22 كانون الثاني 2022 | 15:20

أخبار لبنان

‏"المجلس الشرعي": لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها

عقد "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى" جلسة برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد ‏اللطيف دريان في دار الفتوى وتم التداول في الشؤون الإسلامية والوطنية وآخر المستجدات على ‏الساحة اللبنانية والعربية، وتوقف المجلس عند المستجدات التي طرأت على الساحة اللبنانية في ‏الآونة الأخيرة واصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ فايز سيف الاتي نصه‎:‎

‏"أولاً: يثمن المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى الدور الذي قام به دولة رئيس مجلس الوزراء ‏نجيب ميقاتي من موقعه الدستوري ومن مسؤوليته الوطنية، في إعادة الروح إلى مجلس الوزراء ‏والجهود التي بذلها مع جميع الفرقاء لكي يلتئم مجدداً ويعكف على معالجة مشاكل البلاد المعيشية ‏والمالية والاجتماعية واستنهاض مؤسسات الدولة ومرافقها العامة للاهتمام بمصالح المواطنين ‏والسهر على تلبية احتياجاتهم وتسيير شؤون الدولة‎.‎

ثانياً: إن عودة مجلس الوزراء إلى عقد جلساته والبدء بالعمل الجاد بعد غياب طويل عن الناس، ‏والانقطاع عن رعاية مصالحهم وحل مشاكلهم، يجب ان تكون عودة إلى الناس، وليس إلى أي ‏أمر آخر أو هم آخر، خارج همومهم ومعاناتهم ومداواة آلامهم، والابتعاد عن سياسات التعطيل ‏التي تضرب الثقة بالدولة ويدفع الشعب اللبناني بنتيجتها أثماناً باهظة في معيشته ومستقبل أبنائه، ‏مع ضرورة تخلي القوى السياسية عن نزاعاتها وطموحاتها الفئوية الذاتية، وعدم الرجوع إلى ‏مناكفاتهم، فلن تجنوا من انقساماتكم وصراعاتكم وتنمركم واستقوائكم على اللبنانيين وعلى ‏بعضكم البعض إلا الذل والغربة والتبعية والهوان. ووجوب السعي، إلى إعادة اللبنانيين إلى ‏الحياة الطبيعية وتأمين حاجاتهم الأولية، وتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، من مأكل ‏ومشرب وكهرباء ودواء وعمل، ومن أمن وأمان معيشي واقتصادي واجتماعي، ومعالجة انهيار ‏العملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، واستعادة أموالهم وجنى عمرهم، وان هذه ‏القضايا الحياتية والأساسية يجب أن تكون من أولويات عمل مجلس الوزراء وإدارات الدولة ‏ومؤسساتها ومرافقها الحيوية‎.‎

ثالثاً: إنها لفرصة مؤاتيه أمام اللبنانيين جميعاً، وخاصة من يتولون قيادة البلاد، للعودة إلى ‏ضمائرهم وترجيح مصالح البلاد العليا على مصالحهم الخاصة، وليمدوا أياديهم إلى بعضهم ‏البعض، والشروع فوراً بتنفيذ الإصلاح الاقتصادي والمالي بشكل لا يطال فئات المجتمع المنهك، ‏والاستفادة من دعم العالم للبنان والاستعداد لمساعدته ونجدته، لإنقاذ بلدهم ومصير وطنهم المهدد ‏والحفاظ على وحدتهم وتماسكهم، والتخلي عن دعوات الانقسام والتجزئة والانعزال التي تضيق ‏معها مساحة الأرض ومساحة الفكر والتفاعل الإنساني والوطني حتى الاختناق، ومن ثم الهروب ‏وهجرة المكان والأرض والهوية والتاريخ. والتي ستقضي على كيانهم وستمزق وتبدد أحلامهم ‏في الاستقلال والسيادة، لأن طريق الخلاص والحرية لا يكون ولن يكون إلا بوحدة اللبنانيين ‏وتضامنهم وحرصهم على عيشهم المشترك، وتعاونهم مع الدول العربية الشقيقة‎.‎

