15 شباط 2022 | 08:05

أخبار لبنان

رسالة "حشود الضريح": الالتفاف حول سعد الحريري

كتبت صحيفة "النهار" تقول: لعل مشهدية "الحشد الصامت" امام وحول وفي كل ‏الساحات المحيطة بضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري امس شكلت المشهدية ‏المعبرة بقوة عن مدى تأثر جمهور الحريرية بحضور زعيمها الرئيس سعد ‏الحريري في مناسبة الذكرى الـ 17 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط ‏‏2005 بعد فترة قصيرة من إعلانه قرار تعليق النشاط السياسي لتيار المستقبل ‏والامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية . ذلك ان دلالات الالتفاف حول سعد ‏الحريري من حشود مفاجئة من أنصاره حضر من مختلف المناطق من دون تنظيم ‏ولا دعوات مسبقة بل بطريقة عفوية بدا فعلا بمثابة رسالة تلقائية برسم الاقربين ‏والابعدين والحلفاء والخصوم ، والاهم الأهم رسالة برسم "الانتهازيين" المستعجلين ‏ما يظنون انهم قادرون على اقتناصه جراء قرار الحريري تعليق العمل السياسي ‏المباشر .‏

‏ لذلك اكتسب حضور الحريري الى ضريح والده وسط حشود الأنصار بعدا يتصل ‏بالتفاعلات العميقة التي تشهدها الساحة الداخلية عموما والساحة التي ملأتها ‏الحريرية خصوصا سواء على مستوى الطائفة السنية ام على مستوى الطوائف ‏الأخرى من خلال واقع ان الحريرية هي عابرة للطوائف . واذا كان حضور ‏الرئيس سعد الحريري الى بيروت ليومين مخصصين لاحياء الذكرى الـ17 ‏لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري امرا متوقعا وعاديا وطبيعيا في الظروف السابقة ‏فان غياب أي احتفال في المناسبة هذه السنة اضفى بعدا مشدودا على الذكرى وبدا ‏واضحا ان الرئيس سعد الحريري أراد بعدم توجيهه أي كلمة حصر المناسبة بذاتها ‏وعدم اقحامها باي موقف سياسي ما دام قراره بتعليق النشاط السياسي ثابتا ولا ‏تراجع عنه في الظروف الحالية وحتى امد قد لا يكون قصيرا . ولكن رسالة ‏الحشود اثبتت ان حضور الحريري لا يزال الأقوى في ساحته وان لا شراكة متاحة ‏لزعامته حتى اشعار طويل اخر . وبدا لافتا في هذا السياق ان تيار المستقبل اصدر ‏تعميما خلال وجود الرئيس الحريري امس في بيروت وقبل ان يغادرها ليلا الى ‏ابوظبي طلب فيه من سائر المنتمين اليه الراغبين في الترشح للانتخابات النيابية ان ‏يستقيلوا من التيار في حال قرروا الترشح وعدم استعمال اسم التيار في ترشيحهم ‏وحملاتهم الانتخابية .‏

‏ وبالعودة الى احياء ذكرى 14 شباط فان الرئيس سعد الحريري حضر الى مكان ‏ضريح والده ورفاقه في وسط بيروت في الساعة الأولى الا خمس دقائق وهي ‏اللحظة التي دوى فيها التفجير الهائل بموكب الرئيس رفيق الحريري . ورافقت ‏الرئيس سعد الحريري النائبة بهية الحريري والسيد شفيق الحريري وشقيقته جمانة ‏ورئيسة مجموعة "النهار" الزميلة نايلة تويني . وبعد قراءة الفاتحة عن روح ‏الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء راح الحريري يحيي الجماهير والوفود ‏السياسية والشعبية من مناصري تيار المستقبل التي احتشدت أمام الضريح وسط ‏هتافات التأييد والدعم له ثم عاد الى بيت الوسط الذي فتح ابوابه لاستقبال الوفود ‏التي انتقل كثير منها من الضريح لملاقاة ومصافحة الرئيس الحريري . ‏

وفي دردشة مع الاعلاميين، أشار رئيس الحريري إلى أن "المشهد على ضريح ‏الشهيد رفيق الحريري قال كلّ الكلام"، مؤكدا ان "جمهور "المستقبل" حرّ في ‏المشاركة " وتهكم على القول ان علاقته جيدة بحزب الله وقال "المقاومة بتفهم كل ‏شي" واعتبر ان "ميشال عون مش موجود والحزب هو كل شي" واكد انه بعد ‏قراره الأخير صار متحررا ويمكنه الوقوف مع الناس ونفى وجود خلاف شخصي ‏بينه وبين سمير جعجع بل هناك اختلاف سياسي .‏

وشهد ضريح الرئيس رفيق الحريري منذ ساعات الصباح، تقاطرا للوفود الشعبية ‏والشخصيات السياسية والرسمية في الذكرى 17 على اغتياله. وزار الضريح ‏رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة وقرأا الفاتحة عن روح ‏الرئيس الحريري ورفاقه. كما زاره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ‏ترافقه عقيلته السيدة نورا جنبلاط وابنه أصلان وابنته داليا حيث قرأوا الفاتحة.وبعد ‏قراءة الفاتحة، قال جنبلاط: "كُتب علينا أن نقرأ الفاتحة في المختارة، وفي بيروت ‏في ساحة الشهداء كل عام، وكُتب علينا أن نصمد وسنصمد". ‏

وكان رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط قد زار الضريح في وقت سابق ‏ورافقه وفد من الكتلة، ضم النواب أكرم شهيب، فيصل الصايغ، بلال عبدالله، وائل ‏أبو فاعور، بالإضافة إلى النائبين السابقين هنري حلو ومروان حمادة. واستمر ‏تقاطر الشخصيات والوفود طوال اليوم .‏

وفي تطور خارجي لافت في يوم ذكرى اغتيال الحريري أعلنت الولايات المتحدة ‏عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عن سليم عياش المدان ‏غيابيًا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ونشر حساب ‏Rewards for ‎Justice‏ التابع لوزارة الخارجية الأميركية عبر "تويتر" تغريدة قال فيها إن سليم ‏عياش هو "عضو في فرقة الاغتيالات التابعة لحزب الله والتي تتلقى أوامرها ‏مباشرة من (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله. أدين عياش بالتورط في ‏اغتيال رفيق الحريري. إذا كان بإمكانك تقديم معلومات عنه، فقد تكون مؤهلا ‏للحصول على مكافأة". ‏

في غضون ذلك مضى "حزب الله" في كسر قرارات الحكومة فعقد مؤتمر ‏المعارضة البحرينية في صالة "الرسالات" التابعة للحزب في منطقة الرحاب في ‏الضاحية الجنوبية متحديا بذلك بالقرارات التي اتخذها وزير الداخلية رضوان ‏مولوي بمنع إقامة هذه الاحتفال الذي يعتبر بمثابة استفزاز إضافي سافر للدول ‏الخليجية . وبدا واضحا ان انعقاد المؤتمر الذي أدى الى تعرية جديدة لعجز السلطة ‏امام تسلط "حزب الله" مر من دون أي اشكال لان أي حضور امني رسمي لم ‏يظهر في محيط الاحتفال الامر الذي اكد عدم طلب وزير الداخلية أي اجراء فعلي ‏لمنع الاحتفال .‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 شباط 2022 08:05