تخص طيور اللقلق المهاجرة لبنان بلوحاتها الطبيعية، معرجة على المروج والمراعي الخصبة في استراحة قصيرة من طريق ال10 آلاف كيلومتر التي تقطعها مرتين في العام، بحيث تنتقي "الجمهوريات" بحسب المعتقدات، متجنبة العبور فوق البحر المتوسط ، ومتمثلة بهيئة طير يتحول الى إنسان في الجزر النائية وفق الأسطورة. أما في العرف اللبناني، فعلى كل مجموعة مهاجرة أن تلقى نصيبها من بنادق الصيادين غير المحترفين ممن يزايدون بغلة الصيد لتسجل الأرقام موت ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف طير لقلق تنتهي مسيرتها قبل الوصول الى موطنها والى البيوت نفسها التي سبق أن بنت الأعشاش على سطوحها، الأمر الذي دفع السفارة البولونية في لبنان وجمعية الارض-لبنان الى إصدار بيان ترجوان فيه السماح لطيور اللقلق بعبور سماء لبنان والعودة الى أرض بولونيا للتكاثر بأمان".
{"preview_thumbnail":"/storage/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/ntGLRbyHNB4.jpg?itok=FsRCbLhz","video_url":"https://youtu.be/ntGLRbyHNB4","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":0},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive)."]}
يعرّف رئيس جمعية الارض بول أبي راشد، ل "مستقبل ويب"، طيور اللقلق بأنها "طيور الحوم"، بحيث لا يمكنها التحليق إلا من خلال تيارات الهواء الدافئ ، ولهذا فإن هذه الطيور تختار مناطق محددة للعبور في طريق الهجرة التقليدي". وأبدى أسفه لعدم استغلال لبنان لتلك "الظاهرة أو الترويج لها لاستقطاب السياح، لتغدو الأرض المضيفة مقبرة لطيور هي ملك الانسانية في العالم، ولاسيما مرج بسري الذي يغري بخصبه واتساعه". ولفت إلى انه، و "بدلا من الاقتداء بالدول التي تعنى بحياة الطيور وتطورها، ولاسيما بولونيا التي يمثل لها طير اللقلق أهمية توازي رمزية الأرزة في لبنان، فإن الصيادين غير المحترفين يلقون بغلتهم في القمامة لعدم الاستفادة من لحوم تلك الطيور التي ترمز للسلام والخصب في العالم". وأكد ان هذا الأمر "يستدعي جدية في التعاطي من الجهات الرسمية المعنية بما لا يضع لبنان لاحقا على اللائحة السوداء من قبل الاتحادات الدولية المعنية بالبيئة والطيور، ولاسيما أن الغريزة وحدها تحرك وجهة الطيور المهاجرة من دون مقدرة الانسان على تأطير الفضاءات أو إصدار قرارات منع عبور".
ويأتي بيان السفارة البولونية بعد زيارة قام بها الناشط البيئي للدفاع والمحافظة على طيور اللقلق إيرك كالوجا العام الفائت للتوعية من المجازر التي تسجل بحق الطيور في لبنان، مبينا بأن آلاف الطيور تتعرض سنويا خلال رحلتها الى أوروبا لطلقات بنادق الصيادين غير المحترفين ، وهو الاجراء الذي استدعى تقديم التوعية للأجيال الناشئة من خلال إعداد فيلم رسوم متحركة ومسابقة تصوير لهجرتها لحث الاطفال على العمل من أجل حماية الطيور.
وبحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة هناك نحو 350 ألف زوج من طيور اللقلق الابيض على مستوى العالم،وفي بولندا نحو 50 ألف زوج قابلة للتكاثر حيث الكثير من الحقول والمراعي والبحيرات والاراضي الرطبة. ويلفت الاتحاد الى أنها باتت في السنوات الاخيرة تغير في عاداتها خوفا من رحلة اللاعودة، فاذا بها تقتات من مناطق أقرب الى موطنها في أوروبا، بحيث تتغذى من القمامة، علما بأن أي طعام ضار يتسبب بموتها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.