استخدم باحثون التكنولوجيا الرقمية لإلقاء نظرة أولى دقيقة داخل مومياء الملك أمنحتب الأول التي لم يتم فك اللفائف عنها في العصور الحديثة، وذلك وفقا لدراسة نشرتها يوم الثلاثاء مجلة "فرونتيرز" العلمية.
وكشفت عمليات تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة عن تفاصيل وجه وأسرار تحنيط مومياء الملك أمنحتب الأول، ابن الملك أحمس، والذي حكم مصر من عام 1525 إلى 1504 قبل الميلاد في الأسرة 18.
وقال بيان لوزارة السياحة والآثار: "تم العثور على مومياء الملك أمنحتب الأول عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي في الأقصر، حيث قام كهنة الأسرة الحادية والعشرين بإعادة دفن وإخفاء مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر"، ثم تم نقلها إلى القاهرة.
وأضاف البيان أنه بعد ذلك "تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية وذلك في الفترة ما بين 1881 و1896، عدا مومياء الملك أمنحتب الأول... لم يتم فك اللفائف عنها في العصر الحديث حفاظا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور الملونة".
وفي العام 2019، "فحص العالمان المصريان، عالم الآثار زاهي حواس وأستاذة الأشعة بجامعة القاهرة سحر سليم مومياء الملك أمنحتب الأول باستخدام جهاز التصوير المقطعي المحوسب... واستخدما التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية في إزالة اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضي آمن بواسطة برامج الحاسب الآلي وبدون المساس بالمومياء"، وذلك قبل نقلها من المتحف المصري بميدان التحرير بوسط القاهرة إلى متحف الحضارة بالفسطاط في أوائل نيسان من هذا العام.
وأظهرت نتائج دراستهما، التي نُشرت الثلاثاء، أن وجه الملك أمنحتب الأول "يشبه بشكل كبير والده"، وقدّرت أن عمره وقت الوفاة كان 35 عاما، لكن لم يتضح سبب الوفاة، وفقا لبيان الوزارة.
وأضاف البيان "كشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة حيث اتضح أن وضعية تقاطع الساعدين على جسد مومياء الملوك... بدأت بمومياء الملك أمنحتب الأول... واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة".
وتابع قائلاً: "الدراسة أثبتت أن المخ لا يزال موجودا في جمجمة الملك أمنحتب الأول، ولم تتم إزالة المخ في عملية التحنيط، على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة".
وأضاف البيان أن صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة كشفت عن وجود 30 تميمة في داخل المومياء وبين لفائفها، كذلك عن وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب، مما يدل على أن كهنة الأسرة الحادية والعشرين، الذين أعادوا لف المومياء، اهتموا "بالحفاظ على الحلي الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.