسون أند جونسون لاختبار نسخة اصطناعية من متغير أوميكرون ضد ‏منتجاتها‎.‎

وبحسب ما ذكرته جيريكا بيتس، متحدثة باسم شركة فايزر، إن لقاحات‎ mRNA (‎مرسال ‏حمض نووي ريبوزي) تم تحضيرها باستخدام التكنولوجيا التي يجب أن تسمح بالتعديل السريع، ‏حيث يمكن للعلماء تكييف اللقاح الحالي "في غضون ستة أسابيع وشحن دفعات أولية في غضون ‏‏100 يوم في حالة وجود متغير" يمكنه الإفلات من دفاعات الجهاز المناعي، التي تم تعزيزها ‏بواسطة اللقاح‎.‎

وقال دكتور ستيفن هوغ، رئيس شركة مودرنا إن الشركة فور علم علمائها بمتغير أوميكرون، ‏كانت الأسرع في الاستجابة له على الإطلاق، حيث كان من الواضح أن المتغير يمكن أن يمثل ‏تهديدًا هائلاً للقاحات‎.‎

أضاف دكتور هوغ إن مودرنا يمكنها تحديث لقاحها الحالي في حوالي شهرين وستحصل على ‏نتائج سريرية في حوالي ثلاثة أشهر إذا لزم الأمر‎.‎

تخطط شركتا فايزر ومودرنا أيضًا لاختبار ما إذا كانت الجرعات المنشطة ستعزز جهاز المناعة ‏بما يكفي لدرء المتغير الجديد، حيث ثبت أن معززات لقاح فايزر-بيون تك ومودرنا ترفع ‏مستويات الأجسام المضادة في الجهاز المناعي بشكل كبير‎.‎

‎3 ‎جرعات من اللقاح

لكن بروفيسور ميشيل نوسينزويغ، عالم المناعة في جامعة روكفلر في نيويورك، قال إن هذه ‏الأجسام المضادة يمكن ألا تكون فعالة على نطاق واسع ضد كل متحور جديد من الفيروس، ‏وربما لا تكون كافية لتحييد أوميكرون تمامًا‎.‎

وتابع دكتور نوسينزويغ: "من الواضح أن المناعة الهجينة، أي الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة ‏طبيعية نتيجة لإصابة سابقة بالعدوى بالإضافة إلى التطعيم، متفوقة ومن المحتمل أن تكفل حماية ‏من المتغير الجديد، موضحًا أنه ربما يساعد الحصول على ثلاث جرعات" من اللقاح، لتوفير ‏بعض الحماية‎.‎

محاكاة حاسوبية

من ناحية أخرى، تحدث بعض طفرات متغير أوميكرون في أجزاء من الفيروس تستهدف الخلايا ‏التائية، مما يعني أن المتغير ربما يكون أكثر صعوبة في التعرف عليه بواسطة الخلايا التائية‎.‎

قالت ويندي برغرز، عالمة المناعة بجامعة كيب تاون، إن محاكاة حاسوبية تنبأت بالفعل أن هذه ‏الطفرات ربما تؤدي إلى تغير حوالي ستة من مئات المناطق التي يمكن للخلايا التائية التعرف ‏عليها. ويمكن ألا يبدو هذا العدد كبيرًا، لكن يصنع جسم الإنسان مجموعات مختلفة من الخلايا ‏التائية بحسب الأهداف التي يتم القضاء عليها، وربما يتأثر بعض الأشخاص بالكاد بأوميكرون، ‏في حين يمكن أن يكون البعض الآخر عرضة للخطر‎.‎

وتأمل دكتور برجرز في الحصول على دم من 50 شخصًا مصابًا بالمتغير لقياس كيفية حدوث ‏الطفرات عبر السكان. وبمجرد أن تصبح العينات في متناول اليد، ستكون النتائج متاحة بعد ‏‏"ربما أسبوع" من العمل الشاق والمتواصل‎.‎

أسرع من تحور الإنفلونزا

قال دكتور بلوم إنه حتى لو صمدت اللقاحات ضد متغير أوميكرون، فإنه من المحتمل أن تكون ‏هناك حاجة لإصدارات جديدة في وقت ما، وربما قريبًا، لأن الفيروس يكتسب طفرات أسرع ‏بكثير مما كان متوقعا‎.‎

يُستشهد غالبًا بفيروس الإنفلونزا الموسمية كمثال على فيروس يتحور بسرعة، ويتطلب تحديثات ‏منتظمة للقاحات. قال بلوم إن فيروس كورونا "ربما يكون أسرع من ذلك. ومن المتوقع أن ‏‏"تظهر دائمًا متغيرات جديدة‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 تشرين الثاني 2021 17:44