مازن عبّود - اوكسيجين/جريدة النهار
سأل Paul Krugman في مقالته المبنية على تغريدة المرشح لمجلس الشيوخ جوش مانديل "هل اعتمدت الحكومة على المطابع لتغطية العجز وتغذية التضخم؟". وقال بانّ الدولارات ليست مغطاة الا بالقانون، وتطبع انفاذا لرغبات الاحتياطي الفيدرالي. واعتبر بانّ العجز يؤدي إلى التضخم. والتضخم المفرط نتاج طباعة الاموال. "فعندما لا تستطيع الحكومة الاقتراض وجمع ضرائب كافية لتغطية نفقاتها تتجه الى المطابع". فتتوفر النقود بكثافة، ويصير التخلص منها أولوية. فيزداد الطلب على المواد الاستهلاكية فترتفع اسعارها. "الاحتياطي الفدرالي طبع كميات من الدولارات لتغطية اكلاف الجائحة وللتصدير الى الخارج".
السلطة اللبنانية اغرمت بالطباعة لتغطية نفقاتها في غياب الواردات وترف الاستدانة. والطباعة ترتبط بالانهيار. فغرقنا في الورق، ونستمتع بفيلم ابطاله واقعيون وعنوانه الملاحقة والفرار. وتمرح حين يتكلمون عن فشل الموازنة في تصفير العجز وعن موازنات إصلاحية، وموازنة اقل من عادية لا تمر. والاهم يتكلمون عن الليلرة، انه زمن الورق حتى في الرجال والافكار. لكن استيقظ الحاكم ولو متأخرا للملمة الليرات التي اغرقنا بها للجم الدولار.
صندوق النقد الدولي أصدر بيانا بعيد انتهاء مناقشاته برنامج الإصلاح الاقتصادي مع لبنان الذي تمنى ان يكون على ركائز:
الإصلاحات المالية لتحمل الديون مع مساحة للاستثمار لاجتماعي وفي الإعمار.
إعادة هيكلة القطاع المالي لتقوية الثقة ودعم الانتعاش.
إصلاح الكهرباء لتقديم خدمات أفضل دون استنزاف الموارد العامة.
تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب وتعزيز الشفافية والمساءلة
نظام نقدي وسعر صرف موثوق.
أوصى بتوافق الخسائر والتسلسل الهرمي وحماية لصغار المودعين، ودعا الى رفع سرية مصرفية ليست سرية الا علينا أو تعديلها كي تتماشى مع الممارسات الدولية.
سوبرمان وباتمان ولدا في الثلاثينيات من رحم الكابوني والكساد الكبير. الكلّ اعتبر فاسدا حينها. فقدان ابطال الحياة جعل الناس يتبنون شخصيات وهمية في أفلام مثيرة وفق فيكراماديتيا موتواني. اما في لبنان فلا حاجة للأفلام فقد اسقطنا على ساستنا ما نتمنى فصاروا السوبرمان وباتمان.
يقال انّ الامبرطور كاليغولا عيّن حصانه قنصلا. حاول غزو بريطانيا، ولمّا عجز عن ذلك. امر جنوده بجمع الاصداف من شواطئ بلاد الغال وعاد بها الى روما غنائما، وكبّل بعض جنوده كرهائن ودخل الى روما بطلا مظفرا وسط هياج الجماهير. "الايادي الفارغة آثمة". ومخول ما كان يعود الى منزله ولو حتى محملا بأكياس من الحجارة.
اعتبر الأكاديمي المرموق عاطف قبرصي في "إعادة بناء الاقتصاد" بانّ جذور الازمة تعود الى الهيكل الطائفي للاقتصاد. "فالمعجزة الاقتصادية اللبنانية" لم توجد. فالاقتصادات تقاس بالفائض، وما توفر في موازناتنا الا العجز. وقال بانّ ميزات لبنان التفاضلية هي شعبه وجماله ووفرة المياه. لذا فالحل: "في تنمية زراعة عصرية تفعّل السياحة. الاستثمار في المرافق البيئية لجذب 12 مليون سائح. واعادة المهارات لتأسيس الخدمات". وهذا يتطلب استقرارا وبنى تحتية وتعديلات تكون انعكاسا لنجاحات نظام الحوكمة. بالنسبة الى "بنجامن فرانكلن": "الوقت مال، والمال يولّد مالا". في لبنان لدينا الكثير من الوقت لكن لاغتيال الفرص والغرق في الديون.
يقول ماكس وابير بأنّ "الناس في الديمقراطية يختارون قادة يثقون بهم. قادة يقولون للناس بعيّد وصولهم: "الآن اصمتوا ودعونا نأكل". وتستمر "ايفون" بمبايعة ديكها الذي يأكل بيضها كي يبقى منتصبا في وجه ديك "أسماء". وبالانتظار نغني:"وطيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان...".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.