9 آذار 2019 | 00:00

منوعات

عندما يعبّر "الغرافيتي" عن هويّتنا...

عندما يعبّر

بعد أن باشرت في كتابة رواية استقصائية عن الهوية اللبنانية، شعرت أن هناك ما ينقصها.. فكان فن الشارع أو "الغرافيتي" هو أعظم عدسة يمكن من خلالها رؤية الهوية عن كثب. فقد حرصت الكاتبة اللبنانية تمارا زنتوت على جمع هذه الأعمال الفنية تحت مظلة كتاب "Drawing Lines"، الذي يتحدث فيه عن تاريخ الهوية اللبنانية. 



وكثيراً ما تقوم المنظمات غير الحكومية بتكليف مشاريع لتجميل وإعادة ترميم الأحياء المهجورة، لتكون الكتابة على الجدران بمثابة انعكاس مؤثر للحياة اليومية والهوية.


تت

ومنذ نحو 15 عاماً، كان يختار الفنانون رسم أعمالهم في المناطق الصناعية، ومواقف السيارات، والمباني المهجورة. ولكن، لم يعد الحال كذلك اليوم، إذ بات بإمكانهم طلاء الجدران في أي مكان.



وغالباً ما تجذب الفنانون العديد من المواضيع التي تتمحور حول الاضرابات المدنية، وأزمة النفايات. ليس ذلك فحسب، وإنما هناك من ركزت أعماله على أبطال الطفولة، والأيقونات الثقافية، مثل الفنانة اللبنانية فيروز.


م

واستذكرت الكاتبة اللبنانية العديد من الأعمال التي وجدتها ملهمة، وكان من بينها عمل الفنانين كريم تامرجي وسعيد محمود، اللذين تمحور عملهما حول مفهوم إيقاظ المارة من سباتهم. وقالت زنتوت "لقد رأيت الهويّة اللبنانية في أعينهم واكتشفت في نهاية المطاف وجهات النظر المختلفة، وفي كل وجهة نظر، رأيت عدداً من الهويات المختلطة والمتشابكة. فكلما توسّعت نظرة اللبنانيّ إلى هويّته، كلما ازداد مستوى تقبلّه لشركائه في الوطن. ففي بلد تسيطر عليه القوى الخارجية حيث يتمّ جرّ شعبه مكرهاً إلى أتون الفتن، علينا جميعاً فتح أعيننا جيّداً ووضع أنفسنا مكان الآخرين. بالمختصر المفيد، يمثّل الكتاب البحث المستمر عن وحدة شعب وارتقائه عن الخلافات، كما يدعو إلى ثورة داخلية على الأفكار المتحجّرة التي ابتليت بها مجتمعاتنا".



وكانت الجدارية تعود إلى رجل عجوز يرتدي قبعة تقليدية، أي الطربوش، تذكيراً للناس بافتقارهم للوطنية الحقيقية. ولم يكن هذا العجوز حراً، بل كان مقيداً، يحاول أن يصل جاهداً إلى المفتاح الذي أمامه. ولكن، كان تركيز المارة أكثر إما على الأرض أو على هواتفهم.



وربما هذا العمل كان أكثر ما لمس زنتوت، كونه يحمل الرسالة ذاتها التي أرادت الكاتبة اللبنانية إيصالها للناس. وبين هذه الأعمال الجدارية، رسائل تدفع الأشخاص إلى عدم قبول الوضع الراهن، فهي بمثابة دعوة للجيل الجديد حتى يتخذ خطوته تجاه التغييرات العميقة الجذرية. 



يذكر أن زنتوت أُطلقت كتاب Drawing Lines الذي يضم مجموعة من الهويات المفقودة ومقتطفات من الأعمال الفنية لعشرات فناني الغرافيتي المنتشرين في أزقّة العاصمة اللبنانية. صفحاته المئتان، يروي كلّ منها قصّة مختلفة من خلال صور مبهرة لفنّ الشارع في بيروت، ومعها تعليق مؤثّر يطرح إشكالية الهوية اللبنانية المفقودة. أما الفنانون الذين يستعرض الإصدار أعمالهم، فنذكر منهم: أشكمان، ويزن حلواني، وسعيد محمود، وكريم تامرجي، وفيش، وبنوا دبانة، فيما تأخذ زنتوت القارئ في رحلة لولبيّة إلى جوهر الهوية اللبنانية.



 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 آذار 2019 00:00