1 شباط 2022 | 12:31

أخبار لبنان

لهذا، يبقى السلاح عقدة

لهذا، يبقى السلاح عقدة

النهار - راشد فايد ‏



قفا نحك



يوم جاء وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي ليسلم لبنان مذكرة كويتية خليجية ‏تحمل أكثر من 10 بنود يهدف تطبيقها إلى تصحيح مسار العلاقات بين الطرفين، ‏روّجت مصادر سياسية لإجابة حول استيعاب سلاح الحزب المهيمن هي تكرار ‏لمقولة له مفادها أن مصير السلاح رهن بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لـ 13 نقطة ‏تمتد من مزارع شبعا (جنوب شرق)، إلى بلدة الناقورة (جنوب غرب)، في قضاء ‏صور بمحافظة الجنوب. في ذلك دعوة ضمنية لحض العرب، أصدقاء الولايات ‏المتحدة ومن لهم علاقة مستجدة مع اسرائيل، إلى الضغط عليها للإنسحاب، وهو ‏أمر يعيدنا إلى دوّامة التجاذب مع النظام السوري الذي يزعم لفظياً أنه يعترف ‏بلبنانيتها، ويتجنب إعطاء الوثائق التي تفيد بذلك.‏

‏ لو تحقق الإنسحاب برغم ذلك، وبهذه الصورة، لن يؤدي إلى طي ملف هذا ‏السلاح، إذ له مهمتان تتوارى إحداهما وراء الأخرى: الأولى خدمة المشروع ‏الفارسي التوسعي بالهيمنة على دول عربية، مباشرة أو باستخدام أدوات محلية في ‏كل بلد عربي يدخل في رؤية المشروع كـ"انصار الله" المعروفين بالحوثيين في ‏اليمن، و"حزب الله" في لبنان، ومماثليه من أدوات ميليشياوية مسلحة في دول ‏عربية أخرى. فإذا انتهت "مفاوضات فيينا" في شأن النووي الإيراني إلى تفاهم، ‏فستكون العلاقات العربية - الإيرانية على طاولة تفاهم شبه موازية، لكنها ستواجه ‏الزعم بأن ما تمارسه الأدوات المذكورة من هيمنة في بلادها يستند إلى إدعائها بأن ‏من حقها، كطرف محلي، أن تمثل شريحة من المجتمع تعاضدها، أي عملياً أن ‏تسخدم الشرعية لتغطية اللاشرعية التي تمثل بغية فرض توازنات جديدة، ولا ‏يخرج عن ذلك البيوعات العقارية في مواقع استراتيجية على مدى الخريطة ‏اللبنانية، أو في سوريا مثلا حيث التغيير الديموغرافي على قدم وساق بالحديد ‏والنار.‏

مارست طهران، منذ الإطاحة بحكم الشاه وسيطرة الملالي سياسة هجومية، ‏وبالأحرى عدوانية، تجاه محيطها، بعنوان نشر الثورة الإسلامية وتحرير القدس، ‏التي زاد وضعها بؤساً منذ ذاك، فيما ما سُمّي "فيلق القدس" مارس مهمته بافتعال ‏المواجهات بعيداً عن القدس، ولم تكن الحرب مع العراق إلّا أبرز تجلياتها، حين ‏تواجه طموح صدام مع أحلام الخميني لمدة 8 سنوات وكان الثمن مصرع ما لا يقل ‏عن مليون بشري من الجهتين، إلى خسائر زادت على 350 مليار دولار، في ‏اطول حرب شهدها القرن الفائت.‏

لم يتغير أمر في العدوانية الإيرانية تجاه المحيط، منذ حُكم الشاه الذي كان طامحاُ ‏إلى دور "شرطي الخليج"، وما فعله الخميني ليس إلا نسخة "ثورية" تظللها عقيدة ‏إيمانية لما سعى إليه خلفه. وإذا كان من تهدئة إقليمية في وقت لاحق، فإنها ستكون ‏سطحية ومزعومة، لأن الصدام سينتقل إلى نمط آخر سيتجلى في عزم اللاشرعية، ‏حيث يصول المشروع الإيراني، على تطويع الشرعية واتخاذها سترا لأطماعه، ‏ومن ذلك التغيير السياسي العام والديموغرافي، تحت مظلة مشروع تحالف الأقليات ‏الذي لم يعد خافياً إلّا على الأعمى والمتعامي.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 شباط 2022 12:31