8 كانون الأول 2021 | 12:24

أمن وقضاء

عقيقي: مواقع التواصل تحولت منصات لبث الاضاليل

عقيقي: مواقع التواصل تحولت منصات لبث الاضاليل

 اطلقت مجلة الأمن العام في عددها الاخير الصادر في الاول من كانون الاول الجاري، بناء على توجيهات المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، نقاشا بحثيا ومنهجيا بعنوان "تأثير فوضى بث الكراهية والحقد والاضاليل والتعرض للغير على مواقع التواصل الاجتماعي، على الامن الاجتماعي والسلم الاهلي"، والعمل على تنظيم هذا الموضوع بالتنسيق بين مكونات المجتمع والاعلام ومؤسسات الدولة، وامكانية التوصل الى اقتراحات حلول قد تنبثق منها مشاريع قوانين او مواثيق لمواجهة "الكراهية" عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتي بلغت حداً لا يُستهان به خصوصا في السنوات الأخيرة وجراء حدة المواقف السياسية والانهيارات الاقتصادية التي تسببت بانقسامات اجتماعية مقلقة وخطرة، ما أدى إلى اثارة النعرات التي، ان استمرت وتضاعفت، قد تهدد "صيغة العيش المشترك بين ابنائه" الفريدة في هذا الشرق، وميزته الحضارية وتعدديته الدينية والثقافية.

توجيهات اللواء إبراهيم جاءت إثر تزايد تقارير الرصد والمتابعة التقنية عن التدفق المستمر للتبادل المعلوماتي الفوري وغير المنقّح، ما حوّل هذه المعلومات إلى "سلاح تحريضي وتعبوي"، يُستعمل عن قصد أو غير قصد على نحو أدى إلى تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض، ناهيك عن تضليلهم ما قد يُفضي إلى عواقب خطيرة، خصوصا مع تنامي "خطاب الكراهية" أثناء الأزمات والأوضاع المتوترة على الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية.

وعلمت " المركزية" أن هذا الملف سيكون مدار اهتمام ومتابعة على المستوى الوطني في شكل مؤتمر وطني او ورش عمل، تناقش كيفية تفعيل الحيوية السياسية والإجتماعية بعيدا من فوضى الاضاليل والكراهية والعنصرية والتعرض الشخصي للغير وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، او تعميمها على وسائل الاعلام، تحت سقف الالتزام بالديموقراطية وعلى قاعدة التمسك بالحريات العامة وحرية التعبير وإبداء الرأي والمعتقد.

وفي هذا السياق ألقى رئيس تحرير مجلة الأمن العام العميد منير عقيقي في حديث لـ" المركزية" الضوء على ما وصفه "مخاطر بث خطاب الكراهية والأخبار المزيفة " عبر وسائل التواصل الإجتماعي في معرض رده على سؤال عن سبب إهتمام ومتابعة المديرية العامة للأمن العام لملف الفوضى على وسائل التواصل الإجتماعي، وتضمين عدد "الامن العام" الاخير عنوانا بارزا هو "الذباب الالكتروني: منصات بث الكراهية، ام جيل جديد من الحروب"، مشيراً إلى أن "دور الامن العام هو استباق الاحداث والتطورات التي تؤثر بشكل مباشر، ليس على القضايا الامنية فقط بل على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والانسانية. هذا الدور اساسي ومن صلاحية الأمن العام حيث يقوم به المدير العام اللواء عباس إبراهيم".

ولفت إلى المؤتمر الذي نظمته المديرية العامة للأمن العام في 3 ايار 2019 عن "الخطر السيبراني" وحروبه وهجماته المفروضة على لبنان واللبنانيين، وسبل مواجهته". مضيفا ان مواقع التواصل الاجتماعي تتحوّل الى منصات لبث الكراهية والحقد والاكاذيب والاضاليل، وهذا قد يتطوّر ليؤثر سلباً على المجتمع اللبناني وامنه، لأن وسائل الاعلام على تنوعها هي وسائل لنقل الاخبار الحقيقية، والموضوع الذي طرحناه في المجلة ستكون له تكملة يقوم بها المدير العام للامن العام وستظهر في المرحلة القريبة. لكن طرح الموضوع في "الامن العام" يهدف الى القاء الضوء على هذا الملف وفتح باب النقاش حوله لما له من تأثير سلبي ومباشر على جيل الشباب، ويشكل دعوة الى التعاون في ما بينهم، والى التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي للسلامة العامة، والتأكد من الأخبار الكاذبة قبل التعامل معها او تعميمها".

