2 كانون الأول 2021 | 08:23

أخبار لبنان

‏"الثنائي الشيعي": المخرج الحكومي في حلول طرحها بري

كل ما حُكي عن مخارج وحلول لإعادة إنعاش الحكومة، ثبت بالملموس انّه بلا اي ‏معنى ولا يستند على إرادات جدّية لكسر جدار التعطيل الذي يحول دون انعقاد ‏جلسات مجلس الوزراء. ولعلّ أبلغ دليل على ذلك، اعلان رئيس الحكومة نجيب ‏ميقاتي بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون العائد من سفرته القطرية، بأنّ ‏‏"الحكومة ماشية لكن مجلس الوزراء مش ماشي". ‏

ما قاله ميقاتي، يؤكّد انّ الامور ما زالت تراوح في السلبية، وينعى في الوقت نفسه ‏النفحات الإيجابية التي ضخّها لقاء الرؤساء الثلاثة يوم الاستقلال، الذي عكس ‏يومذاك تلاقي النيات على وضع ازمة انعقاد الحكومة على سكة الحل‎.‎

كان الرهان على ساعات ما بعد عودة الرئيس عون، الذي اخذ على عاتقه متابعة ‏ما تمّ التفاهم عليه بين الرؤساء، وصولاً الى حل يعيد الحياة الى الحكومة، إلّا أنّ ‏الامور عادت لتعلق في مربّع التعطيل، حيث اكّدت مصادر مواكبة لحركة ‏الاتصالات الاخيرة لـ"الجمهورية" انّ "جهود الحلحلة اصطدمت بالفشل، وانقلبت ‏الصورة من سعي الى إنضاج حل عتيد لهذه الأزمة، الى تعطيل مديد للحكومة، وما ‏قد ينتج منه من حفر اضافي في قعر الأزمة وتعميقها اكثر سياسياً ومالياً وقضائياً. ‏وخصوصاً انّ المؤشرات تنذر بانحدار بالغ الخطورة جراء "حرب الدولار" التي ‏تشن من كل حدب وصوب على اللبنانيين‎.‎

وعلى الرغم من هذا الإنسداد، فإنّ الاوساط الرئاسية ما زالت توحي بأنّ الباب لم ‏يقفل بعد، بل ما زال مفتوحاً على بلورة حلول ومخارج، وهذا يتطلب اجراء المزيد ‏من المشاورات مع الأطراف المعنية بهذه الأزمة، الاّ أنّ مصادر سياسية معنية بهذا ‏الملف، تعكس لـ"الجمهوريّة" تشاؤماً قاطعاً حيال إمكان الوصول الى حلّ ينهي ‏الأزمة القائمة، "ذلك انّ المواقف من هذه الأزمة ما زالت متباعدة بشكل جذري، ‏جراء الإصرار على مخارج تتجاوز كل ما حصل، ولا تعالج أصل المشكلة ‏وأسباب تعطيل الحكومة. وامام هذا الإنسداد لا يؤمل بانعقاد قريب لجلسات مجلس ‏الوزراء، وخصوصاً انّ الرئيس ميقاتي لن يبادر الى دعوة الحكومة الى الانعقاد في ‏غياب الوزراء الشيعة عنها‎".‎

وبحسب اوساط الرئيسين عون وميقاتي، فإنّهما يلتقيان على رفض ربط انعقاد ‏الحكومة بأية شروط، على اعتبار انّ التعطيل يلقي بآثار سلبية اضافية على الأزمة ‏المتفاقمة، مع تأكيدهما على موقف موحّد من عدم التدخّل في عمل السلطة القضائية ‏وما يتصل بمصير المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار‎.‎

الّا انّ الموقف يختلف لدى ثنائي حركة "امل" وحزب الله"، حيث يرفضان تجاوز ‏اسباب عدم مشاركة وزرائهما في جلسات الحكومة، وتؤكّد اوساطهما ‏لـ"الجمهورية"، انّ "المخرج موجود في عدد من افكار الحلول التي طرحها الرئيس ‏نبيه بري، واكّد عليها امام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، ‏والذي وافق عليها وتبنّاها‎".‎

وتشير الأوساط الى انّ "الحلول المقترحة لا ترمي الى الإطاحة بالقاضي البيطار ‏رغم التحفظات الكبرى على ادائه وعلى عدم تقيّده بالاصول القانونية والدستورية، ‏بل ترمي الى الفصل بين التحقيق العدلي في انفجار المرفأ، وبين محاكمة الرؤساء ‏والوزراء، على ان يبقى المحقق العدلي في موقعه يمارس صلاحياته في ما يعنيه، ‏وفي المقابل يمارس المجلس النيابي والمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ‏صلاحياتهما في ما يعنيهما، طبقاً لأحكام الدستور ذات الصلة التي تجاوزها القاضي ‏البيطار‎".‎

