2 شباط 2022 | 08:06

أخبار لبنان

القضاء على حاكم مصرف لبنان للسيطرة على المصارف

القضاء على حاكم مصرف لبنان للسيطرة على المصارف

كتب عوني الكعكي:




هذا الإصرار على القضاء على حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، لم يعد كما يعلن فخامة الرئيس بهدف ترك التحقيق الجنائي يأخذ مجراه، بل الحقيقة ان فخامته يتصوّر أنه يستطيع بطريقة ما أن يأمر شركة التدقيق أن ترتب «الحسابات» كما يشاء ناسياً أو متناسياً، أن شركة التدقيق تملك سمعة مالية جيدة، وهي غير مستعدة لأن تتخلى عن صدقيتها مهما كانت الإغراءات.

على كل حال، فإنّ هذه «الحجة» التي يستعملها فخامته ليحرك القاضية غير المتزوجة غادة عون التي تعتبر نفسها انها تستطيع أن تفعل ما تشاء، وكأنّ القضاء عندها «أطلب وتمنى وسوف ننفذ لك ما تأمر به». كذلك فإنّ هناك أيضاً «شبيك لبيك عبدك بين ايديك».

ما هذا يا جماعة الخير، الذين أقاموا الدعوى التي تتذرّع بها القاضية غادة عون لديهم الحق في ذلك، ولكن ماذا تقصد عندما تعطي الأوامر الى الجهات الأمنية، وخاصة جماعة أمن الدولة، الذين لا عمل عندهم إلاّ تنفيذ ما تأمر به القاضية غادة عون؟ طبعاً ذلك إرضاءً لفخامة الرئيس لأنّ هذا الجهاز أصبح معروفاً بأنه لا ينفذ إلاّ الأوامر التي يعطيها فخامته مهما كانت هذه الاوامر شرعية أم غير شرعية... المهم أن يكون القاضي راضياً.

بالعودة الى الهجمة التي تقوم بها مجموعة تخطط للقضاء على حاكم مصرف لبنان، لأنه الحاجز الحقيقي الذي لا يزال يحافظ على عدم انهيار القطاع المصرفي، بالرغم من أنّ المسؤول الحقيقي عن هذه المشكلة هي الدولة اللبنانية التي استدانت من هذا القطاع حوالى 90 مليار دولار، ولا تريد أن تبحث عن حل لهذه المشكلة، بأن تجلس مع أصحاب البنوك على الأقل وتتفاهم معهم، وهناك العديد من الحلول التي يمكن أن يُتَوصّل إليها.

أما بالنسبة لاعتبار ان الأموال التي استدانتها الدولة من البنوك هي خسائر، فهذا كلام غير مقبول وهذا تجنٍّ. كما ان هذا هو قسم من المشكلة.. أما المشكلة أو المخطط الثاني فهو ان يُلْغى القطاع المصرفي بحجة الخسائر ويقام نظام مالي جديد، يقضي بإنشاء خمسة بنوك جديدة برأسمال مليار دولار لكل بنك منها.

وهكذا يتمكن العباقرة الذين يحملون هذه الأفكار الجهنميّة من تحقيق الهدف وهو السيطرة على البنوك وشراء 60 بنكاً والموجود «يفلّس»، وإقامة قطاع مصرفي جديد.

كما يبدو أنّ الذي استفز فخامته أخيراً هو نجاح سعادة حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، في لجم الدولار، وبسحر ساحر استطاع تخفيضه حوالى 35٪.. هذا النجاح يثبت أنّ الوحيد الذي يستطيع أن يعيد النجاح والاستقرار الى هذا القطاع هو سعادة الحاكم.

من ناحية ثانية، ليس فخامته وجماعته الوحيدين الذين يريدون القضاء على الحاكم، بل هناك أيضاً من يطلقون على أنفسهم أنصار جبهة المقاومة والممانعة الذين ومنذ 4 سنوات وإعلامهم لا عمل عنده إلاّ تحرير القدس والقضاء على حاكم مصرف لبنان..

فعلاً ما يلفت، هذا الإصرار للقضاء على القطاع المصرفي اللبناني، خاصة وأنّ الأوضاع المالية والاقتصادية للدول الممانعة صعبة جداً، وهناك انهيار في سعر صرف العملة أمام الدولار في كل من إيران وسوريا واليمن، وحتى العراق البلد الغني المنهوب من الفرس... الشيء الوحيد الذي يفعلونه هو شراء أسلحة، وهذا يرهق أكبر دولة خاصة إذا كان السلاح مستورداً.

في النهاية، كما قال لي خبير اقتصادي كبير، ان الحاكم هو الشخص الوحيد المؤهل لإنقاذ القطاع المصرفي، وهذا ما يحْرج فخامة الرئيس وجماعته وحلفاءه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 شباط 2022 08:06