لم يعد إحتفال المعلمين بعيدهم في لبنان، إلا مناسبة للتذكير بالحقوق وبوجوب ايجاد الحلول للمشاكل التي يتخبط بها القطاع التربوي في السنوات الأخيرة، وما رافقها من تحركات وحّدوا خلالها موقفهم بالقول: "كفى تهميشا لدورنا وتجن ٍعلينا".
بات تاريخ التاسع من آذار في لبنان ، محطة لدق ناقوس الخطر الذي يُحيط بالمعلمين ، في ظل "كباش" بين المؤسسات التربوية الخاصة من جهة ولجان الأهل من جهة أخرى حول زيادة الأقساط المدرسية و تداعياتها ، مترافقا مع تخوف على مكتسبات المعلمين التي أصبحت في مهب التهديد جراء ما يعتبرونه "محاولة لنقض العهود والقضاء على ما تم تحصيله مؤخرا ".
يحيي المعلمون عيدهم السنوي بغصّة، ويعاهدون بأنهم لن يبخلوا بالتضحية والنضال من أجل رفع مستوى التربية والتعليم في لبنان والحفاظ على مكانة المعلمين الاجتماعية والتربوية وحقوقكم المشروعة".
جاء إقرار سلسلة الرتب والرواتب ليساهم في إعلاء الصوت أكثر ، إذ وبحسب ما يوضحه أمين عام " نقابة المعلمين في لبنان" ومنسق عام قطاع التربية في "تيار المستقبل" وليد جرادي" ل "مستقبل ويب" أن " الأساس هو تطبيق السلسة واجب وخصوصا القانون 46 بكامل مندرجاته حفاظا على الحقوق".
يعتبر جرادي أنه "من غير المسموح لأي قوة في الأرض ولأي جهة المساس بما لنا ، ولن نستجدي أحدا، فوحدة التشريع خط أحمر، وجُلّ ما نطلبه ونؤكد عليه هو المساواة مع زملائنا في التعليم الرسمي، وهذا ما تضمنه لنا القوانين".
حسم المعلمون ، وفق جرادي، موقفهم ولن يتراجعوا عنه، "فالحديث عن فصل التشريع مرفوض، ومن غير المقبول لأحد التعامل مع المعلمين كأجراء، فهم أرباب التربية وبناة الأجيال، بل هم التربية بحد ذاتها".
يدعوا المعلمون، بحسب جرادي، إلى "إقفال السجال وتطبيق القوانين "، ويؤكدون أن " الهم الوحيد هو الإرتقاء بمهنة التعليم ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية لتبقى و تستمر، وكذلك رفع اسم المؤسسات التربوية التي يعملون فيها عاليا ، لأنهم شركاء أصيلون في العملية التربوية".
ويلفت إلى أنه "يتحسس المعلمون الواقع المعيشي الصعب الذي يتخبط فيه الأهالي، والزيادات الأقساط المدرسية التي لا ذنب للمعلمين فيها، فدور لجان الاهل مراقبة جودة التعليم كما الموازنة المدرسية"، قائلا :" نحن مع تعزيز التعليم الرسمي حرصا منا على وضع الأهالي الاقتصادي ، كما أننا حريصون على التعليم الخاص غير التجاري لما يقدمه لأبنائنا من علم متميز".
يشدد جرادي على أنه " لن نسمح بعد اليوم بتهميشنا، فنحن في التعليم الخاص نمثل حوالي 70 في المئة من نسبة المتعلمين في لبنان، لسنا طامحين الى موقع او مركز، و همنا خدمة التربية والتعليم".
يُحذر جرادي من "إن مهنة التعليم لم تعد تستهوي شبابنا اصحاب الكفاءة الذين يتوجهون الى اختصاصات اخرى تؤمن لهم العيش الكريم، لذا أدق ناقوس الخطر، إذ سياتي يوم لن نجد فيه معلما رسولا ، وسوف نسلم اولادنا الى معلمين طارئين أو مستوردين من الخارج و هنا الكارثة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.