ولفتت الاوساط الى انّ "هذا المقترح الذي من شأنه ان يحل مشكلة انعقاد الحكومة، ‏كان محل قبول من كل الاطراف، الّا أنّه تفرمل فجأة من دون ان تُعرف الأسباب". ‏وقالت: "لن نقبل على الاطلاق بأن نخضع للاستنساب او التسييس او الافتراء ‏المتعمّد علينا، هذا خط أحمر بالنسبة إلينا، ينبغي ان يعرفه من يلعب معنا هذه ‏اللعبة الخطيرة. نحن حريصون على القضاء اكثر من اهله عليه، ونحن قبل الجميع ‏نريد جلاء الحقيقة كاملة حول انفجار مرفأ بيروت، لا أن نعمي على هذه الحقيقة ‏ونحيد عنها‎".‎

اضافت اوساط "الثنائي": "من هنا، فإنّ ما نطلبه هو التزام الاصول القانونية ‏والدستورية، وعدم المسّ بصلاحيات المجلس النيابي، وبكرامة النواب وبكرامة ‏الرؤساء والوزراء اياً كانوا. فكما للقضاة محكمة خاصة أُحيل اليها قضاة لهم علاقة ‏بملف انفجار المرفا، فللرؤساء والوزراء محكمتهم الخاصة التي اسمها المجلس ‏الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء منصوص عليها بالدستور الذي يعلو ولا يعلى ‏عليه، وفوق كل القوانين ويحكم كل السلطات. ولقد سألناهم ولم يجيبوا، كيف ‏تستوي محكمة خاصة للقضاة ويُلتزم بها، فيما تتجاوز المحكمة الخاصة للرؤساء ‏والوزراء المنصوص عليها في الدستور؟‎".‎

يُشار في هذا السياق، الى انّ أداء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ‏لدوره، يتطلب انعقاد جلسة عامة لمجلس النواب، إنفاذاً للمادة 71 من الدستور، ‏وكذلك المادة 70 منه التي تنص على انّه "لمجلس النواب ان يتهم رئيس مجلس ‏الوزراء والوزراء بالخيانة العظمى او بإخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم، ولا ‏يجوز ان يصدر قرار الاتهام الّا بغالبية الثلثين من مجموع اعضاء المجلس". الّا ‏انّ ما ينبغي لحظه في هذا السياق، انّ اكثرية الثلثين المطلوبة للاتهام تمهيداً ‏للمحاكمة قد لا تكون متوفرة‎.‎

على انّ قضية وزير الاعلام جورج قرداحي لا تقلّ صعوبة عن ملف التحقيق ‏العدلي. وعلى ما تقول مصادر معنية بهذه القضية لـ"الجمهورية": "انّ موقف ‏الوزير قرداحي ثابت على عدم استقالته من دون ضمانات بانتهاء الازمة ‏الديبلوماسية التي استُجدت، لا ان تبقى هذه الأزمة قائمة. ما يعني انّ استقالته في ‏هذه الحالة تأتي مجانية. وبالتالي، عندما تتوفر هذه الضمانات جدّياً، فالوزير نفسه ‏قال انّه ليس متمسكاً بموقفه، ولن يتأخّر عن القيام بخطوة الاستقالة. علماً انّ هذه ‏الضمانات ليست موجودة اصلاً‎".‎

وفي موازاة ذلك، يؤكّد الرئيسان عون وميقاتي على استعجال استقالة قرداحي، ‏باعتبارها تشكّل مفتاح باب الحل للأزمة الديبلوماسية مع السعودية وبعض دول ‏الخليج. حيث لا يزالان على تمسّكهما بأن يبادر الوزير قرداحي الى "مراعاة ‏مصلحة لبنان". فيما يبرز في المقابل ما تؤكّد عليه مصادر الثنائي الشيعي ‏لـ"الجمهورية"، "عدم ممارسة اي ضغوط على الوزير قرداحي، وتحديداً من قِبل ‏‏"حزب الله". وخصوصاً انّ الجانب السعودي نفسه اشار الى انّ المسألة لا ترتبط ‏بوزير الإعلام بل بـ"حزب الله‎".‎

واشارت المصادر، الى انّهم يطالبون الوزير قرداحي بأن يتخذ الموقف الذي ‏يراعي فيه المصلحة الوطنية، الّا انّ "حزب الله" يعتبر انّ قرداحي بعدم استقالته ‏يراعي المصلحة الوطنية، لأنّ استقالته لن تغيّر من الموقف السعودي تجاه لبنان‎.‎




المركزية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 كانون الأول 2021 08:23