واشار العميد عقيقي إلى التجاوب الذي لمسه لدى مسؤولي وسائل الاعلام في بعض الاحزاب والتيارات السياسية إضافة إلى اختصاصيين وخبراء في التكنولوجيا والاجتماع وعلم النفس وهيئات دولية ووسائل إعلام أجنبية، وجميعهم قدموا حلولاً قابلة للتطبيق واقتراحات قادرة على اخراج المجتمع من هذه الافة البشعة". وكشف أن هذا الموضوع ليس ملفا لبنانياً فقط، بل هو قضية دولية تعاني منها معظم البلدان وتبحث لها عن حلول "خشية تنامي خطاب بث الكراهية والعنصرية والحقد بين الناس".

ورداً على سؤال عن المواءمة بين الحريات الدستورية والقانونية في التعبير عن الرأي والمعتقد، قال "أن المديرية العامة للأمن العام وبتوجيهات مباشرة من اللواء عباس إبراهيم تعمل تحت سقف الدستور الذي يضمن الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، ويؤكد على العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفضيل". فالحريات العامة والتواصل السياسي في نظامنا الديمقراطي، كفلهما الدستور وهو من اسس قيامة الجمهورية اللبنانية. ودعا إلى عدم إستثمار مواقع التواصل الإجتماعي كـ"منصات لبث الكراهية والاضاليل بين الناس"، كي لا تؤثر سلبا في المجتمع خصوصا عندما تتكون "جيوش الكترونية" او "ذباب الكتروني" تحت ذريعة القصف السياسي والقصف المضاد، من هذا الطرف او ذاك، في مسائل مختلفة داخلية وخارجية، فتتحول هذه المنصات "المنظمة والموجهة"، الى متاريس افتراضية في الفضاء، تنطلق منها حروب كلامية طابعها سياسي لكن في كثير من الاحيان تخرج من عقالها، حتى من سيطرة منظميها، فتستثمر في التعرض للديانات والمعتقدات والامور الشخصية والخاصة، وتغرق في تبادل حملات اكاذيب واضاليل تؤسس لبناء جدران سميكة من الكراهية والانقسامات بين ابناء المجتمع الواحد تؤدي في بعض الاحيان الى حوادث فردية او جماعية ينخرط فيها الناس من دون سبب. ولفت إلى أنه خلال الحوار مع المسؤولين في وسائل الاعلام الحزبية الذين يديرون جيوشا الكترونية، "فإن هؤلاء أقروا بعجزهم في أحيان كثيرة عن ضبط انحراف بعض العناصر او المجموعات عن التوجيهات الصادرة عنهم، بحيث يتحول السجال الى فوضى، تحمل في طياتها بذور فتنة ما يهدد الامن المجتمعي، وقد يستدعي هذا الامر تدخلا على مستويات رفيعة للحيلولة دون تفلت الأمور".

وعن الخطوات اللاحقة في هذا الصدد قال العميد عقيقي "نحن في مجلة الأمن العام قمنا بما يتوجب علينا القيام به. لكن عندما يطرح الموضوع مستقبلا على الصعيد الوطني، كما يرغب المدير العام للامن العام ويسعى اليه، سنواكبه حتما. وهنا ادعو المسؤولين والقيمين على وسائل الإعلام العادية والجيوش الالكترونية، والمؤثرين (influencers) على مواقع التواصل الاجتماعي وجيل الشباب، الى توخي الدقة في نقل المعلومات او تعميها قبل التأكد منها، والتعامل مع هذا الموضوع بمسؤولية عالية واعتبار كل معلومة مشكوك بها كخطر على المجتمع اللبناني، وطبعا هم حريصون على هذا الامر، ونبه الى ان "الخبر الكاذب او الاشاعة السيئة يصلان الى الرأي العام سريعا، ويفعلان فعلهما بين الناس. لكن للاسف، وبعد انفلات الوضع نتيجة لذلك، هناك صعوبة وحتى استحالة في لملمة الامور بعد ان يكون قد بلغ السيل الزبى".




المركزية 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 كانون الأول 2021 12:24