22 شباط 2022 | 09:24

أخبار لبنان

‏ سوبر مان وباتمان والانهيار اللبناني الكبير

مازن عبّود - اوكسيجين/جريدة النهار


سأل‎ Paul Krugman ‎في مقالته المبنية على تغريدة المرشح لمجلس الشيوخ جوش مانديل "هل ‏اعتمدت الحكومة على المطابع لتغطية العجز وتغذية التضخم؟". وقال بانّ الدولارات ليست ‏مغطاة الا بالقانون، وتطبع انفاذا لرغبات الاحتياطي الفيدرالي. واعتبر بانّ العجز يؤدي إلى ‏التضخم. والتضخم المفرط نتاج طباعة الاموال. "فعندما لا تستطيع الحكومة الاقتراض وجمع ‏ضرائب كافية لتغطية نفقاتها تتجه الى المطابع". فتتوفر النقود بكثافة، ويصير التخلص منها ‏أولوية. فيزداد الطلب على المواد الاستهلاكية فترتفع اسعارها. "الاحتياطي الفدرالي طبع كميات ‏من الدولارات لتغطية اكلاف الجائحة وللتصدير الى الخارج‎". ‎

السلطة اللبنانية اغرمت بالطباعة لتغطية نفقاتها في غياب الواردات وترف الاستدانة. والطباعة ‏ترتبط بالانهيار. فغرقنا في الورق، ونستمتع بفيلم ابطاله واقعيون وعنوانه الملاحقة والفرار. ‏وتمرح حين يتكلمون عن فشل الموازنة في تصفير العجز وعن موازنات إصلاحية، وموازنة ‏اقل من عادية لا تمر. والاهم يتكلمون عن الليلرة، انه زمن الورق حتى في الرجال والافكار. ‏لكن استيقظ الحاكم ولو متأخرا للملمة الليرات التي اغرقنا بها للجم الدولار‎.‎

صندوق النقد الدولي أصدر بيانا بعيد انتهاء مناقشاته برنامج الإصلاح الاقتصادي مع لبنان الذي ‏تمنى ان يكون على ركائز‎:‎

الإصلاحات المالية لتحمل الديون مع مساحة للاستثمار لاجتماعي وفي الإعمار‎.‎

إعادة هيكلة القطاع المالي لتقوية الثقة ودعم الانتعاش‎.‎

إصلاح الكهرباء لتقديم خدمات أفضل دون استنزاف الموارد العامة‎.‎

تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب وتعزيز الشفافية والمساءلة

نظام نقدي وسعر صرف موثوق‎.‎

أوصى بتوافق الخسائر والتسلسل الهرمي وحماية لصغار المودعين، ودعا الى رفع سرية ‏مصرفية ليست سرية الا علينا أو تعديلها كي تتماشى مع الممارسات الدولية‎. ‎

سوبرمان وباتمان ولدا في الثلاثينيات من رحم الكابوني والكساد الكبير. الكلّ اعتبر فاسدا حينها. ‏فقدان ابطال الحياة جعل الناس يتبنون شخصيات وهمية في أفلام مثيرة وفق فيكراماديتيا ‏موتواني. اما في لبنان فلا حاجة للأفلام فقد اسقطنا على ساستنا ما نتمنى فصاروا السوبرمان ‏وباتمان‎.‎

يقال انّ الامبرطور كاليغولا عيّن حصانه قنصلا. حاول غزو بريطانيا، ولمّا عجز عن ذلك. امر ‏جنوده بجمع الاصداف من شواطئ بلاد الغال وعاد بها الى روما غنائما، وكبّل بعض جنوده ‏كرهائن ودخل الى روما بطلا مظفرا وسط هياج الجماهير. "الايادي الفارغة آثمة". ومخول ما ‏كان يعود الى منزله ولو حتى محملا بأكياس من الحجارة‎. ‎

اعتبر الأكاديمي المرموق عاطف قبرصي في "إعادة بناء الاقتصاد" بانّ جذور الازمة تعود الى ‏الهيكل الطائفي للاقتصاد. "فالمعجزة الاقتصادية اللبنانية" لم توجد. فالاقتصادات تقاس بالفائض، ‏وما توفر في موازناتنا الا العجز. وقال بانّ ميزات لبنان التفاضلية هي شعبه وجماله ووفرة ‏المياه. لذا فالحل: "في تنمية زراعة عصرية تفعّل السياحة. الاستثمار في المرافق البيئية لجذب ‏‏12 مليون سائح. واعادة المهارات لتأسيس الخدمات". وهذا يتطلب استقرارا وبنى تحتية ‏وتعديلات تكون انعكاسا لنجاحات نظام الحوكمة. بالنسبة الى "بنجامن فرانكلن": "الوقت مال، ‏والمال يولّد مالا". في لبنان لدينا الكثير من الوقت لكن لاغتيال الفرص والغرق في الديون‎. ‎

يقول ماكس وابير بأنّ "الناس في الديمقراطية يختارون قادة يثقون بهم. قادة يقولون للناس بعيّد ‏وصولهم: "الآن اصمتوا ودعونا نأكل". وتستمر "ايفون" بمبايعة ديكها الذي يأكل بيضها كي ‏يبقى منتصبا في وجه ديك "أسماء". وبالانتظار نغني:"وطيري يا طيارة طيري يا ورق ‏وخيطان‎...".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 شباط 2022 09:24