انعكست الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان على مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام وسط أجواء قاتمة وفارغة بشكل غير عادي.
ولم يبق أي قطاع في لبنان بمنأى عن تداعيات الانهيار الاقتصادي الذي جعل نحو ثمانين في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.
ومع اقتراب اللبنانيين من عيد ميلاد آخر باهت، كان الإنترنت بالكاد يعمل في طرابلس، الثلاثاء، فيما كان سكان بيروت بالكاد يستطيعون التواصل أو فتح المواقع الإلكترونية.
تقول ميريام سرحان، 31 عاما، التي غادرت لبنان إلى كندا في يوليو، بعد أن فقدت الثقة في وطنها، إن الاتصال بأسرتها عبر تطبيقات المراسلة ساعدها على الاستقرار وطمأنة أسرتها في الوطن.
وفي حديثها لصحيفة "الغارديان"، قالت: "كنت أتحدث إليهم عبر الفيديو في تشرين الاول/نوفمبر. الآن لا يمكنني حتى التحدث في مكالمة صوتية". وتساءلت: "ماذا سيأخذ مني بلدي أيضا؟".
وكان وزير الاتصالات، جوني القرم، حذر هذا الأسبوع من احتمالية انقطاع خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد خلال أيام بسبب نقص المال والوقود.
وتمثل أزمة الاتصالات انعكاسا جديدا لما تواجهه الدولة من أزمات بمختلف القطاعات، حيث يحتاج لبنان إلى دفع الفواتير لمقدمي الخدمات في الخارج بالدولار الأميركي، في وقت فقدت العملة المحلية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار منذ أواخر عام 2020.
في ضاحية برج حمود ذات الأغلبية الأرمنية شرق العاصمة بيروت، لا تبدو مظاهر الاحتفالات واضحة، حيث تتواجد زينة عيد الميلاد بشكل قليل جدا ومتباعد، فيما يغيب المتسوقون عن المحال التجارية التي كانت عامرة قبل الأزمة.
تقول ساندي جامجيان، صاحبة متجر: "إنه عيد ميلاد محبط للغاية".
أضافت: "لا توجد إضاءة ولا زينة. أنا لا أبيع أي شيء باستثناء الطعام والخبز. إنه أسوأ بكثير من العام الماضي".
وعمّقت كارثة انفجار المرفأ وتفشي فيروس كورونا قبلها، الانهيار الاقتصادي الذي بدأ في لبنان منذ صيف 2019، مما انعكس على تآكل الطبقة المتوسطة التي واجهت ارتفاعا في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية بنسبة 700 بالمئة.
بدوره، قال جورج كيومجيان، وهو صاحب مقهى يبلغ من العمر 43 عاما، "أين عيد الميلاد؟ انظر إلى المتجر، لا يوجد شيء".
وتابع: "في العادة يوجد زينة في جميع أنحاء هذا الشارع، حيث يكون مليئا بالإضاءة والحياة. اعتقدنا أن العام الماضي كان الأسوأ وكنا نصلي من أجل نهاية 2020، لكن هذا العام أسوأ بالتأكيد".
وقالت سارة يموت من بيروت، "عيد الميلاد هو شيء من الماضي. الاحتفال بعيد حقيقي بات شيئا من الخيال".
الحرة
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.