ضمن فاعليات "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في دورته 63، وبدعوة من "النادي الثقافي العربي"، أقيمت الأمسية الموسيقية الشعرية الغنائية "عرفتُ بيروت"، في لقاءٍ راقٍ جمع المؤلّفة الموسيقية والسوبرانو د. هبة القوّاس والشاعر والإعلامي زاهي وهبي.
حضر الأمسية رئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى بعاصيري والرئيس فؤاد السنيورة وومجموعة من السفراءوالشخصيات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية والثقافية، واحتشدت القاعة المخصصة حديثاً لإقامة أنشطة المعرض، بجمهور من روّاد معرض الكتاب.
في البداية كانت كلمة لأمينة السر في النادي الثقافي العربي الأديبة نرمين الخنسا قدّمت فيها الإعلامية والشاعرة ماجدة داغر التي استهلّت الأمسية بكلمة تقديم جاء فيها: "بيروتتسطع اليوم في عودة هذا الفضاء العريق. هذه المساحة الثقافية الفكرية المعرفية الحضارية، معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، عميد المعارض العربية ورائد النهضة المعرفية الحديثة.يعود فيعود معه قلبُنا وروحُنا ووجدانُنا، وتعود عاصمتُنا سيدة المدائن. بيروت التي كتبها الشاعر اليوناني ننوس في "ملحمة بيروت الميمونة" إذ قال:بيروت أرومة الحياة، مرضعة المدن، الأخت التوأم للزمن، المعاصرة للكون، كرسيُّ هرمزونجمة بلاد لبنان". وأضافت داغر: "وجهان مضيئان من بيروت اليوم، اجتمعا وجمعانا في لقاء النغم والكلمة، الموسيقى والشعر، الغناء والترحال في فضاءات القصيدة. قامتان لبنانيتان ما زالتا تؤمنان بدور لبنان الثقافي وبرسالته النبيلة.هبة السبّاقة الرائدة المصقولة بالنغم، المؤلفة الموسيقية وسيمفونيّةٌ لبنانية في صروح العالم الموسيقية.هبة رائدة الأوبرا العربية وصاحبة المشروع الحلم الذي سخّرت مسيرتها الغنية والطويلة لتحقيقه. وزاهي الشعر، زاهي الإعلام وزاهي النُبل والرّقي، الذي لا يزال يقتفي آثار القصيدة على رؤوس أحلامه كي لا يوقظ القوافي. فهو يدرك أن القصيدة تُكتب على متون المنام اليقظ، وتُكتب بمسام القلب وشغافه...."
وفي كلمتها قبل بدء برنامج الاحتفال، قالت القواس: " رغم الدمار الذي طال هذا الصرح الثقافي نتيجة تفجير المرفأ، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهت القيّمين على المعرض لإقامته في أصعب الظروف، ها نحن نجتمع اليوم لنؤكّد أن بيروت عصيّة على الأفول مهما قسى الزمن. لذلك قررنا أن نتحدى الصعاب ونواجه الأزمات بالثقافة والموسيقى والفنون. وما لقاؤنا الليلة سوى إثبات على إيماننا بلبنان وطن الثقافة والريادة..."
وقدّمت القوّاس مجموعة من أغانيها التي تنوّعت بين قصيدتين للشاعر زاهي وهبي من تأليفها الموسيقي منها "صوتي السماء"، كما قدّمت أغاني أخرى لمجموعة من الشعراء مثل أنسي الحاج وهدى النعماني وندى الحاج وماجدة داغر، وختمت بأغنية "عرفتُ بيروت" التي حملت الأمسية عنوانها للشاعرة القديرة "الدانه" وهي من أحبت بيروت وكتبت وجعهافترجمته بقصيدة "عرفتُ بيروت" بكل ما تحمل من مشاعر المحبة. وذلك خلال حوار شعري موسيقي غنائي وارتجالات موسيقية على إيقاع قصائد الشاعر زاهي وهبي، التي قدّمها بوقفته المنبرية وإلقائه المميز وتناغمه مع موسيقى القوّاس وارتجالاتها، فشكّلا معاً لوحةً فنية خلابة تفاعل معها الجمهور المتعطّش لأجواء ثقافية راقية غابت عنه لفترة طويلة. وقرأ وهبي من قصائده الجديدة والمنشورة في دواوينه التي تنوعت بين أشعار الحب والعشق وبين الشعر الوطني والوجداني منها: أضاهيك أنوثةً"، "طوبى للعاشقين"، "دمية روسية" و"أمي".
وفي ختام الأمسية كانت كلمة للسيدة سلوى السنيورة بعاصيري شكرت فيها المشاركين والحضور، مؤكّدة على دور معرض بيروت للكتاب في نشر الثقافة والوعي، وعلى دور المبدعين اللبنانيين في الحفاظ على القيم الحضارية للبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.