على طريقة الحكواتي الشخصية التراثية الصيداوية التي كانت نجمة مقاهي وحارات صيدا القديمة مع بدايات القرن الماضي، وان اختلف الشكل والمضمون والزمان والمكان، أطلت نضال الأشقر الشاعرة والروائية والفنانة "حكواتية" هذه المرة بصوتها الذي يحمل علامة فارقة ببحته وخامته ودفئه، وبعفوية حديثها والقائها وغنائها متشاركة في الأخير مع رائع الصوت واللحن خالد العبد الله، من عمق العراقة التاريخية التي تختزنها وتحكيها وتحاكيها جدران وقناطر واروقة متحف قصر دبانة التراثي ، على جمهور حاشد ومنوع من محبي هذا المزج بين التراث المحكي والمغنى والتراث المبني والمحفور في ذاكرة المكان شاهدا على حقبات من تاريخ مدينة وعلى ابداع عمراني عمره مئات السنين .
فعاصمة الجنوب كانت على موعد مساء الجمعة مع صوت والقاء الشاعرة والفنانة نضال الأشقر في أمسية تراثية بعنوان "مش من زمان حكاية نضال.. نضال تروي وتغني مع خالد العبد الله"، نظمتها مبادرة صيدا الثقافية بالتعاون مع مسرح المدينة واستضافها قصر دبانة وهي النشاط الثالث من نوعه من ضمن الأنشطة الثقافية والفنية التي تجول بها "مبادرة صيدا الثقافية" على المعالم والبيوت التراثية في المدينة القديمة وتمزج فيها بين الثقافة والفنون وبين التراث بهدف تسليط الضوء على المواقع التاريخية والتراثية في صيدا .
حضر الأمسية النائبان بهية الحريري وأسامة سعد وعقيلته إيمان ومطران صيدا للروم الكاثوليك ايلي حداد، ممثل المطران مارون العمار المونسنيور مارون كيوان ،والقنصل روفائيل دبانة وعقيلته جمانة، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب المهندس عمر دندشلي، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادي، ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد سعيد ابو ضاهر، منفذ عام الحزب السوري القومي الاجتماعي في صيدا – الزهراني العميد خليل بعجور ورؤساء وممثلو بلديات وهيئات أهلية واجتماعية وثقافية واعلامية وحضر ايضا المخرجة لينا أبيض والفنانة مايا حبيقة وجمع من المدعوين والمهتمين .
حانوني
بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة ترحيب من صاحبة فكرة ومؤسِّسة المبادرة الثقافية السيدة ميسا حانوني يعفوري ، التي قالت " ربما ليس مصادفة أن يجتمع التراث والفن تحت سقف واحد . فاختيارنا نابع من حلمنا "خلق حالة فريدة من نوعها مفعمة بالشغف والمحبة والأمل والطموح بين ما يعكسه ابداع العمارة في قصر دبانة الذي يقع في وسط ازقة صيدا القديمة وحجارة تشهد على تاريخ عمره 300 سنة ، ومسرح نضال الذي هو ليس مجرد "خشب" ونص وحوار وفنانين، مسرح نضال هو اللوحة المرسومة على جدران الابداع والمحفورة بذاكرة الأدب والفن. قالت نضال " من انا وصغيرة وانا بحلم يكون عندي مسرح "وانا بقول لنضال " من أنا وصغيري وانا بحلم بعمل يجمعني بنضال وصار الحلم حقيقة ابطالها نضال والتاريخ ".
وأضافت " بالنسبة لنا كمبادرة ثقافية نضال الأشقر هي شعار وايقونة ووجودها في صيدا وفي قصر دبانة تحديدا علامة فارقة. ورمزية هذا النشاط منه وفيه ، وهي ان ترى وتعيش هذه الحالة التي تمزج بين العراقة التاريخية والتراثية التي يمثلها قصر دبانة وبين صوت نضال المبحوح تروي حكايتها وصوت خالد يغني والشباب يعزفون هذه حالة مختلفة وهدفنا تسليط كل الأضواء على قصر دبانة بهذا الشيء الجميل. فالشكر كل الشكر منسوج بالمحبة والتقدير لكل من خاض معنا التجربة من سياسيين وفاعليات وامنيين وشركاء وصحافيين وداعمين وعائلة واصدقاء" .
الأشقر
ثم تحدثت الفنانة نضال الأشقر فأهدت هذه الأمسية الى " الموسيقي الرائع الراحل عماد حشيشو في ذكراه السنوية الأولى " ، معربة عن سعادتها بتقديم هذا العمل في "قصر دبانة الجميل والرائع" .
بعد ذلك قدمت الأشقر بمشاركة الفنان خالد العبد الله غناءً وابراهيم عقيل، محمد عقيل ونبيل الأحمر، عزفاً نصوصاً محكية باللغة العامية من وحي عنوان الأمسية "مش من زمان حكاية نضال" من كتابتها واخراجها تروي فيها بعضا من المحطات والمواقف التي تحتفظ بها ذاكرتها من مراحل طفولتها وصباها، عاشتها أو عايشتها وكانت جزءا من مسار احداث كبرى منذ أواخر حقبة الانتداب في اربعينيات القرن الماضي مرورا بفترة الإستقلال الى فترات لاحقة.. وبين حكاية وأخرى، غنت نضال بمشاركة الفنان خالد العبد الله والفرقة مقاطع مع اغنيات تراثية او طربية او شعبية من الزمن الجميل وسط تفاعل بينهم وبين الجمهور اضفت عليه روعة المكان وعراقته أجواء تراثية ولمسة جمالية خاصة اكتملت بها عناصر الابداع .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.