11 آذار 2022 | 16:01

إقتصاد

الراتب "يساوي" ٣ تنكات بنزين!‏

ترتفع أسعار المحروقات يومياً بشكل جنوني وقد بلغ سعر صفيحة ‏المازوت اليوم 489000 ليرة لبنانية، أما صفيحة البنزين 95 أوكتان ‏فسعّرت بـ 463000 ليرة، ما يعني أنها اقتربت جدّاً إلى الحدّ الأدنى ‏للأجور. ‏

ومهما حاول أصحاب العمل رفع رواتب الموظفين لمواكبة الغلاء، تبقى ‏زيادة التكاليف الفائزة في السباق، خصوصاً وأن مجلس الوزراء كان أقرّ ‏في بداية السنة رفع بدل النقل اليومي إلى 64 ألف ليرة للقطاع العام ‏و65 ألف ليرة للقطاع الخاص، على أن يدفع بعد نشر المرسوم في ‏الجريدة الرسمية. ‏

في ظل المستجدّات هذه، يبدو أنه بات من شبه المستحيل على العمال أن ‏يصلوا إلى مراكز مراكز عملهم، إذ بالكاد بات معدل الراتب يكفي لتعبئة ‏ثلاث صفائح بنزين، في حين ان الشركات بدورها منهكة وغير قادرة ‏على تكبّد المزيد من المصاريف التشغيلية. في المقابل، تبقى الحرب ‏الروسية-الأوكرانية، المسبب الرئيسي لهذا الارتفاع الضخم في أسعار ‏النفط، من دون بوادر حلّ ما يترجم بتوقّعات حول المزيد من الارتفاع ‏في الأسعار. فكيف سيصل العمال إلى أشغالهم؟ وهل من حلول ممكنة بدأ ‏العمل عليها؟ ‏

رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد يؤكّد لـ "المركزية" ‏أن "أسعار المحروقات مشكلة كبيرة يواجهها سوق العمل، إذ الموضوع ‏عالق بين معضلتين: الأولى، قدرة الموظف على دفع 65 ألف ليرة يومياً ‏كلفة نقل وعدم إمكانية وصوله إلى مركز عمله، نظراً إلى ارتفاع أسعار ‏البنزين. الثانية، قدرة المؤسسات على مواكبة الارتفاع في الأسعار. فمن ‏الصعب ترك الموظفين بأجور لا تكفي لتكبد مصاريف النقل من جهة ‏ومن أخرى الطلب من أصحاب العمل رفع الرواتب والأجور أكثر". ‏

ويكشف أن "بدأ التفكير بالبحث عن حلول عن طريق إرساء نظام نقل ‏مشترك داخلي للشركات، والطروحات تأخذ اتّجاه الـ ‏Carpooling‏ أي ‏أن يجتمع العمال في وسيلة نقل واحدة، بهدف تخفيض المصروف... ‏لكن، الأزمة العالمية في أسعار النفط تضغط بشكل كبير على سوق ‏العمل محلّياً وعلى ديمومة واستمرارية العمل. فلا نقل عام ولا حلول. ‏الوضع صعب، ونخشى في حال بقاء الأمور على حالها من عدم قدرة ‏الموظفين على الوصول إلى مراكز عملهم بعد اليوم ما يرتدّ سلباً عليهم ‏وعلى الإنتاج والمؤسسات...". ‏

ويرى عربيد أن "لبنان يعيش واقع كساد تضخّمي، اي الاستهلاك ‏والحركة الاقتصادية متوقّفين، في المقابل الأسعار التشغيلية ترتفع وعلى ‏رأسها قضية المحروقات والطاقة والتنقلات. لذا هذه المستجدّات تتطلب ‏إطلاق حوار تشاركي بسرعة على المستوى الحكومي ثلاثي الأبعاد مع ‏أصحاب العمل والعمال لاستنباط الحلول واتّخاذ إجراءات حازمة"، ‏موضحاً أن "لا حلول سحرية ومتاحة بسهولة لأن الأزمة عالمية والخوف ‏الأكبر يأتي من احتمال مواصلة أسعار النفط ارتفاعها ما يخلق قلقاً ‏أكبر". ‏

ويلفت إلى أن المجلس "سيأخذ مبادرة للدعوة والحث على النقاش، إلا أن ‏الأزمة تسابق أي خطوات فالأسعار ترتفع يومياً وكذلك الضغط، ‏خصوصاً وأن الأزمة لا تقتصر على النقل بل تشمل الحركة الإنتاجية ‏لأن المؤسسات والشركات والمعامل لديها كلفة إنتاج كهرباء ترتفع بشكل ‏كبير".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 آذار 2022 16:01