كتب محمود القيسي:
"…ان سألتموني من أين أجيء، فعلي أن أتكلم
مع الأشياء المكسورة
مع الأواني الشديدة المرارة،
مع الوحوش المنتنة غالباً
ومع قلبي المعذب
ليست الذكريات هي التي تلاقت
ولا الحماقة المصفرة التي تنام في النسيان
وإنما وجوه بدموع
أصابع في الحنجرة،
وما يتساقط من الأوراق:
عتمة يوم مضى،
يوم تغذى بدمنا الحزين..
هناك كثير من الموتى،
كثير من المرميين الذين تخترقهم الشمس،
كثير من الرؤوس التي تضربها المراكب،
كثير من الأيدي التي حبست قبلات
كثير من الأشياء التي أريد نسيانها،
من الاقامة في الارض…”
*شعر بابلو نيرودا
هل النعمة نقمة؟ ام النقمة نعمة؟ وهل الثروات الطبيعية على الدول الصغيرة وشعوبها نقمة ام نعمة؟ وهل الدول الضعيفة والمستضعفة وشعوبها و"ثرواتها" إن "وجدت" مجرد ملاعب مفتوحة في مزادات (لعبة الأمم) ومناقصاتها؟! ولطالما سمعت هذه المقولة في الصغر بأن (الأفعال سواء أكانت جيدة أو سيئة فإنها تحتاج الى التخطيط الدقيق)، ولكن هناك من يجنّد كل قواه في الأمور الجيدة، وهناك من يجند كل قواه من أجل أن يقوم بأمور شريرة، فاللص أيضا لا يحصل على ما يريده بالسهولة التي قد يتصورها بعضنا، بل يجب عليه أن يخطط بصورة وافية ويكون دقيقا وسريعا في التنفيذ وفي العمل الذي يريد أن يقوم به كي يحصل على ما يريد وإلا لن ينجح فيما يهدف إليه. " آموس هوكشتاين" كبير مستشاري أمن الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية، يصل إلى إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلى حلٍ يتعلق بترسيم الحدود البحرية، سعياً للتوصل إلى اتفاقٍ قريب يسمح للجانبين باستخراج الغاز من المناطق المتنازع عليها. وفي هذا السياق، اعتبر موقع "أكسيوس" الاستخباري الأميركي، أن أهمية أي اتفاقٍ وشيك تكمن بالاتفاق على منطقة متنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط تسمح للبنان بالبدء في التنقيب عن الغاز الطبيعي، ما قد يعزز اقتصاده المعرض للخطر. وقد بدأت الجولة الأخيرة من المحادثات بوساطة أميركية العام الماضي، لكنها توقفت بسبب جائحة كورونا والأزمة السياسية في لبنان. وتأتي الاندفاعة الأخيرة، حسب الموقع، بعد أن زار هوكشتاين لبنان وإسرائيل في تشرين الثاني المنصرم.
وينقل الموقع الأميركي عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن هوكشتاين التقى يوم الأحد الماضي في القدس بوزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار، التي أبلغت المبعوث الأميركي أن إسرائيل تريد صفقة وأنها مستعدة للنظر في "حلول مبتكرة" طالما يتم الحفاظ على مصالحها الأمنية والاقتصادية. كما رفض المسؤول نفسه الإدلاء بأي تفاصيل بشأن اقتراح هوكشتاين، لكنه شدد على أن المبعوث الأميركي يرى فرصة للتوصل إلى اتفاق ويريد محاولة التوصل لإنجازه في أسرع وقتٍ ممكن. وفي معرض التذكير برسالة هوكشتاين للأطراف المعنية في المفاوضات البحرية، والتي نُقلت في تشرين الثاني المنصرم، ومفادها أنه سينهي جهود الوساطة إذا لم يتمكن لبنان وإسرائيل من التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات البرلمانية اللبنانية، التي كانت مقررة في آذار 2022، وتم تأجيلها منذ ذلك الحين إلى أيار المقبل.. وكان هوكشتاين قد غرّد على "تويتر" قائلاً إنه أجرى مناقشة جيدة مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية حول هذا الملف في المنطقة، وبحث سبل التعاون، وأضاف "نتطلع للقاء مرة جديدة في بيروت الجميلة"!!
أبشر مستر هوكشتاين طال عمرك، حاوي الحلول الأميركية المبتكرة.. نحن نتناول يومياً الحمص والفول و "الزيت" إذا توفر نظراً إلى جنون الاسعار المفتعلة والمفعول بها.. وسوف نصبح من منتجي "الغاز" يا صاحب السعادة والحلول الغازية المبتكرة.. نحن نستخرج الزيت المقدس من زيتوننا المقدس والإنجيل والقرآن والتوراة... وحتى التلمود على ما أقول شاهداً و "شهيد".. وانت يا صاحب "المعجزات" والعصارات والكسارات العملاقة القادمة الى بلادنا وسمائنا وبحارنا "الغازية" المستجدة.. سوف نستقبلك بنثر الرز وماء الزهر رغم تحليق الأسعار حول الكواكب السيارة ورغم المسافات الضوئية وسرعة عصر "الإلكترونيات" والذكاء الاصطناعي في زمن العلوم والنظريات "الكمية" و "النوعية" يا صاحب الزمان الراسمالي الليبرالي الجديد وصاحب المكان..
سوف نستقبلك يا "سيد" من بلد الحرية على إيقاع أوركسترا فرقة "حسباله" الفلكلورية وكلمات "حدوتة" صعيدية من شعر الصعاليك والحرافيش الشعبية يقول مطلعها: "شرفت يا هوكشتاين بابا يا بتاع الترسيم والغاز والزيت.. عملولك سيما وزيطا سلاطين الفول والزيت…" ونحن سوف نبقى على ما نحن عليه، نحب الحياة ما أستطعنا إليها سبيلا ونستخرج من أرضنا زيتنا وزيتوننا وخبزنا ونبيذنا.. نحب الحياة ما أستطعنا اليها سبيلا.. في حين تضعونا انتم وحلفائكم وشركاؤكم ووكلاؤكم يا مستر الحلول المبتكرة في عصاراتكم العملاقة كي يخرج منا الماء والزيت والنفط وكل مشتقات الغازات والسوائل... كي نصبح بعد الغسيل عالناشف جاهزين للكوي والطوي.. "من اجل تعزيز إقتصادنا المعرض للخطر" كما يقول المبعوث الامريكي الإنساني صاحب القلب الكبير.. يحيا هوكشتاين الإنسانية.. يحيا هوكشتاين الزيت.. يحيا هوكشتاين النفط.. يحيا هوكشتاين الغازات، هوكشتاين الروائح.. روائح الليبرالية الأمريكية الجديدة - الجديدة المبتكرة.. الجديدة المستجدة..!!!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.