1 كانون الأول 2021 | 08:53

إقتصاد

‏"هجرة" المصانع.. هل من مخطّط ممنهج لضرب كل القطاعات المحلية ‏

‏

بدل أن توفّر حكومتنا والقيّمون عليها، البيئة الملائمة لتحفيز الصناعة المحلية ‏وتوسيع أعمالها ما يوفّر فرص عمل لأبنائها الذين يتخبّطون في دائرة الجوع… ها ‏هي أزمة الصادرات إلى الخليج العربي توصد كل الأبواب أمام المصانع اللبنانية ‏أيضاً، وتحديداً التي لها علاقة بالزراعة ‏Agrofood، لتصدير منتجاتها وإدخال ‏الـ”الفريش دولار” الى البلاد. ‏

فعدّلت المصانع مخططاتها الإنتاجية وأقدم البعض منها على “هجرة” البلد ايضاً ‏مثلها مثل الأدمغة اللبنانية، لتوفّر فرص عمل للدول التي تتواجد فيها.‏

ويقول نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش خلال حوار مع “نداء الوطن”، ‏إنه “لطالما كان الصناعي اللبناني متجذّراً في أرضه، رغم كل الحروب التي ‏عصفت بالبلاد بدءاً من العام 1975 وصولاً الى 2006، حيث بقيت كل القطاعات ‏الإنتاجية في لبنان. أما اليوم ومنذ أزمة الكبتاغون، وصولاً الى ازمة التصدير ‏الخليجية، باتت المصانع والشركات المحلية تبحث عن مخطّط ب (‏plan B‏ ) ‏للانتقال الى العمل خارج البلاد”.‏

واعتبر أن “هناك مخططاً ممنهجاً لضرب كل القطاعات المحلية من سياحية ‏ومصرفية وإستشفائية وتربوية وتجارية فزراعية، بعد اكتشاف الكبتاغون في شحنة ‏خضار الى الخارج، واليوم القطاع الصناعي”.‏

وحول توسّع المصانع أو الإنتقال نحو الخارج، أوضح بكداش أن “بعضها انطلق ‏نحو الخارج عند اكتشاف شحنة الكبتاغون، فتوقفت الصناعات التي لها علاقة ‏بالزراعة ‏Agrofood‏. عندها، المصانع التي تصدّر نسبة كبيرة من المنتوجات ‏اللبنانية الى الخليج العربي والى المملكة العربية السعودية تحديداً، اضطرت الى ‏نقل بعض الخطوط أو مصانعها بأكملها الى الخارج”. فمنها من توجه أصحابها الى ‏مصر، ومنها الى عمان وآخرون الى قبرص للتواصل مع أوروبا كل حسب ‏وضعه.‏

أما حين توقفت الصادرات بأكملها الى الخليج العربي، يوضح بكداش “توجهت ‏الهيئات الإقتصادية الى مسقط ثم الى الإمارات فمصر. أصحاب المعامل الذين ‏توجّهوا الى مسقط، لا تهمهم السوق المحلية، كونها سوقاً صغيرة وإنما كانوا ‏يهدفون للوصول الى السعودية، أما من توجّهوا نحو مصر، فكانوا مهتمّين بتلك ‏السوق وبالسوق الخارجية أيضاً”.‏

وذكّر بأن “الصادرات الى المملكة العربية السعودية في العام 2019 سجّلت نحو ‏‏240 مليون دولار رغم الإغلاق العام الذي كان سائداً في نهاية تلك السنة وفي ‏‏2020 وجزء من السنة الجارية”.‏

وحول الكلفة التي يتكبدها الصناعي لفتح معمل في الخارج، أوضح بكداش أنها ‏‏“تختلف بين البلد الذي ينوي مباشرة عمله فيه وآخر. في الإمارات ومسقط كلفة ‏تأسيس معمل وتشغيله مرتفعة لأن اليد العاملة مرتفعة هناك، أما في مصر فالكلفة ‏متدنية”. وأضاف: “الى ذلك تتنوّع الكلفة بين ما اذا كان المصنّع ينقل خطاً أو ‏يشتري خطاً جديداً أو يقفل معملاً وينتقل الى بلد آخر”.‏

والمصانع التي بدأت الإستثمار في الدول المجاورة أكان لناحية البناء أو الإنتاج، ‏‏“لا تزال تعدّ على الأصابع”، أكّد بكداش. وشدّد على أن “انهيار الليرة اللبنانية ‏والذي كان وقعه خفضاً للكلفة على الصناعي، أوجد مصانع جديدة في لبنان، وقتها ‏حددنا هدفاً أن نصدر الى السعودية للعام 2023 نحو 500 أو 600 مليون ليرة”. ‏لكن جاءت الأزمة الخليجية وتغيرت المعادلة.‏

وكشف ان “هناك مصانع ستقفل نهائياً أبوابها في لبنان وتتوجه الى الخارج، ‏وأخرى ستبقي خطوطها في لبنان وتحصل على خط ثان في الخارج، فتتوسّع ‏وتكبّر عملها في الخارج بدلاً من توسيعه في لبنان”.‏

يبقى الأمل ألّا تطول أزمة التصدير الى الخليج، رغم الخطابات الرنّانة لحلّ ‏الأزمة، لأن المصانع التي بدأت الإستثمار خارج لبنان لا تزال محدودة، في حين ‏أن المصدّرين الموجودين يبحثون عن ‏Plan B، والذي يقوم في حال عدم حلّ ‏المشكلة على الإنتقال الى الخارج أو تكبير عملهم في دول أخرى.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 كانون الأول 2021 08:53