رابعاً: إن لبنان بتكوينه وثقافته ولغته وتاريخه، وهو العضو المؤسس والفاعل في جامعة الدول ‏العربية، هو جزء من محيطه العربي، وهو في دستوره عربي الهوية والانتماء، ولن يكون في ‏مشاعره وأحاسيسه وسياساته وارتباطاته ومصالحه خارج عروبته، ولن يكون معادياً لإخوانه ‏العرب، وسيبقى نصيراً للقضايا العربية، وسيكون وفياً لكل من وقف إلى جانبه وإلى جانب ‏الشعب اللبناني، وتعزيز وحدة لبنان واللبنانيين، وفي إعادة بناء وإحياء مؤسساته ودعم اقتصاده، ‏في كل الظروف والأحداث الخطيرة التي مرت على لبنان واللبنانيين، وخاصة دول الخليج ‏العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية‎.‎

وعندما كان العدو الإسرائيلي تدك بمدافعها المدن والقرى اللبنانية ويدمر بطائراتها المنازل ‏والمدارس والجسور والمنشآت في عدوانها الغادرعلى لبنان سنة 2006 لم يجد لبنان إلا الدول ‏العربية إلى جانبه التي عملت على إعادة بناء ما هدمته الحرب‎.‎

وعندما دمرنا لبنان بأيدينا، بحرب أهلية عبثية سنة 1975، لم نجد إلا الدول العربية الشقيقة التي ‏أعادت بناء بلدنا واقتصادنا، ورعت مسيرة البناء والإعمار وأنهت الحرب وأحيت المؤسسات ‏الدستورية وأعادت لبنان إلى الخريطة العالمية‎.‎

فهل ننسى مؤتمر الطائف ونتائجه في إحلال سلام لبنان وأمنه وازدهاره وعيشه المشترك‎.‎

من هذا المنطلق يندد المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى بالاعتداءات الارهابية المتكررة التي ‏قامت بها الميليشيات الحوثية على دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى المملكة العربية السعودية، ‏ويعتبر أن أي اعتداء عليها أو على أية دولة عربية من دول مجلس التعاون الخليجي هو اعتداء ‏على العرب والمسلمين جميعاً. وموقفه ثابت وحازم من هذه الممارسات الارهابية التي لن تلقى ‏منه إلا الرفض والاستنكار والإدانة لأنها تستهدف دولاً عربية شقيقة كانت دائماً نصيراً للبنان ‏وداعمة لشعبه في كل الظروف الصعبة التي مر ويمر بها وطننا‎.‎

خامساً: إن إجراء الانتخابات النيابية، ومن ثم الرئاسية في مواعيدها الدستورية، هي إحدى ‏المقومات الأساسية والجوهرية لنظامنا الديموقراطي البرلماني الذي يعتمده لبنان في دستوره، ‏ونحن نحرص كل الحرص على التزام الحكومة اللبنانية بإجراء هذه الانتخابات في مواعيدها ‏دون تاخير، لكي يكون للبنانيين قرارهم الحر في أمر مستقبل بلدهم ولكي تنتظم أمور حياتهم في ‏إطار الدستور، ولينعموا بالاستقرار بعيداً عن حالة الفوضى والفساد التي تسود حياتهم، وعلى ‏الحكومة أن توفر لهم كل العناصر و الامكانات لكي يمارسوا حقهم الانتخابي في مناخ من الحرية ‏والاطمئنان والنزاهة، ويبنوا حياتهم من جديد، على أساس الحق والعدالة والمساواة واحترام ‏القانون والنظام العام‎.‎

إن دار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى سيبقيا أمينيين على وحدة لبنان واللبنانيين ‏والعيش المشترك، وعلى دورهما الوطني الجامع الذي يحفظ لبنان وشعبه ويساوي بين مواطنيه ‏ويكون حصناً للسيادة والحرية ومثالاً للأخوة الإنسانية والانفتاح والاعتدال"‏‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 كانون الثاني 2022 15:20